في الأخبار أن مثلياً سودانياً مقيمًا بأوسلو اسمه أحمد علي ينوي عرض فيلم في مهرجان بيرقن خلال شهر أكتوبر القادم يتناول فيه تجربته في ميدان اللواط الذي دخله مزداناً منذ خمس سنوات.
أثار هذا الخبر ضجيجاً وصياحاً على مواقع التواصل وانبرى شباب في وجه المثلي السوداني وهو (ولا خساهو) كما يقول الآباء المؤسسون في السودان!
بالطبع لهذا الفلم منتج وسناريست وجهة ممولة لن تكون جهة سودانية بطبيعة الحال لكون المثلية ظاهرة منبوذة في السودان، لكن هذا لا ينفي وجودها وربما انطلق المثلي أحمد علي من هنا لينيب طيفاً ممن يعرفهم ويعرفونه فالمثليون إخوة وأكثر ما يميزهم حالة التضامن التي يسمونها بلغتهم (المواجبة) وهي ليست حالة سودانية خاصة يتميز بها المثليون السودانيون بل هي حالة كونية مثل كل رايات الاصطفاف، وهذا ما توكده مهرجاناتهم السنوية في أوربا والشمال الأمريكي حيث يتجمع سنوياً ملايين الشواذ في مسيرة الـparade . يخاطبهم رئيس الوزراء وحاكم المقاطعة وتنقل جميع محطات التلفزة المسيرة وبرامجها المصاحبة وتهدف هذه المسيرة منح الفرصة كاملة للمثلي الخجول لإشهار ميوله على الملأ تحت شعار (ارفع راسك فوق).
يقوم بهذا العمل السنوي في يوليو من كل عام تحالف يسمونه LGBQ وهو تحالف بين النساء السحاقيات والمثليين والثنائيي الجنسين والـqueers التي تعني اللفظة الرديفة للمثلي.
في العام 97 في تورنتو أشهر سوداني مرموق نفسه في ذلك المهرجان الذي رأيته في القناة الكندية لأول مرة. كان يركب عربة بوكس مكشوفه ويرتدي (قنله) ويرقص علي نغم رازم رقصة (الكشف) والمثليون الفرنجة يتهدلون. كانت لرقصته (بالقنله) نكهة مائزة جرحت في شغف الصحافة الكندية ضرورة محاورته فأجرت معه صحيفة Torontostar حواراً طويلاً تحدث فيه عن الطقس السري الذي ظل يحيط بظاهرة المثلية في السودان، وأشار ترميزًا لبعض الشخصيات التي نعدها من الأبرار!!!
ظل هذا المثلي موضع استهجان وتندر من السودانيين المقيمين في كندا طيلة حياته التي انتهت بميتة غريبة لكن تحالف المثليين في كندا نعاه نعياً كاد يجاور معنى (الشهيد). يجدر القول إن هذا التحالف يضم في عضويته الآن 4 ملايين مثلي حر وذكر وبالغ ومعلن وهو التجمع الوحيد في الشمال الأمريكي الذي تتزايد عضويته كل عام من الشباب والنساء العاملات، وذلك بفضل المثابرة والوعي بطبيعة المرحلة والشفافية، وللتحالف أجندة سياسية واضحة، ويشارك في تقاسم السلطة لجذريته ونفوذه الشعبي الواسع.
تدعم التحالف منظمات كبيرة تفرض أجندتها السياسية عن طريق التحالف وترغم الحزب الفائز على تبنيها وتحقيقها ومن هنا لا أنظر للمثلي أحمد كشاذ فقط بل أنظر إليه (كحاضن) لأجندة سياسية مستقبلية نال شرف سبقها بفن الخطيئة!!!.