من ساحة الحرية بالخرطوم .. مشاهدات من شرفة الاحتفال بقدوم صناع السلام
رصد ومتابعة الغالي شقيفات
نظمت المبادرة الشعبية لدعم السلام حفل استقبال كبيراً لوفد صناع السلام القادم من جمهورية جنوب السودان في ساحة الحرية بالخرطوم بعد إنجازه اتفاق السلام، وبذلت اللجنة العليا جهوداً كبيرة لإخراج هذا الاحتفال بصورته الكبيرة الجميلة، حيث عملت كافة اللجان ليل نهار وفي فترة وجيزة أنجزت المهمة، والأستاذ عبد الرحمن إسحق علي رئيس اللجنة العليا للمبادرة الشعبية لدعم السلام، بدأ الإعداد لهذه الفعالية وهو واثق من نفسه إنه سيخرج هذا الاحتفال بصورة ممتازة، وقد كان، حيث بدأت لجنة إعداد المكان الإعداد مبكرًا للمسرح وأماكن جلوس كبار الشخصيات ورجالات الإدارة الأهلية والطرق الصوفية وقيادات حركات الكفاح المسلح ووفد الحكومة المفاوض والإعلام والجماهير والفرق الشعبية.
أهل الفن والشعر والموسيقى حضوراً
نظمت المبادرة عدداً من الحفلات الغنائية، حيث أقامت حفلاً غنائياً ساهراً أحيته الفنانة عائشة الجبل وسط حضور جماهيري كبير في ساحة الحرية، كما غنت الفنانة مكارم والفنانة فهيمة عبد الله والفنان عمر إحساس وآخرون، وقدم عدد من الشعراء أشعاراً تدعو للسلام ونبذ العنف، وامتدح آخرون الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة ورئيس الوفد الحكومي لمفاوضات السلام وذكروا صفاته الحسنة وشجاعته والثناء عليها.
الفرق الشعبية ورقصات القبائل
من المشاهد الملفتة للنظر حضور كثيف للفرق الشعبية وفرق القبائل برقصاتها الشعبية وفرق الفنون الشعبية القادمة من مايو والحاج يوسف وأمبدة بملابسها وإكسسواراتها وتعبيراتها الحركية، وكانت الأرض تهتز من ضرب الأرجل وصفقات الكاتم والمردوم والحجوري، وقدمت فرقة الرشايدة القادمة من شرق السودان عرضاً مدهشاً وجميلاً مع لمعان السيوف في شمس الخرطوم الحارقة أعجبت الحضور وسط تصفيق حار، وهذا يدل على أن بلادنا تمتلك عدداً من الرقصات الشعبية وتراث زاخر. كما قدمت فرق من النيل الأزرق وجنوب كردفان من النوبة والمسيرية والأنقسنا عروضاً تراثية، وشهدت الساحة عدداً من الحكامات قدمن أشعاراً تقليدية شعبية كالمدح والفخر والنسب وتمجيد وتخليد أبطال السلام وهن امتداد لحكامات السودان مهيرة بنت عبود وبنونة بنت المك وشقيقة موسى فارس الشمال.
الطرق الصوفية ونجوم المجتمع ورجال الدين مع السلام
الطرق الصوفية ورجال الدين حضورا بأعلامهم الخضراء الممزوج بألوانها اللامعة ومشائخ الطرق الصوفية مع طلابهم ومريديهم باختلاف مشاربهم وأذواقهم الروحية نظموا صفوفهم ورفعوا راياتهم وبيارقهم بألوانها المميزة. وتعالت أصوات التهليل والتكبير، حيث أكد ممثلهم الشيخ الطيب الشيخ أنهم سيكونون حراساً للسلام وسيدعمونه بكل قوة من خلال المنابر وأن ساعة النصر قادمة، وأضاف: كلنا شركاء في السلام الذي نستبشر به ليكون مدخلاً لاستقرار البلد، كما تحدث عبد الرحيم محمد صالح ممثل رجالات الدين، وظهر نجوم الثورة والتغيير أمثال العطبراوي ودسيس مان وممثل جمهورية تعال النفق وشباب السوشل ميديا والرياضيون باعلامهم.
اكتمال الترتيبات لوصول قيادات الدولة
اكتملت الاستعدادات في المنصة وانتشر رجال التأمين والمراسم ووصل ضباط شرطة المرور إيذاناً بوصول الوفد والترتيب لقدوم الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، والدكتور عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء، وقبلهم وصل الوزراء وقيادات الدولة وفرقة الموسيقى العسكرية وسيارات الاسعاف والكاميرات ومحطات التلفزة المتحركة والصحفيون.
