(تسكت بس).. وراق يتصدر المشهد!
ربك- أحمد جبربل
(اسكت بلاش قلة أدب) عبارة صفع بها والي النيل الابيض طفلا صغيرا قالها وهو يساند لجان مقاومة الدويم الذين بينهم وابن مدينتهم (الوالي) وعود إصلاح وتفعيل آليات محاسبة وانسياب سلع وخدمات على رأسها شركة لتوريد غاز الطبخ رفعت بشأنها لجان المقاومة طلبا للوالي لم يبت فيه ومصفوفة متفق عليها قبل رفع اعتصام الدويم الذي استمر لشهر، جملة الطفل اعادت وراق الى الواجهة بعد ان خفت نجمه اذ حملته للواجهة الاعلامية اول مرة صورة وصفت بالمستفزة يوم تنصيبه واليا عندما اطل من فتحة سقف عربته (الاوباما) محييا الجماهير غرد الرجل في صفحته يومها مبررا فعلته والتي عدها كثير من العقلاء امرا عفويا يمكن ان يقوم به أي شخص وضعته الظروف فى مكانه.
اعاده للواجهة بالامس انتهاره لطفل صغير بأن يصمت خلال (صبة) قامت بها لجان مقاومة الدويم امام وفده الذي كان عائدا من اول اجتماع لمجلس ادارة جامعة بخت الرضا ، الوالي وصم الطفل الصغير بقلة الأدب حيث تبارت مواقع التواصل الاجتماعي في انتقاد ردة فعل العصبية من رجل عرف على نطاق واسع بالسعة وحسن الاخلاق، وراق قال لـ(الصيحة) ان حديثه لم يك موجها للطفل الذي هتف بقيمة الخبز بل كان يرد على شخص آخر تحدث قبله، مشيرا الى ان الفيديو مبتور وهو ما يلاحظه كل ذي بصيرة- على حد قوله.
قطاع عريض من ناشطي حزب الامة القومي ابتدروا حملة تبرير لسلوك الوالي الذي وجد الرفض من الغالبية لجهة انه أعلى سلطة حاكمة من واجبه السماع للناس وعدم انتهارهم وتحمل أذى بعضهم، بينما برزت فجأة للسطح لجان مقاومة رديفة بالدويم فبات الناس في حيرة من أمرهم لصعوبة تحديد أيهما اللجنة الشرعية.
اللجنة حديثة الظهور قالت في بيان تلقت (الصيحة) نسخة منه إن ما حدث من مجموعة متسلقة تدعي تمثيل لجان المقاومة سلوك لا يشبه الثورة وانهم يؤمنون على مطالب توفير الغاز لكنهم في ذات الوقت يرفضون ابتزاز الوالي وحذر البيان حزب المؤتمر السوداني بالاسم من ما اسماه استغلال ضعاف النفوس في اللجان والمتاجرة بقضاياهم وسوقهم كالقطيع وانهم يرفضون تمرير الاجندات السياسية عبر الاجسام الثورية واغلاق الطريق طالما مكتب الوالي مفتوح للجماهير.
تبارت جهات عديدة لاصدار بيانات منتقدة ما اسمتهم ثلة من الشباب قطعوا طريق الوالي واغلقوا كبري الدويم تتمثل قضيتهم في اعتماد اسم شركة تعمل في توريد غاز الطبخ وعد الوالي بالنظر في الملف لكن الشركة لاتمتلك مستودعات ولا وكيل بالمدينة اضافة الى ان مشكلة الخبز المدعوم عامة بكل السودان، متسائلة ما الداعي للتصعيد والوالي يضع الدويم ضمن اولوياته مخصصا لها يومي الخميس والسبت من كل اسبوع لزيارتها والاستماع لمشاكلها.
