قتلى وجرحى وحظر تجوال.. شرق السودان.. عودة الحريق!!
كسلا- الصيحة
لم تكن إقالة والي كسلا المكلف صالح محمد صالح عمار، الذي تمت تسميته ضمن التعيينات الأخيرة، أمس الأول، الحدث الفريد الذي يمكن أن يشعل شرق السودان.. فالإقليم ظل لفترات طويلة تذكي ناره كثير من أعواد الخلاف هنا وهناك، وقد استدعت الخلافات والمُناوشات القبلية والسياسية وغيرها، تدخُّل المركز أكثر من مرة خلال الفترة الماضية، ولا تكاد تمضي أي أزمة دون أن تخلِّف خسائر في الأرواح والممتلكات، الأمر الذي جعل المنطقة مصدر قلق للحكومة الانتقالية، خاصةً بعد تعيين الوالي المقال صالح عمار الذي قُوبل برفض واسع من البعض، فيما رفضه آخرون، وتطوّرت الخلافات إلى مواجهات واشتباكات خلّفت قتلى وجرحى ومصابين وكثيراً من الغبن والعداء والتربُّص كل بالآخر، في ظل وجود شحن واستنفار على أسس مختلفة.
وبالأمس، عادت الأحداث الدامية للتجدد مرة أخرى عقب إعلان نبأ إقالة صالح عمار، لكن هذه المرة كانت أرض المعركة المميتة هي مدينة سواكن في ولاية البحر الأحمر.
وفيات وإصابات
المواجهات التي اندلعت في مدينة سواكن، أدت إلى وفاة (6) أشخاص وإصابة نحو (27) آخرين، منها (3) حالات حرجة، وذلك على خلفية إقالة والي كسلا صالح عمار، وقالت لجنة أطباء السودان المركزية – فرعية البحر الأحمر- إن جميع الأصابات بالأسلحة البيضاء من عصي وآلات حادة، وذكرت أن الوفيات والإصابات هي التي وردت للمشرحة والمستشفيات، وأضافت: “شهدت مدينة سواكن تفلتات أمنية واشتباكات قبلية دامية على خلفية قرار رئيس مجلس الوزراء بإقالة والي ولاية كسلا، ونتج عن الأحداث عدد من الوفيات والإصابات التي ما زالت تتوافد لمستشفيات مدينة بورتسودان”، وأشارت اللجنة إلى وجود انهيار واضح للقطاع الصحي بالولاية متمثلاً في حوادث الجراحة والباطنية ونقص في الكوادر الطبية وبعض معينات العمل والأدوية في الآونة الأخيرة، ونوهت إلى أن الوضع مَا زال محتقناً مع هدوء نسبي في مدينتي بورتسودان وسواكن، وقطع بعض الطرق الرئيسية، وطالبت اللجنة المسؤولين بتأمين كافة المرافق الصحية والكوادر الطبية، وتسهيل الحركة وتوفير الترحيل والوقود، وأشارت إلى أنه تم فرض حظر التجوال بمدينتي سواكن وبورتسودان من الساعة الثانية عشرة ظهراً وحتى الرابعة فجراً، واستنفرت اللجنة كافة الكوادر الطبية وبالأخص طبيبات وأطباء الجراحة للاستعداد وتقديم المساعدة في حال حدوث أي طارئ.
وأشادت بمجهودات إدارة الطوارئ ومكافحة الأوبئة – طوارئ النزاعات في استجابتهم السريعة لتجهيز وزيادة سعة المستشفيات لاستقبال الإصابات، وشددت على مطالبة المسؤولين بتأمين كافة المرافق الصحية والكوادر الطبية وتسهيل الحركة وتوفير الترحيل والوقود.
وفي بيان لاحق، ذكرت اللجنة أنه لم تصل إلى المستشفى أو المشرحة أيّة حالات وفاة جديدة منذ عصر أمس الأربعاء، وأن مدينتي سواكن وبورتسودان شهدتا هدوءاً ملحوظاً عقب فرض حظر التجوال.
فرض حظر التجوال
وإثر الأحداث الدامية التي بدا أنها في طريقها للتصاعد، أصدرت اللجنة الأمنية بولاية البحر الأحمر أمس، قراراً بحظر التجوال في مدينتي بورتسودان وسواكن.
وقالت اللجنة الأمنية في قرارها، إنه نسبةً للأوضاع الأمنية بولاية البحر الأحمر، أصدرت لجنة أمن الولاية، قراراً بفرض حظر التجوال بمدينتي بورتسودان وسواكن اعتباراً من الأربعاء 14/ 10/ 2020م ابتداءً من الساعة الثانية عشرة ظهراً إلى الساعة الرابعة صباحاً لحين هدوء الأحوال الأمنية.
رفض استخدام القبائل
وفي سياق مقارب، أعلن الحزب الشيوعي رفضه للمعالجات التي تمت لقضية شرق السودان، وشدد على أنه يرفض المنهج الذي اُتبع في اتفاق جوبا للسلام من مسارات، وحذّر من خطورة ما سينجم عنه من صراعات.
وأعلنت الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي السوداني المكلفة آمال الزين، عن اجتماع تم بين الحزب والمجلس الأعلى للبجا والنظارات المستقلة أمس الثلاثاء، بطلب من المجلس ناقش قضية الشرق.
وأعلن الشيوعي، اتفاق الطرفين على رفض المنهج الذي اُتبع في اتفاق جوبا للسلام من مسارات، وعلى خطورة ما سينجم عنه من صراعات، وتم الاتفاق على خطورته لوحدة وأمن السودان، وحمّل الجانبان الشق العسكري لمجلس السيادة، تأجيج الصراع في الشرق، وأمّنا على رفض اتباع سياسة المحاور والتدخل الخارجي.
وأشار المجلس إلى وجود بعض عناصر النظام السابق داخل المجلس الأعلى للبجا والنظارات المستقلة، ونوه إلى دور بعضهم في تنفيذ أجندة فلول النظام البائد، واستنكر الحزب الشيوعي استخدام القبائل والإثنيات وإقحامها في الصراعات القائمة حالياً في الشرق. وانفض الاجتماع على أن يتواصل الحوار لاحقاً حول قضايا الشرق.