في حضرة أمي (سلطانة) الحب والبهاء
رحل احساسي بالفرح مع رحيل أمي، تاركاً ألماً بكل أعضائي، امتلأ قلبي بالاحزان، لأني فقد قلباً كالجنة، رغم اني تجاوزت من العمر ما يجعلني راشداً الا اني اشعر باليتم، فاليتم احساس لا علاقة له بالقصر العمري، فاني ما زلت احتاجك امي الحبيبة واحتاج لطلتك البهية ولكن رضيت بقضاء الله وقدره، وسيظل لساني يهتف بالدعاء لك.
امي التي رحلت هي نفيسة أحمد بخيت من مواليد مدينة القطينة ولدت في أواخر الثلاثينيات من هذا القرن رحلت بعد عمر حافل بالنشاط والهمة والاثر الطيب والدتها الحاجة مدينة سلطان محمد، والدها كان يعمل بالتجارة والزراعة بمدينة تندلتي، حيث تربت ودرست هنالك، وهي المولودة الوحيدة لهما تربت في عز وكانت سنداً حقيقياً لوالدها في عمله وكانت تمتاز بشخصية قوية ومؤثرة في مجتمعها ذات ثقافة عالية ومحبوبة في مجتمعها الكل يقدرها ويحترمها لمعاملتها الطيبة واحترامها للصغير والكبير، تقابل الكل بالترحيب وكرم الضيافة، كما كانت تهتم بتعليم وتربية النشء عبر حب الدين والوطن وقفت مع والدنا رحمه الله رحمة واسعة في تربيتنا وكانت الأم الرؤوم للجميع من الأهل والجيران والمعارف.
كانت حريصة كل الحرص على تقدم السودان ورفعته وعلو شأنه ولقد جابت السودان جله مع والدنا سلطان سعد ويعرفها أهالي كل من كتم والفاشر وأم روابة والأبيض وتندلتي وكوستي وملكال والخرطوم وهي المناطق التي عمل فيها والدنا بمصلحة البريد والبرق، كما كانت كثيراً ما تزور الأراضي المقدسة مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث كانت الحكمة تجري على لسانها، وكانت بشوشة مبتسمة ومتفائلة دائماً وتوصينا بالصدق والأمانة والعمل من أجل الدين والوطن وتربية الصغار على ذلك وألا نعمل لأنفسنا فقط بل نعمل من أجل الأجيال القادمة فهم أمل الأمة ومستقبلها المشرق.
لكِ والدتي العزيزة الرحمة والمغفرة وإلى اللقاء في الفرودس الأعلى إن شاء الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
ابنك/ عمر سلطان سعد