أوعك تقطع صفقة شجرة.. يا طالع الشجرة جيب لى معاك ثمرة بذرة تنبت شجرة تأكل ثمرة وتزرع بذرة تنبت شجرة وتأكل ثمرة تزرع بذرة وتنبت شجرة تااانى… شجرة وشجرة تساوي شجرتين.
كم ترنمنا بفرح غامر بتلك الكلمات التي هي في الحقيقة تحمل مشروع وطن ودعامة اقتصاد وسبل وقاية من أمراض ومن كوارث.
فقبل التعرف على سلبيات قطع الأشجار وتأثيرها على البيئة لا بد من التطرق إلى الفوائد العظيمة التي يقدمها الغطاء النباتي للبيئة وحتى للأشخاص الذين يعيشون في مناطق تواجده فالغطاء النباتي ينتج كمية كبيرة من الأكسجين تعادل تقريبًا المقدار الذي يستنشقه أكثر من عشرة أشخاص في السنة وتمتص الأشجار غاز ثاني أكسيد الكربون وتحبسه وهو أحد أهم الغازات المتهمة في ظاهرة الاحتباس الحراري وتساعد الأشجار في تطهير الهواء عن طريق اعتراض الجزيئات المحمولة بالهواء وتقليل الحرارة وامتصاص الملوثات يقلل الظل الذي توفره الأشجار من الحاجة إلى تكييف الهواء في الصيف وفي فصل الشتاء وتقلل الأشجار من قوة الرياح، كما أن الأشجار تحارب انجراف التربة وتحافظ على مياه الأمطار وتقلل من جريان المياه وترسبات الرواسب بعد العواصف.
والمتتبع لعملية الاعتداء على هذا القطاع الحيوي المهم وقطع الأشجار، فإن الظاهرة ازدادت بسرعة في السنوات الماضية، إلا أنها كانت تمارس على مر التاريخ، وتشير التقارير أن نصف الأشجار التي يتم قطعها بشكل غير قانوني من الغابات تستخدم كوقود ومن الأسباب الأُخرى لعملية قطع الأشجار توفير المزيد من الأراضي لبناء الإسكانات والمصانع أو لخلق مساحة إضافية من الأراضي من أجل تربية الماشية أو الزراعة ويدخل خشب الأشجار في صناعة الورق والأثاث والمنازل كما تقطع بعض الأشجار لعمل مكونات عالية القيمة مثل الزيت المنتج من أشجار النخيل، فقطع الأشجار وتأثيره على البيئة أصبحت مشكلة عالمية مع ارتفاع الطلب على الأخشاب، حيث يمكن أن يتسبب تقلص الغابات في مشاكل واسعة النطاق في البيئة وأهم مضار عملية قطع الأشجار وتأثيرها على البيئة زيادة عملية انجراف التربة، لأن جذور الأشجار تعمل على تثبيت التربة، وعندما يتم قطع الأشجار الكبيرة يمكن أن يصبح انجراف التربة مشكلة خطيرة، حيث يمكن أن تؤدي إلى انهيارات طينية كارثية كما يمكن لكميات كبيرة من التربة المنجرفة أن تترسب في المجاري والأنهار المحلية وتسد المجاري المائية وتتسبب في تلف الهياكل الكهرومائية والبنية التحتية للري.
وبعد هذه المقدمات حول أهمية المحافظة على القطاع الغابي وعدم الاعتداء عليه، الا أن الطلب المتزايد على الفحم المصنوع من هذه الأشجار وكذلك الحطب الذي يستخدم في المخابز بسبب عدم وجود الغاز جعل معظم الغابات بولاية جنوب دارفور عرضة للاستهداف والتعدي السافر عليها حتى أصبحت العديد من المناطق بالولاية صحراء جرداء بفعل الهجوم على الغابات.
وها هم الأهالي بمحلية عد الفرسان وتحديداً مناطق الوحدة الإدارية أم جناح يجأرون بالشكاوى من عمليات القطع الجائر للأشجار ونقلها بالعربات الاستثمارية إلى نيالا وخاصة العربات التابعة للجيش والتي أعيت من يوقفها، ومع تنامي هذه الظاهرة بدا التذمر والاستياء واضحاً وسط الأهالي الذين طالبوا والي الولاية بالتدخل العاجل لوقف التعدي على هذا القطاع ومحاسبة كل من يخالف قانون الغابات الذي يمنع قطع الأشجار على أن تشمل أي مواطن يقوم بتجهيز شحنة الحطب لعربات الاستثمار وتوقع البعض أن تحدث صدامات بين الأهالي وأصحاب تلك العربات إذا لم تتدخل الحكومة وتضع حداً لهذه الممارسات حتى لا تقع الفأس في الرأس.. ومعاً لوقف التعدي على القطاع الغابي.