محيي الدين شجر يكتب: قضية أمن وطني
قناة “الهلال” الفضائية التي تقدم عملاً جيداً في الفترة الأخيرة تحدثت معي هاتفياً قبل أيام عن دواعي قطع الانترنت الثامنة صباحاً وحتى الحادية عشرة قبل الظهر في زمن امتحان الشهادة السودانية، وحاولت مقدمة البرنامج التأكيد على أن قطع الانترنت قرار غير صائب وأضر بكثيرين من مستخدمي شبكة انترنت الجوال، وقبل أن أكمل كلامي قطع الاتصال بسبب رداءة شبكة الاتصالات التي أجريت فيها قبل أيام تحقيقاً مطولاً بعنوان شبكات الاتصالات والانترنت خارج نطاق الشبكة .
أما موضوع قناة “الهلال” حول خطأ قطع شبكة الانترنت في ميقات امتحان الشهادة السودانية، فقد ذكرت خلال الاتصال بأنه قرار صائب وصحيح للمحافظة على قدسية امتحانات الشهادة السودانية التي أصابها كثير من الخدش والتشوهات خلال الأعوام الماضية..
وقلت إن كثيرين من أنصار النظام المخلوع لن يتركوا امتحانات الشهادة السودانية تمر بسلام لأجل إضعاف الحكومة الانتقالية..
في تقديري الخاص أن قطع الانترنت من الهواتف النقالة في تلك الفترة كان قرارًا موفقاً لتفويت الفرصة على المتربصين ثم ثانياً لوجود 14 مركز امتحان خارج السودان وبسهولة جداً يمكن اختراقها..
في زمن النظام البائد كانت هنالك مراكز في قرى النيل الأبيض تقوم بحل الامتحانات للطلاب وأعرف طلابا كُثراً كانوا يذهبون للامتحان فيها مقابل أموال ضخمة..
لقد تشوهت سمعة امتحانات الشهادة السودانية في الأيام الأخيرة من حكم النظام المخلوع، وتمكن طلاب عرب من تسريب أوراق الامتحانات في العام 2016 ، وفي العام 2018 تم تسريب امتحانات لعدد من المواد ووزارة التربية وقتها اعترفت بمادة الكيمياء فقط وقامت بإعادة امتحانها..
لهذا كان من الواجب سد المنافذ والثغرات كما فعلت الجزائر وهي تقطع شبكة الانترنت أيضاً منعاً لتسرب الامتحانات فيها ..
أما الذين يتباكون على قطع الانترنت فقد تم قطع الانترنت لشهور أيام الثورة المجيدة ولم يحركوا ساكناً فلماذا التباكي الآن..
إن الفترة الانتقالية الحالية كلها لأجل وضع الأمور في نصابها الصحيح بعد أن عاثت الإنقاذ فساداً في كل شيء ..
وزير التربية والتعليم البروفيسور محمد الأمين التوم ذكر تعليقاً على قطع الانترنت متزامناً مع موعد امتحان الشهادة السودانية بأنها قضية أمن وطني ..
وبالفعل هي كذلك ..