(نار) الأسعار تلتهم مستقبل الطالب الجامعي
طالب: مصروفي اليومي وصل إلى 600 جنيه
الخرطوم: أم بلة النور
بعد أكثر من عام على انقطاعهم عن الدراسة نتيجة للظروف التي مرت بها البلاد ابتداء من ثورة ديسمبر 2018م، وصولاً الى جائحة كرونا وفرض الحظر الشامل الذي أدى الى تضخم كبير جداً في الأسعار، والذي لم ينج منه حتى الطلاب في مختلف مراحلهم الدراسية، وبعد الاستنئاف الجزئي للمدارس والجامعات تفاجأ الطلاب بالأسعار الباهظة والمصروف اليومي، والذي تجاوز ثلاثة أضعاف مصروفهم قبل فترة الحظر والتضخم الاقتصادي.
مضاعفة التعرفة
في بداية جولتنا والتي كانت بكلية الإمام الهادي بأمدرمان الملازمين، قال عدد من الطلاب للصيحة إنهم يعانون من مضاعفة تعرفة المواصلات والتي تجاوزت 200% فيما كانت عليه سابقاً، وقالت الطالبة إيمان الشريف، إن مصروفها اليومي كان لا يتجاوز (50) جنيهاً يومياً بما في ذلك وجبة الإفطار والموصلات، إلا أنها وفي أول يوم دراسي تجاوز مصروفها 250 جنيهاً دون أن تتناول وجبتها اليومية، وأضافت: تعرفة المواصلات كانت عبارة عن (20) جنيهاً بخط سير سوق ليبيا بحري الآن أصبحت التعرفة (100) جنيه للخط الواحد إلى جانب الخطوط الأخري التي تصل إلى (30) جنيها، حيث كانت في السابق (5) جنيهات، وأضافت أن وجبة الإفطار أصبحت مكلفة جداً، وهناك عدد كبير من الطلاب يتجاوزونها حتى لا تتقطع بهم سبل الوصول للمنزل، حيث وصل سعر سندوتش الطعمية إلى (70) جنيهاً بدلاً من (15)، وقالت إن مجمل مصروفها اليومي يبلغ 350 جنيها يومياً واعتبرته أقل تكلفة مقارنة بزميلاتها لأنها تسكن داخل مدينة أمدرمان .
فيما اتفقت معها زميلتها سمر جودة، وكشفت أن مشكلة تعرفة الموصلات في ارتفاع مستمر وليست مستقرة على رقم محدد، وأشارت إلى أن أوقات خروجهم من المنزل والعودة إليه تعتبر أوقات ذروة، الأمر الذي يجعل التعرفة تتضاعف أكثر مما هي عليه إلى جانب تجزئة الخطوط التي انتهجها أصحاب المركبات العامة لزيادة الدخل استغلالاً لظروف الناس واحتياجاتهم، وقالت إن والدها يقوم بتوصيلها للجامعة عند الصباح لتعتمد على المواصلات العامة في طريق العودة، إلا أن مصروفها اليومي يتجاوز الـ250 جنيها شاملاً وجبة فطور وصفتها بالعادية وهي الطعمية التي يتناولها جميع الطلاب، وكشفت عن عدم التزام عدد من زميلاتها بالحضور اليومي بسبب المصروف اليومي وأصبحن يعتمدن على الدراسة بالمنزل والجلوس للامتحان فقط، رغم تشديد إدارة الجامعة على ضرورة الحضور، إلا أن الأساتذة التمسوا لهم العذر بسبب التضخم والحالة الاقتصادية التي يمر بها المواطن، وقالت إن عدداً كبيراً من زملائها يصومون عن الأكل طوال اليوم الدراسي بالجامعة حتى يتوفر لهم مال يعيدهم إلى بيوتهم.