لجان مقاومة الدويم اصدرت بيانا ساخنا هاجمت فيه والي النيل الابيض على خلفية احتداده مع افرادها والطفل صاحب الجملة الأشهر (العيشة بتلاتين جنيه) حيث قال البيان انهم ظلوا يراهنون على الوالي المدني قبل قدومه بمظان عدم خذلانهم لانه ابن الثورة لكن الانتظار طال وتمددت المعاناة، ناعين التغيير ووصفه بانه لم يتحقق ولو بنسبة (1%) واضاف البيان ان الوالي ابتعد عن حاضنته والشارع وعن مطالبه العادلة وعليه سداد ثمن ذاك الابتعاد باتساع الفجوة بينه والجماهير، مشيرا الى ان موكب الوالي يضم انتهازيين يعيدون الى الاذهان قدسية الكراسي والتلذذ بالمناصب في عهد النظام البائد وينسى الوالي انه موظف دولة يتلقى راتبه من جيوب وعرق الكادحين، ومضى البيان بالاشارة الى ان اغلاق كبري الدويم يوم زيارة الوالي يؤشر الى تهميش دور لجان المقاومة ومطالبها المشروعة التي سلمت له منذ اغسطس واعلنت لجان المقاومة بالدويم رفضها القاطع لوصف الوالي لبعض الثوار بقليلي الادب وان يلتزموا الصمت وان هذا الفعل منافٍ لشعارات الثورة وان ولاة النيل الابيض لم يجرؤ احدهم على التفوه بما قاله وراق حتى في عهد النظام البائد- على حد قول البيان.
هتاف الطفل كان (العيشة بثلاثين جنيه) أثار الوالي الذي مضى على استلامه السلطة شهران لم يعالج فيهما ازمة الخبز المتفاقمة في الولاية وفي عاصمتها ربك منذ العام 2018 إذ خرج الخبز المدعوم عن أغلب أحياء المدن والقرى ولم يعد حتى الآن، تتمدد أزمات الخبز والوقود والغاز في كل قرى ونجوع ومدن الولاية عدا كوستي في بعض أحيائها إذ أحكمت لجان مقاومتها السيطرة على وارد الدقيق، في عاصمة الولاية نجحت لجان مقاومة بعض الاحياء على رأسها مربع 3 غرب الخور في توفير الخبز المدعوم والغاز اما بقية الاحياء في كوستي وربك والجبلين وتندلتي والنعيم والدويم والصوفي وودنمر والقطينة، وهي مراكز وحواضر محليات الولاية فيشتري المواطن قطعة الخبز بسعر يبدأ من5 جنيهات وينتهي عند الـ15 جنيها بسوق ربك ليلا، هذا غير أسعار السلع الخرافية وارتفاع سعر سلعة السكر التي تنتج داخل الولاية في مفارقة مضحكة مبكية في آن واحد حيث خصصت حصة الولاية لتاجر وحيد منذ عهد النظام البائد واستمرار التخصيص حتى الآن يحسب على والي الولاية الذي بيده إيقافه في وقت دعا المواطنون لفك احتكار كافة السلع خاصة السكر وطرحه لجميع التجار لإحداث التنافس في السعر لصالح المستهلك.
المواطنون انتقدوا تباطؤ الوالي في حسم هيمنة كبار تجار الدقيق والمخابز الذين يتاجرون بسلعة استراتيجية (الدقيق المدعوم) الذي يتسرب للاسواق فمع انعدام الخبز المدعوم تغرق الاسواق فى مد الخبز التجاري المتوفر بكميات ضخمة في كل الاوقات الامر الذي يجعل المواطن يتساءل في حيرة أين حصة دقيقه المدعوم؟
وراق تكاثرت عليه الجبهات المفتوحة فبعد نجاحه في فض اعتصام كنانة سلميا انفتحت له جبهة لجان مقاومة الدويم اضافة إلى تعقيدات جمة يواجهها في عموم الولاية التي تفتقر الى كثير من الخدمات الضرورية مع اتساع اطرافها وشح مواردها وحساسية اهلها في توزيع الخدمات، مع تأخر تشكيل حكومة الولاية ووجود مديرين عامين بلا خبرات اصطدموا بكثير من الجُدُر وارتكبوا أخطاء فادحة خلال فترة تعيينهم قبل قدوم وراق.
الوالي ولفض الحصار المضروب عليه سيسارع حسب مراقبين بتشكيل حكومة كفاءات تحمل عنه العبء وتطفئ الحرائق بنهج رجل الأطفاء أو كما قال يوم استقباله.