وصل النائب الأول ووفد حركات الكفاح المسلح اشتدت حرارة الشمس وطالت ساعة الانتظار وبعد ترقب وانتظار ظهرت قوات الدعم بزيها المعروف إيذاناً بقدوم قائدها صانع السلام رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات السلام، فتم فتح الطريق ووصل من الناحية الغربية باتجاه الجماهير ملوحًا بالتحية وسط زغاريد وتكبيرات عالية تدل على الفرح بالسلام وشعبية النائب، ورفعت كل الجهات أعلامها من الحركات المسلحة والتحالف السوداني والفعاليات الشعبية والطرق الصوفية والقبائل والفرق الرياضية والمنظمات ورفرف علم السودان والذي حمله الرجال والنساء والأطفال، وكان برفقة النائب الأول الأستاذ ياسر سعيد عرمان، والأستاذ أحمد تقد لسان والأستاذ إبراهيم زريبة، واللواء نمر عبد الرحمن والأستاذ محمد بشير أبونمو والقائد بابو مرحوم، وهم كبار مفاوضى الحركات، ومعهم بعض قيادات الصف الأول من قوى الكفاح المسلح وصلوا برفقة النائب الأول محمد حمدان دقلو وكما تقول المقولة الشعبية “الحجل بالرجل وسلام وييى”.
الحشود فاقت التصور وحميدتي رجل دولة في السلم والحرب
الأستاذ عثمان علي رئيس اللجنة الإعلامية بالمبادرة الشعبية لدعم السلام قال إن فكرة المبادرة نبعت من بعض الخلص من أبناء السودان لتكريم صناع السلام وتطورت الفكرة لجمعية عمومية، ومن ثم باشرت عملها للاحتفال بصناع السلام وإخراج الاحتفال بالطريقة التى ترونها، وميزانية هذا الاحتفال هى تبرعات من أبناء السودان وبعضهم تبرع بالترحيب وموية الصحة وغيرها من المستلزمات حتى خرج هذا الاحتفال بلوحة سودانية أصيلة وسط، شرق، غرب، وجنوب كلهم موجودون في السلام، والمبادرة وجدت مكانها تماماً والتنظيم ممتاز وكل لجنة قامت بدورها والحشد فاق التصور والحضور كان حضوراً مميزاً والمواطنون تكبدوا المشتاق رغم بعد المسافة وحرارة الشمس، ومن هنا نحيي صانعي السلام الفريق محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة ورئيس الوفد الحكومي للمفاوضات على إنجاز وتحقيق السلام فهو كان رجل دولة في الحرب ورجل دولة في السلم وقائد حقيقي، كما نحيي الإخوة في الكفاح المسلح لإنجازهم السلام ونرحب بهم داخل الوطن.
الشاعرة منى عزت كانت حضوراً
احتفال ليلة البارحة، إن دل على شيء إنما يدل على على فرحة الناس ومدى قبولهم لاتفاقية جوبا المنصفة.
هذا الاحتفال أربك الكثير من أصحاب الأجندات الذين سعوا بكل ما بوسعهم لإفشال السلام لكن إرادة الرجال انتصرت رغم متاريس النادي السياسي القديم.
والسلام صنعه أبطال تكبدوا المشاق وسهروا الليالي حتى أصبح حقيقياً نحسه بيننا بعد أن كان حلماً بعيد المنال.
نشكر كل الأطراف المفاوضة حركات ووساطة والوفد الحكومي الذي يتمثل في راعي السلام نائب رئيس المجلس السيادي الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع رجل السلام وصانع السلام و”جاب السلام لعند الباب”.
ونشكر كل من ساهم بقلب صادق في نجاح السلام.
رأيي المبادرة، الشعبية أو خليني أقول مبادرة السلام من الداخل
تكونت من أجل نجاح السلام. ولها دور أكبر في صناعة السلام من الداخل وهي مجموعة من أطياف الشعب السوداني متمثلة في رجال أعمال ومفكرين ومحامين ودكاترة وصحفيين وإدارات أهلية، طرق صوفية، مرأة وشباب ونشطاء سياسيين تجمعوا مرحبين بالسلام وداعمين له ومبشرين أبناء الوطن بأن السلام المجتمعي قادم لا محالة.
المبادرة نجحت بنسبة ٩٩٪ في جمع صف أبناء الوطن وتبصيرهم بأن سلام جوبا هو السلام الذي نبحث عنه منذ ٦٤ سنة.