*المكان منطقة القوز بقلب الخرطوم.. الزمان ليلة الخميس المنصرم.. الحدث مشاجرة “كبيرة” بين بعض شباب المنطقة وبعض شباب المنطقة المجاورة للقوز، ولم تكن مشاجرة فقط، وإنما مصحوبة بألفاظ نابية وأسلحة بيضاء وضرب وكر وفر.
*حسناً.. في مساء الخميس المنصرم كانت هناك بعض ليالي الفرح في القوز وعقب انتهاء الحفل بدأت مشاجرة اعتبرها البعض عادية جداً ولكنها تطورت حتى جعلت معظم سكان مربعي ستة وخمسة يخرجون للشارع لمعرفة ماذا يحدث فوجدوا بعض الشباب يتقاذفون بالحجارة وبعضهم يحمل أسلحة بيضاء ولا يوجد بينهم من يحترم الكبير أو يوقر الصغير.
*فضّل العقلاء الاتجاه لقسم شرطة الرميلة بعد أن كرروا الاتصال برقم النجدة (999) ، وعند قسم الشرطة كان تجمهر أعداد كبيرة من سكان المنطقة وهم ينتظرون وصول الشرطة بسياراتها “السريعة” لحسم المشكلة التي تطورت إلى أبعد من أنها مشكلة صغيرة عقب حفل بسيط.
*المهم .. أن الشرطة حضرت بقيادة عقيد ونجحت في القبض على مثيري الشغب الذين روعوا المواطنين وأودعتهم حراسات قسم الرميلة، ولكن من الموسف حقاً أننا اكتشفنا أن هذا القسم رغم خدمته لمناطق القوز والرميلة والحلة الجديدة وما يجاورها من مناطق ل توجد به عربة شرطة “بوكس” ليتحرك بها أفراده في مثل هذه المشاكل التي تبدأ صغيرة ثم تكبر حينما لا تجد الحسم من رجال الشرطة.
*هل تصدقون أن قسم الرميلة “بتاريخه” العريض لا توجد به عربة للتحرك وبالتالي لا يوجد “دفار” لمثل هذه المخالفات بل لا توجد عربة لترحيل رئيس القسم الذي نجح في بناء علاقات وطيدة مع أهل المنطقة، ولكنه يظل عاجزًا عن تقديم أهم خدمة للمواطن، وهي حفظ الأمن بالاستعانة بالنجدة والعمليات.
*أثناء جلوسنا أمام بوابة القسم ليلة الخميس حدثني أحد سكان الرميلة مربع 4 أنهم قبل يومين فقط اتصلوا بالقسم لإنهاء مشكلة بين اثنين من أحد الدول الصديقة، وتفاجأ السكان بأن رئيس القسم ومعه فرد يصلان بدراجة بخارية لحل المشكلة..هل تصدقون هذا؟.
*نعلم جيداً الدور الكبير الذي تلعبه الشرطة في بسط الأمن في هذه الظروف العصيبة، ولكن يجب على قيادة الشرطة وفي مقدمتهم مدير عام الشرطة ومدير شرطة الولاية أن يوفر أبسط المقومات لرجال الشرطة في مثل هذه الأقسام حتى يقوموا بدورهم على أكمل وجه لحفظ الأمن وبسط هيبة الدولة.
*إنها رسالة من سكان هذه المناطق لوالي الخرطوم ومدير عام الشرطة ومدير شرطة الخرطوم أن يوفروا أبسط مقومات العمل والتي تتمثل في وسائل حركة لهذا القسم حتى يقوم بدوره على أكمل وجه، ولابد لنا هنا أن نحيي كل رجال الشرطة العاملين في قسم الرميلة والذين يعملون في صمت ونكران ذات لحفظ الأمن في هذه المناطق ويواجهون الكثير من المشاكل بجلد وصبر ونسأل الله لهم التوفيق في عملهم هذا، ونرجو أن توفر لهم شرطة الولاية وسائل الحركة والتي تتمثل في (دفار وبوكس وسيارة لمدير القسم للترحيل)، هل هذا بكثير على رجال يواجهون المخاطر في سبيل توفير الأمن وبسط هيبة الدولة؟ لا أعتقد بكثير عليهم، ونتوقع استجابة سريعة من قيادات الولاية والشرطة لهذه المطالب البسيطة من أجل استدامة الأمن وبسطه في هذه المناطق التي تمثل قلب الخرطوم.