تقرير- حسن حامد
اتجهت جميع أنظار الشعب السوداني ، نحو جوبا عاصمة دولة جنوب السودان في ترقب وتلهف للتوقيع النهائي للسلام، تلك الخطوة التي انتظرها السودانيون كثيراً، خاصة الولايات التي طالتها الحروب خلال السنوات الماضية كدارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، لإنهاء الصفحات السوداء وفتح الطريق أمام عبور السودان ووضع مكانته الطبيعية بين الدول.
وساد تفاؤل كبير وسط فعاليات المجتمع الدارفوري بالتوقيع، في مقابل تخوف في أوساط النازحين بأن غياب عبد الواحد محمد نور سيكون له أثره في بقائهم بالمعسكرات التي طال أمدها، وما بين هذا وذاك شكلت لجان في ولايات دارفور للاحتفال بهذه المناسبة، فيما ذهبت إلى جوبا وفود تمثل الإدارات الأهلية والنازحين واللاجئين والحرية والتغيير، بالإضافة لمنظمات المجتمع المدني من دارفور، لمعايشة الفعالية عن قرب.
وقال رئيس المكتب التنفيذي للإدارة الأهلية بجنوب دارفور الناظر التوم الهادي دبكة، إنهم متفائلون بأن يحقق التوقيع على السلام مكاسب عديدة على مستوى البلاد ودارفور بصفة خاصة، وأضاف أن الإدارات الأهلية ستكون عند حسن ظن الجميع بإنزال السلام على الأرض سيما وأن الإدارة الأهلية أقامت العديد من المصالحات المجتمعية التي تمهد لتنفيذ الخطوة على الأرض.
وتقدم التوم إنابة عن أهل دارفور بالشكر والتقدير لجنوب السودان حكومة وشعباً لاستضافتهم للسلام، باعثاً برسالة ونداء ضمير لابن السودان ودارفور عبد الواحد نور بأن تعال للسلام لإكمال القضية التى خرجت من أجلها والتي في طريقها إلى الحل.
ويقول الناطق باسم تجمع المهنيين بجنوب دارفور نور الدين بريمة، إنه من المهم جداً التأكيد بأن توقيع الاتفاق بين الحكومة والجبهة الثورية بكل تشكيلاتها القتالية والسياسية والثقافية وحتى الجهوية أمر مهم وضروري وسيعمل على المساهمة الفاعلة في معالجة الكثير من المشكلات والأزمات خاصة السيولة الأمنية والاقتصادية وحالة الجمود التي تعيشها البلاد وضرورة فك الارتباط بين النشاط السياسي والعمل المسلح وجمع الأسلحة وترتيب أوضاع حاملي السلاح فضلًا عن إيجاد الحلول الناجعة لحالة الركود الاقتصادي وسوء الحالة المعيشية التي يعيشها المواطن السوداني.
وزاد بريمة بأن ما ذكره يمثل تحديات تواجه طرفي الاتفاقية (الحكومة والجبهة الثورية) مع الوضع في الاعتبار أن عبد الواحد نور وعبد العزيز الحلو ما زالا خارج العملية، وهذا يعتبر تحدياً آخر يواجه الأطراف مما يتطلب جهداً مضاعفاً لجعلهما شريكين أساسيين في إدخال السلاح في (جرابه)، وتابع (لكن في كل الأحوال نعتقد أنه أمر حسن في أن يتم الاتفاق وبات دورنا جميعًا في المساهمة والمعالجة لقضايانا الشائكة التي تتطلب البعد عن الاستقطاب والاستقطاب المضاد والبعد عن المحاور الجهوية والأيديولوجية الضيقة والعمل بروح الفريق الواحد من أجل وطن يسعنا جميعاً).
وقال بريمة: من المهم جداً الإشارة إلى ضرورة العمل على الإيفاء باحتياجات ومتطلبات ضحايا الحروب دون التركيز على جغرافيا وإهمال الأخرى مما يعني إيلاء الروح الوطنية في المعالجة ومحاربة نظرية الهامش والمركز.
بينما تنظر الناشطة المجتمعية آمنة ضيف الله، إلى توقيع السلام على أنه مجرد توقيع بعيد عن واقع السلام وتوقيع من أجل مصالح خاصة آنية، ومن أجل المواقع والمناصب والاستوزار، وتوقعت أن يكون بعيداً عن هم ورهق المواطن الدارفوري، وقالت “لا يمكن أن يكون هناك سلام ما لم يشمل الجميع فغياب عبد الواحد والحلو عن التوقيع سيكون له ما بعده وسيظل السلام حلماً يتمنى إنسان دارفور أن ينعم به ويستغله الكمرات لتحقيق مصالحهم”.
وأضافت بأن السلام ما لم يكن شاملًا سيظل الحال كما هو وسنظل في نفس المربع، مربع اللا حرب واللا سلام وتتفاقم مآسي الناس فى دارفور.
واتفقت أمينة المرأة النازحة بالإدارة العامة للنازحين بدارفور عواطف عبد الرحمن يوسف، مع آمنة ضيف الله، بأن السلام إن لم يكن شاملاً فلن يجدي، وقالت عواطف لـ(الصيحة)، إن التوقيع على السلام يتم اليوم في جوبا وجبل مرة مولع نار، وكذلك عبد العزيز الحلو فى الخارج فيكيف ينصلح الحال وتنتهى مأساة النازحين وزادت “السلام الشامل الذي يوقف الحرب في دارفور إذا وقع عليه شخص واحد فهو يمثلنا ولكنى أرى الخطوة التى تتم اليوم مثلها مثل الخطوات التي كان يتبعها نظام المؤتمر الوطني من قبل تجاه قضايا السلام”.
وشددت عواطف على أهمية الاتجاه لتحقيق السلام الشامل والمستدام في أقرب وقت مع إتاحة الفرصة للقيادات الأهلية ومن يهمهم أمر السلام بدارفور للتواصل مع عبد الواحد نور لكي يلحق بركب السلام لأن السلام الحالي لا أتوقع أن يسهم في إنهاء حياة البقاء في المعسكرات ــ على حد تعبيرها.