صدمة الفطور
مجموعة من الشباب وجدتهم الصيحة عند إحدي محلات الفول (الفتة) جلست إليهم، حيث كانوا مندهشين من الحساب النهائي (للشيرنق) والذي وصل (200) جنيه للفرد الواحد الأمر الذي جعل البعض منهم في حيرة من أمره، وأصبحوا يفكرون في كيفية العودة للمنزل في حال دفع ذلك المبلغ، وقال مدثر صديق الذي كان مسئولاً من تجهيز وجبة الإفطار (البوش) والمكونة من الخبز و(موية الفول ) الى جانب الزيت فقط دون ـي ملحقات أخرى إنهم تفاجأوا بالأسعار، وقال إنهم كانوا يدفعون فقط (30) جنيهاً، وكانت (فته ظابطة ومعاها بارد) هكذا وصفها، وقال: الآن فقط (عيش وموية فول) (الشير) (200) جنيه واصفاً الوضع بأنه لا يطاق كاشفاً بأنه يحتاج إلى 600 جنيه تعرفة مواصلات للجامعة ووجبة فطور، وقال للصيحة إن والده كان يقوم بتحويل (5) آلاف شهرياً من ولاية جنوب دارفور، إلا أنها انتهت في منتصف الشهر فقط، ولا يعلم كيف يتصرف هل يتصل على والده أم يبحث عن عمل لأنه اصبح شاباً ويفترض أن يعتمد على نفسه إلا أن فرص العمل معدومة.
كسر الحنك
وأضاف زميله أنه يسكن بمنطقة الحاج يوسف ويدرس بأمدرمان، وكشف عن تعرفة خط سير مواصلاته (150) جنيها للخط الواحد بدلًا من (30) جنيهاً قبل الحظر وأضاف أنه يحتاج الى (300) جنيه للمواصلات فقط. وأضاف (وزي ما شايفة شير الفته 200 يعني بالميت كدا محتاج لي 500 جينه)، وقال أيضاً إنهم كشباب لا يفضلون تناول السندوتشات، وأضاف ضاحكاً (تاني الا نكسر حنك الفطور ده).
أين بطاقة الطالب؟
فيما قال زميله والذي يسكن أمبدة دار السلام غرب سوق ليبيا إن مشكلته أكبر منهم جميعاً لأن مسافته تعد الأبعد ولديه إخوة يدرسون بجامعات أخرة, مما يحتم عليه العمل خلال الأيام التي ليست بها محاضرات لتوفير مصروفه اليومي والذي يتجاوز 700 جنيه يومياً وأضاف أن شقيقه الأكبر دخل الشرطة خلال فترة الحظر وتم توزيعه ويقوم بمساعدته من راتبه الخاص في حال لم يجد عملاً لكي يستطيع مواصلة الدراسة، وقال إن توقف بطاقات الترحيل أثرت بصورة كبيرة على عملية الترحيل اليومي .
عمليات تحويل
وذهبت عائشة عمران والتي تأتي من شرق النيل إلى جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية أن مصروفها اليومي يتجاوز 500 جنيه يومياً نسبة لبعد المسافة بين أمدرمان وشرق النيل، وأضافت أنها ومع تلك المصروفات العالية هناك صعوبة في إيجاد المركبات العامة والوصول في الموعد المحدد للمحاضرة، وكشفت عن رغبتها في التحويل من جامعة القرآن الى جامعة الزعيم الأزهري ببحري نسبة لارتفاع المصروف اليومي لبعد المسافة الذي ازداد بسبب الأزمة ومضاعفة التعرفة والتي انعكست على المصروف اليومي .
الجامعة مكلفة
أما الطالب عدي مبارك فقال إن الجامعة أصبحت مكلفة جداً رغم ان والده مغترب بالمملكة العربية السعودية ويقوم بتوفير كافة المنصرفات، إلا أنه يشعر بأن العبء عليه كبير، لأنه يسكن سكناً داخلياً خاصاً ويحتاج إلى مصروفات إضافية مثل توفير وجبة الغداء والعشاء على حسابة الخاص لعدم توفيرها مدعومة بالسكن الخاص. وقال إن مصروفه الشهري يتجاوز 20 ألف جنيه، وتساءل عن كيفية مواصلة الدراسة لأصحاب الدخل المحدود, واتفقت معه زميلته لينا والتي تسكن الجرافة وقالت إن الوضع صعب لمن لديهم إخوة في الجامعات والمراحل الدراسية الأخرى وأن مصروفها لوحدها يصل إلى 500 جنيه يومياً.