تقرير: عبد الوهاب أزرق لازم
انعدام الخدمات الأساسية في ريف وقرى جنوب كردفان ومواجهتهم للنواقص وتحديات توفير البنيات التحتية من تعليم، صحة، مياه، طرق، كهرباء ودور العبادة وغيرها، استطاعت المجتمعات بكافة قطاعاتها أن توظف الثقافة المحلية لخدمة المجتمع بتفعيل ثقافة النفير كقيمة مجتمعية تكافلية تعاونية تخدم الفرد والمجتمع والقرية.
يأتي النفير في دعم الفرد في الزراعة والبناء، إلا أن الفكرة تطورت في جنوب كردفان وأصبحت تقوم تشاركية بين المجتمعات والمؤسسات والمصالح بتوافق لتنفيذ نهضة وتنمية عمرانية وخدمية في المحليات والمناطق النائية.
منطقة الجبل الأحمر بمحلية العباسية تقلي، جاءت فكرة نفير تأهيل طريق القرية الرابط بين عدد من القرى التي تعاني خريفاً وينقطع بعضها لسوء ورداءة الطرق الترابية والردميات التعاون والشراكة بين المؤسسات الحكومية والمجتمع أثمر عن نفرة لتشييد الطريق الرابط بين مدينة العباسية تقلي الجبل الأحمر بطول 12 كلم، ويقول محمد عز الدين محمد الفضل عضو لجنة النفير “للصيحة”، يربط الطريق شرقًا قرى أم جرس، السريف، الدبكاية، جاموس، القراوات، إلى إدارية وكرة بمحلية التضامن، وغرباً يربط مناطق أم القرى، كرموقية، الزبل، مهلة، البديرية، وتودس، لافتاً أن الطريق صيفًا يتم العبور فيه لمدة نصف ساعة، أما خريفاً فيمتد الزمن ويصبح ساعات مصحوبة بالمعاناة والتعب. وأضاف الفضل أن هدف النفير بجانب تأهيل الطريق إقامة كبري في خور الناقة بجانب 3 كباري علب بالخيران المجاورة، مؤكدًا توفير 20 دور حجر، و8 دور خرصانة، 10 دور رملة، ومازال العمل مستمراً لتوفير المكون المحلي، ممتدحاً دور قوات الاحتياط بقيادة الرائد كمال الدين محمد الطيب، وحكمدار المجندين الطاهر عبد الجليل في تقديم الفكرة وتنفيذها بتوفير المواد عبر آلياتهم، واصفًا وقفتهم بالقوية جداً، ونسب كل الجهد لهم من حيث المال والفكر بمشاركة الإدارة الأهلية، والشباب والرياضيين، والمرأة، ومساهمة الطرق والجسور.
وكشف الفضل عن معاناة المنطقة من نقص خدمات المياه والتعليم، وانعدام الكهرباء الحكومية تماماً، وأشار إلى تشييد 2 مدرسة عبر النفير وتعاني المدارس من نقص الإجلاس.
حكمدار المجندين بقوة الاحتياط “الدفاع الشعبي سابقاً” الطاهر عز الدين قال لـ”الصيحة” إنهم يتبعون لمحلية العباسية تقلي قطاع العباسية القوات المسلحة السودانية عمليات، مبيناً أن فكرة النفير نبعت من معاناة قوة قوات الاحتياط بمنطقة الجبل الأحمر للوصول إلى الرئاسة بالعباسية تقلي، والهدف تسهيل وصول القوات والمواطنين الى العباسية. وأضاف: تجاوب معها الجميع وأعطت دافعاً وتشجيعاً كما تعمل على ربط النسيج الاجتماعي وتقوية الروابط والصلات.
وأضاف: تم توفير الكميات والمواد كاملة 80 متر مكعب حجر، 40 متر خرسانة، 40 متر رملة تم توفيرها بالآليات والعربات، كاشفاً أن ضربة البداية كانت يوم الأربعاء بحفر قواعد كبري خور الناقة بمشاركة فاعلة من المجتمع المحلي كما تم صب أساس الكبري، متوقعاً انتهاء العمل في غضون أسابيع بطول 7×8 متر للكبري، مناشداً المجتمع والحكومات بالمساهمة في توفير 20% المتبقية من المواد وخاصة الاسمنت بمقدار طن ونصف، والسيخ بمقدار واحد طن.
وأضاف: وظفنا سابقاً ثقافة النفير في تشييد مدرسة كرموقية، وتوفير الطوب لمسجد السريف، وتوفير طوب مدرسة الدبكاية لـ 4 فصول، والمساهمة في العودة الطوعية لقرية كضربات مسجد الشيخ برير، وذلك بفضل الدعم والسند من ديوان الزكاة وقطاع العباسية عمليات بالقوات المسلحة . وتابع الطاهر: إن النفير بإشراف قائد قطاع العباسية عمليات العقيد ركن جعفر عبد الله صالح والتنفيذ والرعاية من القوات الاحتياط.
وقدم الشكر إلى إدارة الطرق والجسور بقيادة المهندس زين العابدين محمد الذين قرروا بناء الكبري بدلاً عن التأهيل عبر اللودر، كما شكر الإدارة الأهلية والرياضيين الذين أقاموا دورة رياضية نبعت منها فكرة النفير.
شراكة بين المدنيين والعسكريين بمنطقة الجبل الأحمر دون تشاكس أفضت إلى تشييد كبري وتأهيل طريق بجانب تواصل اجتماعي رياضي ثقافي قطف المجتمع المحلي ثماره وأصبح نواة حقيقية لشراكة مجتمعية مستقبلية تخدم الجميع.