الخرطوم ــ مريم أبشر
قُبيل لحظات من مغادرة نائب رئيس المجلس السيادي الفريق أول محمد حمدان دقلو مدينة جوبا قادماً إلى الخرطوم أمس، أفلحت الوساطه بدولة جنوب السودان ممثلة في دينمو صناعة السلام مستشار الرئيس سلفاكير توت قلواك، اختراقاً آخر في الملف، بجمع (حميدتي) ورئيس الحركة الشعبية القائد عبد العزيز (الحلو) في طاولة واحدة.
ولعل الخطوة كانت متوقعة في سياق الحرص على ملف كامل مكتمل، وهدف اللقاء إلى إذابة الجليد، وإزالة أي رواسب تعطل السلام خاصة وأن الحرب وتداعياتها أكبر عامل في فقدان الثقة.
ونقلت مصادر بجوبا للصيحة خروج ثلاثتهم الفريق حميدتي والحلو والقائد توت قلواك، وقد ارتسمت ملامح البِشر باقتراب تحقيق الحلم الأكبر (سلام شامل كامل غير منقوص)، وقد انطوت صفحة وبدأت صفحة جديدة عنوانها الأبرز هو السلام أحد شعارات الثورة، والوجه المشرق للديمقراطية والمدخل الحقيقى للعدالة والتنمية .
بشارة سلام أخرى:
يجيء اللقاء والخرطوم هنا كانت تلبس ثوب الفرح احتفاء بصناع السلام في الخرطوم وهي تستقبل قيادات كان لهم قصب السبق في إنزال السلام لأرض الواقع وفي مقدمتهم رئيس وفد التفاوض الحكومي الفريق حميدتي، كانت جوبا تخطط لمفاجأة أخرى وهي تجمع بين الفريق حميدتي والقائد عبد العزيز الحلو لطي صفحة الخلاف وإزالة أسباب عدم الثقة خرج الرجلان وأيديهما معاً برفقة توت قلواك وهما يعتزمان إكمال مشوار السلام لبناء سودان جديد يحقق شعارات الثورة التي فقد الشباب أرواحهم من أجلها واقعاً معاشًا يمشي بين الناس.. و شكل اللقاء سعادة بطعم مختلف وجوبا تنجح في لملمة أطراف الفرقاء وقد عبّر عن ذلك رئيس لجنة الوساطة الفريق توت قلواك، وهو يوكد في اللقاء الصحفي الذي أعقب الاجتماع المهم أنهم سعداء جداً وبشائر السلام تنداح على ربوع السودان وتتواصل باتجاه اكتمال السلام، وقال إن العالم كله يشهد السلام لن يكتمل إذا لم ينضم إليه القائدان الحلو ونور، ولفت إلى أن الحركة الشعبية جناح الحلو موجودة فى جوبا وجرى حوار ولقاء مطول وصريح بين الحلو وحميدتي وتم الاتفاق على عقد ورش للحوار وهي بدأت بالفعل واتفقوا على المضي قدماً في التحاور توطئة للتوصل لتوافق تدخل بموجبه الحركة اتفاق السلام عبر منبر جوبا.
الحلو.. من أجل سودان جديد
بدا القائد عبد العزيز الحلو أكثر سعادة، وهو يفصح عن مخرجات اللقاء المفاجئ مع الفريق حميدتي بغرض كسر الجمود على طاولة التفاوض من أجل استئناف المفاوضات وتجاوز العقبات التي أخرت مسار الحركة الشعبية شمال، واصفاً اللقاء بأنه ودي وإيجابي وسيفتح الطريق لمواصلة التفاوض من أجل تحقيق السلام وبناء السودان .
حميدتي: سعادة بطعم آخر :
ورصدت العيون الفريق حميدتي عقب اللقاء وقد بدا أكثر تفاؤلاً.
حيث تمضي لوحة السلام نحو الاكتمال واعتبر اللقاء خطوة مهمة للأمام، وبعث بشكر مستحق لرئيس الوساطة الفريق توت وهو يقود جهوداً من أجل الجمع بينه والحلو لكسر الجمود، منبهاً إلى أن الهدف تحقيق سلام شامل لا يستثني أحداً. وأضاف: نحن إخوان ومصلحتنا معاً هي مصلحة بلدنا، وبعث حميدتي برسالة للقائد عبد الواحد محمد نور وغيره بالانضمام لركب السلام، وبعث أيضاً بطمينات للقائد الحلو بأن الوضع القديم قد زال وانتهى، ونحن الآن في سودان جديد ووضع جديد، وأن هنالك شعارات رفعتها الثورة وهي السلام والحرية والعدالة يجب علينا تحقيقها .
لدغة الدبيب:
فى سياق حرص حميدتي على بث الطمأنينة والالتزام للقائد، استرجع مثلاً سودانياً يقول (الضائق لدغة الدبيب يخاف من جر الحبل)، وقال إن الحلو سبق أن لُدغ، ولكن نقول له إن السودان الآن كله يعيش وضعاً جديداً، وإن هنالك حرية وعدالة وسلام، وبشره بالخير وأن الحكومة الانتقالية ووفد التفاوض سيكونون معه، ونبه إلى أنه ليس بينه والحلو خلاف وإنما سحابة صيف وعدّت، وأضاف: اتفقنا على عقد ورش واستصحاب اتفاق أديس كمدخل لجولة التفاوض، وأكد الالتزام بمنبر جوبا وقطع بأنه ليس هنالك سلام دون ثمن، وزاد (نحن ملتزمون وجاهزون نجيب سلام مع بعض).
وتعهد حميدتي للحلو بأنه لن يُطعن من الظهر، وقال: نحن ربنا بسألنا من تحقيق السلام والعدالة، وقال” ليس هنالك بعد اليوم أبناء مصارين بيض وآخرون سود، وإنهم عازمون على بناء سودان يتساوى فيه الجميع لا فرق بينهم، ولن تكون هنالك دونية بعد الآن حتى لا يتفكك السودان لدويلات، وأكد أن الجميع الآن على قلب رجل واحد، وأمرنا شورى بيننا لبناء سودان مختلف، لافتاً إلى أن السودان بلد غني بالموارد والخيرات تنقصه فقط الإرادة وهي الآن متوفرة، والكل عزيمة وإصرار على بناء سودان السلام والعدالة الذي لا يستثني أحداً ويجمع كل أبنائها بكل سحناتهم وقبائلهم.