جوبا- الغالي شقيفات
وقّعت الحكومة الانتقالية وحركات الكفاح المُسلّح مُمثلة في الجبهة الثورية بشقّيها أمس، على الاتّفاق النهائي للسلام وسط حضورٍ رسمي وشعبي ومُشاركة دولية وإقليمية.
وقّع على مسودّة الاتّفاق النهائي، ممثل الحكومة النائب الأول لرئيس المجلس السيادي، رئيس وفد التفاوض الحكومي الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ورئيس الجبهة الثورية الهادي إدريس يحيى، إلى جانب قادة المسارات بقيادة مالك عقار، التوم هجو، أسامة سعيد، محمد سيد أحمد الجكومي، مني أركو مناوي وجبريل إبراهيم، وشهد التوقيع حضور إقليمي ودولي بقيادة رئيس تشاد إدريس ديبي، وممثلي الإمارات، قطر، السعودية، مصر، الاتحاد الأفريقي، الأمم المتحدّة والاتحاد الأوروبي و(الترويكا).
ووقّع رئيس دولة جنوب السودان الفريق أول سلفا كير ميارديت كضامن للاتفاق، إضافةً للشهود الإقليميين والدوليين.
وأكّد رئيس المجلس السيادي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لدى مُخاطبته حفل التوقيع بجوبا، أنّه لا رجعة للحرب، وشَدّدَ على ضرورة الحرص لتنفيذ ما تم التوصُّل إليه من اتفاقٍ في كل المناطق، وقال “لن نحيد عن طريق السلام”، وقطع بأنّ إنزال الوثيقة إلى أرض الواقع لن يكتمل إلا بانضمام الحلو وعبد الواحد، وقال “نأمل أن يكون ذلك قريباً”، وشَكَرَ البرهان، حكومة جنوب السودان والرئيس سلفا كير ميارديت وخَصّ لجنة الوساطة لصبرها وتحمُّلها للوفود من الطرفين.
من جانبه، دعا الرئيس سلفا كير ميارديت، السودانيين للعمل من أجل استكمال السلام وإدخال الذين مازالوا خارج الاتّفاق إلى العملية السلمية، وقال “أقول للقادة السودانيين العمل لم ينتهِ بعد وليس هناك وقتٌ للتراخي وهناك عملٌ كبيرٌ ينتظرهم”، ووصف اليوم بأنّه تقدُّمٌ آخر في السَّلام بعد مُفاوضات صَعبة وطَويلة، وقال “نحن جميعاً سُعداء بأنّنا حقّقنا الإنجاز برغم من التحديات الكثيرة في الدولتين”، وحَثّ القادة السودانيين لتحويل اهتمامهم لإحضار الحركة الشعبية شمال – الحلو وجيش تحرير السودان – عبد الواحد إلى مفاوضات السلام، وأكّد أنّهم لن يألو جُهداً في الاستمرار بتحقيق السلام.
من جهته، قال رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك، إنّ الاتفاق الذي وُقِّع في جوبا يُعتبر صفحةً جديدةً لنهضة السُّودان، وقال “اتّفاقنا اليوم ليس مُعاهدة لاقتسام السُّلطة”، وأضاف “بدأنا معاً مرحلة السلام الأولى اجتزناها بالصبر ولا سلام مُستدام بدون تنمية مُستدامة وديمقراطية”، وجدد حمدوك دعوته لعبد الواحد محمد نور وعبد العزيز الحلو للحاق والانضمام للسلام، وقال “ما زلنا في انتظارهما بعد أن نُوقشت مُعظم القضايا”.
من ناحيته، كَشَفَ المبعوث الخَاص للولايات المتحدة دونالد بوث، أن لقاء رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ورئيس الحركة الشعبية – شمال عبد العزيز الحُلو، حقّق تقدُّماً، وأكّد أنّ دول (الترويكا) ما زالت مُلتزمة بمُساندتها لتحقيق العدالة والسلام في السودان، وقال بوث “باسم الولايات المتحدة ودول الترويكا نشكر حكومة جنوب السودان لوساطتها بين الحكومة والجبهة الثورية”، وناشد المُعارضين السودانيين خُصُوصاً عبد العزيز الحلو وعبد الواحد نور للوصول إلى اتفاقٍ.
وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، إنّ تنفيذ اتفاق السلام أهم من التوقيع عليه، لما يَحمله من التزامات اقتصادية وسياسية، وأعرب عن أمله في أن يُعزِّز الاتفاق من قُدرة القارة الأفريقية على تحقيق الاستقرار والتنمية والرخاء.
وأكد وزير الدولة للشؤون الأفريقية، السعودي أحمد عبد العزيز، عزم المملكة على دعم السودان للوصول إلى السلام الشامل، والمُحافظة على سيادة السودان ووحدته وحمايته من التدخُّلات الخارجية.
بدوره، أَكّدَ مُمثل دولة الإمارات سهيل المزروعي، أنّ بلاده دعمت اتفاق السلام في السودان انطلاقاً من ثوابت العلاقات بين البلدين، ووصف الاتفاق بأنّه بداية عهد جديد لسُودان آمن ومُستقر.
وقال رئيس الجبهة الثورية د. الهادي إدريس يحيى، إنّ اتفاق السلام الذي تمّ التوصُّل إليه سيسهم في تعزيز علاقة جديدة بين شعبي السودان وجنوب السودان، وأقرّ بأنّ الاتفاق لن يكتمل بدون دعم المُجتمع الدولي لمُقابلة استحقاقات السلام، وشدّد على أنّ استقرار السودان مسؤولية وطنية وإقليمية ودولية، ونوّه إلى أنّ غياب الدعم كان سبب فشل الاتفاقيات السابقة.