محيي الدين شجر يكتب : القرار الرسمي حول (سودان لاين)
أعلن الفريق الركن مهندس إبراهيم جابر عضو مجلس السيادة الانتقالي خلال ورشة انعقدت قبل أيام حول “مبادرة استعادة الخطوط البحرية السودانية”، نظمتها المبادرة بالتعاون مع وزارة البنى التحتية والنقل، عن عودة شركة الخطوط البحرية السودانية (سودان لاين)، إلى حضن الوطن باعتبارها الناقل الوطني وعماد التنمية في السودان.
لحسن قدري فإني من المتابعين لمسيرة الخطوط البحرية في فترة الإنقاذ إلى حين تصفيتها بقرار جاء بتوصية من وزير النقل الأسبق مكاوي محمد عوض، والذي وجد معارضة شديدة وقتها بحكم أنه ذبح شركة معروفة عالمياً واستبدالها بشركة جديدة تحمل اسم جزيرة في البحر الأحمر هي (سنجنيب) استبدل الذي هو أعلى بالذي هو أدنى لسبب فطير هو أن الذين كتبوا تقريرهم عن واقع الخطوط البحرية بعد ورشة كارثية أقيمت آنذاك أرادوا خداع العالم بشركة أخرى خلاف شركة تحمل اسم السودان بحجة أنها محاربة تجارياً واقتصادياً ولن تقوم لها قائمة إذا استمرت بذات اسم الخطوط البحرية السودانية..
بجرة قلم أصدر مجلس الوزراء وقتها قراراً بتصفيتها دون ان يرمش له جفن..
والقرار بالطبع يشير إلى أن الإنقاذ النظام المخلوع كان تريد الاستمرار في ذات سياستها الخربة الخارجية المعادية للعالم التي أوردتنا موارد الهلاك..
صحيح قامت شركة سنجنيب بذات أصول سودان لاين وفرطت في باخرة الركاب الوحيدة التي آلت إليها..
أيام الثورة تابعت المحاولات الحثيثة التي قامت بها تلك المبادرة من شخصيات ارتبطت وجدانياً بالخطوط البحرية السودانية داخل وخارج البلاد بدافع وطني خالص ولأنهم يشعرون بالوجع للمصير الذي آلت إليه الخطوط البحرية وكيف أنهم بذلوا من الجهد لاستردادها وأصولها من سنجنيب التي تملكتها دون سند قانوني.
وكم أسعدني حديث الجنرال إبراهيم جابر وإن كان لا يكفي لاستعادة سودان لاين ويستلزم صدور قرار رسمي من الدولة فيه توضيح عن كيفية الاستعادة ومصير شركة سنجنيب وأن يشمل القرار كذلك مؤشرات إلى ما بعد عودتها كشركة وطنية..
لقد عاثت الإنقاذ فساداً في الخطوط البحرية وكنت أجريت تحقيقاً من قبل كشف عن توصية للرئيس المخلوع ببيعها وإن كان الثمن دولاراً واحداً فقط ..
محطات كثيرة مرت بها سودانير وما أعاقها فعلاً سياسة النظام المخلوع التي اعتبرتها ابنًا عاقًا .. إضافة إلى سياسات المديرين العامين من خارج الشركة الذين تم تعيينهم بشرط الولاء، ولقد أراد أحدهم من قبل أن يطبق فيها سياسة عجيبة (الجري والطيران) حينما أنشأ شركة طيران تابعة لها بأموالها فلم تحلق طائراتها ولم تبحر السفن..
الخطوط البحرية لعبت أدواراً مقدرة للإنقاذ وساهمت في نقل أطنان الاسمنت إلى سد مروي، ونقلت الأسلحة والعتاد في حروبها، وكانت الأمينة على أسرار الإنقاذ وكافأتها في النهاية بذبحها بسكين صدئة..