بورتسودان- إيهاب محمد نصر
على عكس مجريات الأحداث في ولايات ومُدن السودان المُختلفة، التي احتفت أيّما احتفاء بالتوقيع النهائي لاتفاق السلام بين الحكومة الانتقالية وقوى الكفاح المُسلّح في جوبا عاصمة جنوب السودان أمس الأول، كان لولاية البحر الأحمر رأيٌ آخر، إذ أدى التوقيع على مسار “شرق السودان” ضمن مسارات اتفاق جوبا إلى ردة فعل غاضبة عبّرت عن نفسها من خلال مؤتمر صحفي أخرجت فيه قيادات بشرق البلاد هواءً ساخناً وهجوماً كاسحاً على الاتفاق والمركز، كما امتدت ردود الفعل إلى إغلاق الطريق القومي، فيما قرّرت اللجنة الأمنية بولاية البحر الأحمر إيقاف حركة جميع البصات السفرية القادمة والمُغادرة من الولاية، الأمر الذي يجعل الأمور مفتوحة على كل التوقُّعات في ثغر السودان.
وتصاعدت الأحداث في ولاية البحر الأحمر عقب التوقيع على مسار الشرق ضمن اتفاق السلام النهائي في جوبا أمس الأول، بعد أن أعلن المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المُستقلة، رفضهم التام لهذا المسار.
واعتبر عددٌ من قيادات البجا، أنّ هذا التوقيع يُعتبر تجاهلاً وعدم وضع اعتبار لإرادة أبناء البجا الذين قرّروا ذلك في مؤتمر جامع بمدينة سنكات حضره أكثر من (800) ألف حسب ما ذكر القيادي بالمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة سيد أبو آمنة في المؤتمر الصحفي الذي عُقد أمس بميدان الشهداء بديم العرب.
وقال أبو آمنة “زمن الخطب السياسية انتهى”، وأكّد أنّ المُطالبة بحق تقرير المصير جاءت بعد دراسات مُستفيضة وقناعة راسخة، وأشار إلى أنّهم تجاوزوا مرحلة المطالب الجُزئية إلى كافّة حقوق الإقليم، وأضاف أبو آمنة بقوله “قضيتنا بدأت الآن بعد المُطالبة بحق تقرير المصير وسوف نبدأ بالتصعيد الثوري ولن يدخل أحد مناطقنا دون إرادتنا”.
كما تَحَدّث في اللقاء وكيل ناظر الهدندوة حامد حاج صبري، الذي قال إنّ توقيع مسار الشرق في جوبا يعتبر تزويراً لإرادة البجا وهو عبارة عن تحقيق رغبات أفراد بواسطة الجبهة الثورية ولن يبارحوا الخرطوم.
وطالب حاج صبري، الحكومة السودانية باحترام إرادة البجا، وأوضح أن مقرّرات سنكات هي خارطة طريق و”سوف نسعى لتنفيذها”، وقال إنّ من يحكم الإدارة الأهلية هي إرادة الجماهير.
ودعا العمدة حامد أبو زينب في كلمته خلال الموتمر الصحفي، إلى المُطالبة بطُرق سلمية دُون أيِّ تخريبٍ أو إلحاق الأذى بالآخرين، وأشار إلى أنّ هذا التصعيد هو قرار مجلس النظار.
فيما أكّد مُنسِّق الشباب بالمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة كرار عسكر في تصريح لـ(الصيحة)، أنّه تمّ إغلاق الطريق القومي “العقبة – هيا – دورديب”، كما تمّ إغلاق الميناء الجنوبي كاملاً، وأكد على استمرار التصعيد والإغلاق الكامل لكل مُؤسّسات الحكومية، وأن الاعتصام سيظل مفتوحاً إلى حين إلغاء تعيين والي كسلا وإلغاء (مسار الشرق).
وطبقاً لإغلاق الطريق القومي، فقد قرّرت اللجنة الأمنية بولاية البحر الأحمر إيقاف حركة جميع البصات السفرية القادمة والمُغادرة من الولاية.
وأشار مقرر المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة عبد الله أوبشار في تصريحات صحفية، إلى أنهم أقدموا على إغلاق الطريق القومي “العقبة” تعبيراً عن موقفهم الرافض لتوقيع السلام في مدينة جوبا، وأن الإغلاق يأتي لحماية المُعتصمين حتى لا تحدث أية تفلتات أمنية تجاه المُعتصمين، وشدد أوبشار على أنّ الإغلاق التام لطريق “العقبة” سوف يكون لأجل غير مُسمّى، وسوف يكون التصعيد مُستمراً، وأن الإضراب في مناطق “أرياب وأوسيف” وصولاً لإغلاق ميناء بورتسودان سوف يكون السلاح القادم لهم، وحذّر أوبشار من أيّة مُحاولة لصد الجماهير في سنكات أو كل المناطق، قائلاً: “نُحمِّل الحكومة أية عمليات عُنف تحدث تجاه المُعتصمين”.