تقرير- حسن حامد
يومان بالتمام والكمال يقضيهما المسافرون ما بين نيالا والفاشر فى بعض الأحيان بسبب الأودية التي تقع بين ولايتي شمال وجنوب دارفور خاصة وادي دمه وجنقول الذي ظل يهدد الحركة بين الفاشر ونيالا منذ بداية الخريف، فالمسافة بين نيالا والفاشر في الصيف لا تتجاوز الثلاث أو الأربع ساعات، لكنها في فصل الخريف هذا تكلفك يومين وأحياناً يوجد مرضى يهم ذووهم لنقلهم إلى الخرطوم بالبر لتحدي السفر عبر الطيران الذي وصلت تذكرته ١٣ ألف جنيه، ومع تفاقم أزمة ومعاناة الطريق في تلك المسافة بين الفاشر ونيالا لوّح عدد من السائقين بالتوقف عن ولايات دارفور في ظل تكرار أزمة الطريق، فولايات الغرب كلها منتجة، ولكن ظلمها في البنى التحتية قلل من أهميتها الاقتصادية خاصة ولاية جنوب دارفور وحاضرتها نيالا الاقتصادية التي تفتقر لأدنى المقومات لتفجير ما تدخره أرضها للمساهمة في حل بعض المشكلات الاقتصادية التي عصفت بمعاش الناس، فولاية جنوب دارفور تكمن أهميتها الاقتصادية باعتبارها منطقة تجارية ذات حدود مفتوحة مع عدد من الولايات ودول الجوار، إلا أنها تفتقر للطرق القومية التي تربط الولاية لإنعاش حركتها الاقتصادية وتعاني الشاحنات التي تأتي إلى الولاية عبر طريق الإنقاذ الغربي قطاع الفاشر ـ نيالا خاصة في فصل الخريف من الوحل وبطء الحركة التي تصعب مهمتها الأودية.
وشكا عدد من السائقين من تلك المعاناة بدءاً من منطقة شنقل طوباي وحتى وصول البر الآمن بالقرب من مدينة الفاشر والتي عندها يتنفس الجميع الصعداء لأنهم من الفاشر سيستقلون السياحى عبر الطريق المسفلت المتجه نحو العاصمة الخرطوم عبر ما يسمى بطريق الإنقاذ الغربي الذي لم ينقذ الناس من المعاناة والمآسي لانهيار محور بارا الذي يصعب السير عليه فى الخريف.
ويقول البعض إن أكبر ما ارتكبته حكومة النظام المباد من ظلم في حق أهل ولايات الغرب هو عدم إكمال هذا الطريق وخاصة الجزئية بين الفاشر ونيالا، وعلى الرغم من وجود شركة الخرطوم للسكك الحديدية التي وقع عليها عطاء تنفيذ هذا المحور إلا أن عملها يمضي كسير السلحفاء.
ففى العام ٢٠١٨م عندما كانت جنوب دارفور ترتب لاستضافة الدورة المدرسية ولتحسين هذه الصورة لتسهيل مهمة وصول الطلاب المشاركين فيها من ولايات السودان الأخرى، قامت الحكومة بعمل ردميات وإنشاء جسر ترابي إلا أنه لم يصمد حتى انقسم نصفين بفعل السيول وهيجان الوادي فتكررت المأساة مرة أخرى الأسابيع الماضية بتوقف الشاحنات لأكثر من (5) أيام لعبور الوادي العنيد بعد مجازفات، هذا كان من ناحية شنقل طوباي بشمال دارفور، ثم يكمل معاناتهم وادي جنقول الذي يبعد حوالي (50) كيلو شمال نيالا حاضرة جنوب دارفور لتتوقف الشاحنات مرة أخرى لأكثر من(3) أيام للوصول إلى نيالا بسبب هيجان هذا الوادي الذي لا يمكن عبوره إلا بعد شق الأنفس.
وفى خطوة تحمد لأهالي منطقة دمة بمحلية مرشنج نجدتهم لمساعدة العربات التي يصعب مهمتها الوحل وأحيانا الغرق في واديي دمه وجنقول، وكان لرجال المنطقة جهود كبيرة بسواعدهم لتجنيب المركبات المخاطر خاصة وأن وادي دمة يمكنه الامتلاء في أي لحظة لانحداره من أعلى جبل مرة فالأهالي يقولون إنهم يقومون بإخراج الشاحنات مقابل (100) جنيه من كل شاحنة لاستئجار موتر (تك تك) لنقل تراب الردمية لتثبيت الطريق لعبور الشاحنات بارتياح فتلك جهود أهلية غابت عنها جهود الحكومة لإنهاء تلك المأساة المتجددة.
فتوقف الشاحنات بسبب تلك الأودية أثر على الأوضاع المعيشية للمواطنين بحنوب دارفور، لأن بعضها يحمل السلع الاستهلاكية والوقود والغاز وغيرها.
وبعد تفاقم الأزمة وجه والي جنوب دارفور موسى مهدي إسحق، المدير العام لوزارة البنى التحتية المهندس الطيب عبد الرحمن للذهاب إلى منطقة دمة لمعرفة أسباب توقف الشاحنات فعندما تحرك برفقة إداراته المتخصصة ووصوله للمنطقة استقبله سخط المواطنون وسائقو المركبات الذين قال بعضهم (البلد ما فيها حكومة وإنهم يتوقفون ثلاثة أيام بوادي في منطقة لا تبعد سوى ٥٠ كيلو متر من نيالا.)
وقال عدد من السائقين: إذا لم تهتم الحكومة بأمر الطريق فإنهم سيتوقفون عن العمل خلال فترة الخريف الذي يعانون فيه أشد المعناة.
وعلى الرغم من بقاء المدير العام لوزارة البنى التحتية والتنمية العمرانية المهندس الطيب عبد الرحمن الأمين برفقة مدير الطرق مرابطتهم حتى دخول ليل زيارتهم للمنطقة لمراقبة اللودر الذي دفعوا به لإنقاذ الموقف واستطاعتهم إخراج كل الشاحنات من الوحل حتى منتصف الليل إلا أن الخطوة تعد في خانة المسكنات للألم، فالحل الناجع لتجنب تلك المخاطر ويحقق حلم المواطن هو إكمال محور الفاشر ـ نيالا.