الغالي شقيفات يكتب: أعداء السلام
انتقد بعض المحسوبين على النظام البائد اتفاق السلام الذي وقع في جوبا بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح وحلفائهم من القوى المدنية المعارضة في المسارات، ومنهم كتاب وكبار الصحفيين من أنصار المخلوع وكأنما ما فعله نظامهم المباد ضد المدنيين والوطن عمل مشروع ولا يرون ما سال من دم وترويع للمدنيين والتهجير والنزوح القسري وغيرها من الموبقات وليس هنالك ثمن للسلام.
وكتاب العهد البائد معروفون بقلب الحقائق وتزييف الوقائع ويجب أن لا يترك صناع السلام ما أنجزوه وسهروا فيه الليالى لقلة تعمل ضد الشعب والوطن وهم أول من يتلظى بنيران الحرب لولا قدر الله اندلعت مرة أخرى وبالموقف المخزي والمخذل لأعداء السلام إذا لم يُحرس ويُحسم المتخندقون في المربع القديم، فإن النتيجة الحتمية هي الدماء والخراب وفتح طريق للأزمات والكوارث والتشظي، فإن زارعي البغضاء هم من أنصار النظام الذي قهر وأذل الشعب ولا زالوا يتصدرون المشهد ومن يقرأ مقالاتهم وأعمدتهم يجد دائماً ويتابع برامجهم وأدبياتهم وإنتاجهم الإعلامي يدرك انهم أعداء السلام والوطن والاستقرار.
إن أعداء السلام هم الذين يستخدمون البسطاء في شرق السودان وهم الذين يسعون للفتنة القبلية ويفرقون تفرقة عنصرية بين مكونات الأقاليم، وقد درج أعداء السلام على استغلال بعض العوام من الناس في فهمهم للحقوق وتأصيلها وتوظيفها في الظلم والتهميش والغبن التنموي، فكان الواجب عليهم دعم الأمن والاستقرار والسلام الاجتماعي والإقرار بأن هناك مجموعات لها حقوق في العيش الكريم ولهم واجبات تجاه الوطن والمجتمع، ومن حق الشعب السوداني أن يعيش بلا إبادة أو تجويع وسجون، وهؤلاء لا يعجبهم توقف قنابل الانتنوف وحرق القرى وتوقف فاتورة الذخيرة والتشوين وموت الشباب وفقدان الموارد البشرية والآن توجه الدولة كله نحو السلام وصيانة حقوق الإنسان، والسودان كجزء من المجتمع الدولي لابد أن يلتزم بقرارات المنظومة الدولية ويعزل القوى المعادية للسلام ومن داهنهم، فكتاب النظام البائد الذين ينتصرون لأجندتهم الذاتية والحزبية والمناطقية.
إن السلام أسمى هدف إنساني وإنجاز عظيم لصانعيه، وهذا السلام قام على أسس قوية ونية صادقة من أطراف التفاوض والوسطاء الدوليين والشعب السوداني إن عناصر الدولة العميقة التي لا زالت في المؤسسات الإعلامية تحاول تصريف الخط السياسي للنظام المباد لرافضي السلام والمجموعة العقائدية التي تعمل “كراع جوه وكراع بره” كما يقول المثل السوداني قد أصابتها الخيبة بجلوس الحلو للتفاوض، والآن لا أحد يسمع ضجيجها فهم والنظام البائد الآن في خندق واحد ضد السلام ويحاولون وضع العراقيل ولكنهم حتماً سيفشلون لأن الشعب قال كلمته في ساحة الحرية في الاحتفال الذي نظمته المبادرة الشعبية لدعم السلام.
موقعو السلام قادة شجعان قاتلوا بجدارة وشرف وتفاوضوا كإخوان بعد سقوط النظام، والآن لا نشك أنهم قادرون على حماية وحراسة السلام ونتوقع صدور توجيه مكفول بالقانون يحاسب المحرضين والمعادين لجهود ومساعي السلام والاستقرار، وبعد لقاء نائب المجلس السيادي محمد حمدان دقلو والقائد عبد العزيز آدم الحلو تكون الوساطة دشنت مرحلة جديدة في سودان ما بعد اتفاق جوبا..