الجميل الفاضل يكتب : الخرطوم على أعتاب التطبيع
بَاتَ السودان قاب قوسين أو أدنى من الدخول في “اتفاق إبراهيم”.. عنوان التطبيع العربي الجديد مع دولة إسرائيل، بعد دولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، حيث نسبت هيئة البث الإسرائيلي لمصدر بوزارة الخارجية السودانية قوله: إنّ هناك مؤشرات تدل على حدوث تفاهمات للبدء في تطبيع العلاقات السودانية مع إسرائيل.
وتوقّع ذات المصدر أن تُعلن الولايات المتحدة في غضون ساعات عن شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب .
وفي ذات الصدد، قال مصدر أمريكي لقناة (الغد)، إنّ هناك اتّجاهاً لرفع اسم السودان عن قائمة الدول المساندة للإرهاب وإعفائه من دُيُون خارجية بقيمة ثلاثة مليارات دولار.
وقطع المصدر الأمريكي، أن السودان يعتزم توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل خلال أيام معدودة.
ونقل موقع “العين الإخباري”، أمس الاثنين، أن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وافق مبدئياً على توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل، وأكّد الموقع أنّ حمدوك أبدى مُوافقته على السلام مع إسرائيل، لكنه “لا يزال رافضاً ربط المسألة بقرار رفع اسم بلاده من قائمة أمريكا للدول الراعية للإرهاب، باعتبار أنّ الملفين مختلفان، بل ولا ينبغي خضوعهما لأي مساومة”.
وكانت صحيفة (إسرائيل اليوم)، قد كشفت أن هناك ضغوطاً دولية هائلة تُمارس على رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك للاستقالة خلال أيام.
وبدا لافتاً، أن اجتماعاً مشتركاً لمجلسي السيادة والوزراء انعقد أول أمس، أجرى تعديلاً جوهرياً على هياكل السلطة الانتقالية بإضافته مادة بالرقم (80) للوثيقة الدستورية تقر إنشاء مجلس لشركاء الفترة الانتقالية يتكون على النحو التالي: (1) قِوى إعلان الحرية والتغيير. (2) المكون العسكري. (3) القِوى المُوقِّعة على اتفاقية السلام.
وقال قرار الاجتماع المشترك، إن مجلس الشركاء من شأنه مُناقشة القضايا السياسية الكبرى لتذليل عملية الانتقال.
وفيما يبدو أنّ مجلس شركاء الفترة الانتقالية “الحاضنة السياسية البديلة” للحكومة الانتقالية قد صُمِّم خصيصاً لاتخاذ قرارات مصيرية فشل المجلس المركزي للحرية والتغيير في اتخاذها نتيجة تبايُن مواقف الأحزاب والتيارات السياسية حيالها، مع ما بدا من استحالة حسم قرارات سياسية كبيرة كقرار التطبيع مع إسرائيل من داخل مجلس الأمن والدفاع الوطني الذي لا يتمتّع بصلاحيات سياسية واسعة.
وأرجِّح أن يحسم مجلس الشركاء المُستحدث في أول اجتماعاته، جدل العلاقة مع إسرائيل لصالح خيار التطبيع مع تل أبيب.
فالمجلس ثُلاثي الأبعاد والمكوِّنات يضم طيفاً واسعاً من دعاة التطبيع مع إسرائيل، فحركات الكفاح المُسلّح ظَلّت في غالبها الأعم على تواصل سري، بل وبعضه مُعلنٌ مع دولة إسرائيل، وبالتالي فإنّها ربما لا تجد حَرَجَاً في ترجيح الميزان لصالح خيار التطبيع الذي فتح أبواب السودان أمامه المُكوِّن العسكري بخطوة جريئة وغير مسبوقة نفّذها الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي بلقائه في عنتيبي الأوغندية فبراير الماضي، رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.