الناطق باسم الجبهة الثورية أسامة سعيد لـ(الصيحة):
الضامن الحقيقي للاتفاق بالنسبة لنا هو الشعب السوداني
هنالك إجماع وتوافق على كل ما تم من ترتيبات وتحضيرات
الوساطة ستسعى لإلحاق الحلو وعبد الواحد بالسلام عقب التوقيع مباشرة
سنناقش مع الحكومة تمثيل أطراف العملية السلمية في “الانتقالية”
حوار- نجدة بشارة
اتجهت الأنظار أمس إلى جوبا، عاصمة دولة جنوب السودان، التي احتضنت مراسم التوقيع النهائي لاتفاق السلام بين الحكومة الانتقالية وقوى الكفاح المسلح، بعد أن تم التوقيع بالأحرف الأولى أغسطس الماضي..
وفي هذا الصدد استنطقت (الصيحة) الناطق الرسمي باسم الجبهة الثورية السودانية أسامة سعيد الموجود في جوبا، حيث نقل مظاهر الفرح والاحتفالات في جوبا، وكشف سعيد عن اجتماع اليوم الأحد للجبهة الثورية والحركات الموقعة مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ورئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك بجوبا للاتفاق على إجراءت عاجلة لتعديل الوثيقة الدستورية، حتى تنطلق مباشرة عملية تشكيل وتسمية أطراف العملية السلمية في المجلس السيادي والتشكيل الوزاري الجديد، إضافة إلى بحث سبل العفو العام عن قادة رفقاء الكفاح ممن عليهم أحكام مسبقة، وتطرق سعيد للاستعدادات وبعض التفاصيل في ثنايا هذا الحوار:
* بداية.. صف لنا الأجواء في جوبا؟
اليوم يعتبر يوماً تاريخياً بالنسبة لدولتي السودان وجنوب السودان لتحقيق السلام العادل.. أنقل لكم أجواء مشحونة بالفرح، وعقدنا جلسات مع الوسيط توت قلواك، ومع الحكومة الانتقالية وكل شركاء العملية السلمية، وهنالك إجماع وتوافق على كل ما تم من ترتيبات وتحضيرات؛ نحن نقول إن جوبا اليوم بقعة مشعة من الفرح والاحتفال بميلاد السلام الذي أحسب أنه سيكون برداً وسلاماً على كل السودان، وسيؤسس لنقلة جديدة للانتقال الديمقراطي السلس، خاصة وأن الاتفاق سينهي (17) عامًا من الحرب الأهلية في السودان.
* حدثنا عن بنود مصفوفة الاتفاق؟
الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية سيوقعان على ستة بروتوكولات لإنهاء الصراع في السودان، وستظل جهود الوساطة لإلحاق فصيل عبد العزيز الحلو وعبد الواحد بعملية السلام عقب التوقيع مباشرة.
أشير إلى أن الشركاء اتفقوا على أن يكون شكل الوثيقة النهائية للمصفوفة عبارة عن (ديباجة) تتكون من عدة نقاط على أن تكون استفتاحية واستهلالية تنظم عملية الدخول بسلاسة للاتفاق النهائي الشامل، وسيبدأ الشركاء بورقة القضايا القومية وبعدها اتفاق دارفور ومسار المنطقتين، ثم اتفاق مسار الشرق، والشمال، وأخيراً يختتم باتفاق مسار الأوسط، وهنالك خاتمة من سطرين وبعد ذلك التوقيعات، أيضاً ستأتي مصفوفة التنفيذ المتعلقة بكل المسارات، وهنالك الملاحق من بينها إعلان جوبا والإعلان السياسي، وكل الاتفاقيات التي وقعناها أثناء جولات التفاوض.
* ثم ماذا بعد السبت 3 أكتوبر؟
بعد التوقيع على الاتفاق الشامل سنعقد الأحد مباشرة اجتماعاً هاماً مع رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان، ورئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك، للاتفاق على صيغ قانونية جديدة عاجلة تتعلق بإجراءات تعديل الوثيقة الدستورية حتى تنطلق مباشرة عملية تشكيل الحكومة وتسمية أطراف العملية السلمية في المجلس السيادي، وكذلك سيتم صدور العفو العام، لأن هنالك أحكاماً صادرة في حق بعض رفقاء الكفاح وكجزء من الاتفاق سيصدر عقب التوقيع مباشرة عفو عام عنهم، كل هذه الإجراءات القانونية والدستورية سنتفق عليها بمواقيت معينة للانطلاق.
أيضًا الاجتماع سنناقش فيه قضية التشكيل الوزاري الجديد وعن كيفية تمثيل أطراف عملية السلام في الحكومة القادمة؛ أضف إلى ذلك لدينا وفد المقدمة الذي يتواجد نصفه بالخرطوم، والنصف الآخر يشارك بالتوقيع الآن، بعد التوقيع مباشرة سيذهب وفد المقدمة إلى الخرطوم لاستكمال الاستعدادات للاحتفالات واستقبال قادة التنظيمات المكونة لأطراف العملية السلمية.
* في اعتقادك ما هو الضامن لإنفاذ مصفوفة السلام؟
أعتقد أن هنالك عدداً من الضمانات، والضامن لهذا الاتفاق حكومة دولة جنوب السودان، دولة الإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى الاتحاد الأفريقي، ثم دول الترويكا؛ الاتحاد الأوروبي؛ هنالك أيضاً شهود دوليون يشهدون على التوقيع اليوم، ويضمنون الاتفاق، لكن الضامن الحقيقي بالنسبة لنا هو الشعب السوداني.