الغالي شقيفات يكتب : كسلا.. الحل في الدعم السريع
تصاعدت حدّة التوتر في شرق السودان الذي يُعاني تدنياً في خدمات الصحة والمياه والتعليم كغيره مثل مُعظم مناطق السودان، غير أن شرق السودان أُنشأ له صندوق عبر اتفاقية الشرق وتم دعمه من الأشقاء في دولة الكويت، والشعب السوداني مغيّب تماماً عن المشاريع التنموية التي نفذها الصندوق، الذي تراجعت الدولة عن قرار حله في وقتٍ سابقٍ، الأمر الذي يراه آخرون من مكونات الشرق أنهم لم يستفيدوا من الاتفاقيات، وأن قيادات من النظام السابق لا تزال تُحرِّك الأحداث في الشرق.
والمُتابع لقضايا الشرق، يجد أن جهة ما فرضت وجهة نظرها على الآخرين، وتمدد الخلاف وتطوّر إلى مُواجهة بين أنصار صالح عمار المحسوب على البني عامر، وتِرِك المحسوب على الهدندوة، وسالت الدماء، وخُربت الممتلكات، وتعطّلت الحياة، وامتدّت المناوشات إلى ولاية البحر الأحمر.
وأخطاء رئيس مجلس الوزراء بإقالة عمار صالح، لأن هنالك مشروعاً لتغيير الولاة قادم وفقاً لاتفاق جوبا والمسارات كان بالإمكان تأخير القرار، وإذا سأل حمدوك راعياً في بوادي شمال دارفور لأناخ بعيره وترجّل منه ولأوّل مرة يدخل مؤسسة حكومية، إذا سأله عن كيفية مُعالجة أمر والي كسلا، لأجابه قائلاً: “شيل لينا محمد حسن عربي من الفاشر وجيب لينا صالح عمار هنا أو هكذا لعبة شطرنج”، والآن الأمر تفاقم والأحداث تصاعدت وتم فرض حالة الطوارئ وحظر التجوال، والأمر أصبح يحتاج إلى تدخل المجلس السيادي.. وأمر ولاية كسلا يحتاج إلى جهة مُحايدة تقبل بها كافة الأطراف “بني عامر، هندوة ورشايدة” وهم طرف مهم أيضاً في معادلة الشرق، إضافة إلى المكونات الأخرى “فلاتة، نوبة وعرب”، فالجهة المناسبة من وجهة نظري هي الدعم السريع، لأن مواطن الشرق، وجدهم معه في كسلا يوم تدهورت الأوضاع الصحية، كانت قوافل الدعم السريع الصحية حاضرة، ويوم سالت الدماء في بورتسودان كانوا هُم من وفّروا الأمن وأعادوا الحياة إلى طبيعتها.. وكذلك في القضارف والحدود الشرقية كانوا هُم رأس الرمح، فعلى المجلس السيادي تعيين ولاة من الدعم السريع في كسلا والبحر الأحمر، لأن الميناء والشرق “خط أحمر” وبدونه لا سودان.
من الواجب بسط هيبة الدولة وحسم العنصريين المُطالبين بانفصال الشرق، والأمر الآن بيد السلطات العليا، ومعلومٌ أن قيادات الدعم السريع الآن أصبحت لها المقدرة والدراية في حل المشاكل ذات الطابع الأهلي كالتي حدثت في الشرق، فهي ليست أكبر من مشاكل “سرف عمرة والسريف وكبكابية وأم دخن وقارسلي” التي قام بحلها العميد علي يعقوب قائد قطاع وسط دارفور، وهي ولاية تأسس فيها تمرد دارفور بامتداداته الدولية ودعمه الدبلوماسي والإعلامي، وكذلك أحداث قريضة ومثلث النظيف وتلس بجنوب دارفور، وأحداث العرب والمساليت بغرب دارفور الممتدة من السودان إلى تشاد وغيرها.. نقول الآن ولاة الدعم السريع هُم الحل المؤقت إلى حين اتفاق مكونات الشرق والتوصل إلى حَلٍّ مُرضٍ بينهم وتجاوز الصراع حول المناصب والتوجُّه إلى قضايا الشرق الحقيقي المُتمثلة في غياب التنمية والأراضي المُغتصبة في الفشقة وحلايب وأبو رماد وشلاتين.