النظافة في الإسلام قيمة عظيمة ينبغي أن يراعيها كل مسلم ويتحلى بها في كل الأوقات والظروف، وقد اهتم ديننا الحنيف بهذه القيمة وأعلى من شانها إعلاء كبيراً وجعلها نصف الإيمان حينما قال رسولنا صلوات الله وسلامه عليه (النظافة من الإيمان).
والإسلام جعل النظافة أساس العبادة ومفتاحاً لها وجعل طهارة الجسم التامة أساساً لابد منه لكل صلاة.
وعلى الرغم من هذه الأهمية، إلا أننا ضربنا بذلك عرض الحائط، وجعلنا النفايات تحاصرنا من كل جانب بسبب سلوكياتنا وغياب الجهات المنوط بها إصحاح البيئة، وما نشاهده في شوارع العاصمة وأحيائها من تراكم هائل للنفايات في قلب الأحياء والشوارع العامة وخاصة الأسواق ما هو إلا دليل قاطع لإهمالنا النظافة، فأصبح المواطن والباعة الذين يفترشون الأرض وأصحاب الخضروات والمأكولات دون حسيب أو رقيب حتى على أنفسهم ينظفون منازلهم ويرمون بالنفايات في الطرقات العامة التي شوهت المظهر العام للمدينة، فكيف لشخص ينظف منزله من الداخل ولا يهتم بالمحافظة على صورة وطنه، تلك الخطوات والسلوك المشين خلف أضراراً كبيرة على الصحة العامة، وقادت إلى توالد الذباب ونواقل الأمراض خاصة في فصل الخريف هذا الذي صاحبته سيول وفيضانات فاقمت من الأوضاع الصحية بسبب تراكم هذه النفايات.
وللاسف فإن الشركة المعنية بنظافة العاصمة ظلت تسجل غياباً تاماً سواء كان في الأسواق أو الشوارع أو الأحياء مما جعل الكثير من المواطنين يحملون النفايات من منازلهم ليلاً ويرمون بها فى الطرقات في ظل النوم العميق للقائمين على أمر النظافة.
نخلص ونقول إن صحة البيئة مسؤولية تشاركية بين المواطن والسلطات الحكومية المختصة، وما لم تقم الأخيرة بواجبها كاملًا ستتفاقم الأوضاع أكثر مما هي عليه، وقبل أن تقع الفأس في الرأس نقول للسلطات المختصة اصحوا من هذا النوم العميق وارفعوا من درجة الهمة والتوعية الصحية واجعلوا عربات النفايات تعود مجدداً للأحياء حتى نرى الوجه المشرق للعاصمة التي شوّهت النفايات صورتها وغابت عنها معالم الجمال.
والله المستعان.