تقرير/ نجدة بشارة
كلما اقترب الموعد المضروب للتوقيع النهائي على اتفاق السلام الشامل بين الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية من طرف، وحركات الكفاح المسلح من خارج مظلة الثورية بجوبا.. الثالث من أكتوبر القادم، كلما أرتفع ثيرموميتر التوتر لدى مراقبي العملية السلمية من أن يقفز عبد العزيز الحلو مجدداً من الطاولة في ظل مواقفه المتأرجحة.
وبالمقابل يتساءل متابعون عن فرص التحاق الحركة الشعببة بقطار السلام، وعن مدى جدية الحركة في الوصول إلى اتفاق خاصة بعد الضغط الذي مورس عليه من قبل رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير؟
تراجع
وحسب متابعات (الصيحة) تراجعت الحركة الشعبية مؤخراً عن مواقفها الرافضة لرئاسة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو لوفد التفاوض عن الحكومة السودانية.
ورجح مراقبون أن لقاء رئيس مجلس الوزراء د. حمدوك مع الحلو باديس أبابا أزال صخرة كانت جاثمة بين طرفي الحكومة والحركة الشعبية وأعادت المياه إلى مجاريها بين الحركة والحكومة.
عقب ذلك التقى وفد الحركة الشعبية شمال ـــ قيادة الحلو برئاسة عمار آمون برئيس الوساطة الجنوبية توت قلواك بجوبا، وقدم الوفد تنويراً للوساطة بما تم خلال الفترة الماضية.
وقال عمار آمون في تصريحات إن ما تم في أديس أبابا ولقاء حمدوك ـــ الحلو، شكّل تحوّلاً كبيراً وساهم في حل القضايا العالقة في إعلان المبادئ والتي كانت حجر عثرة طيلة المفاوضات منذ بدئها. وأكد أمون جاهزية وفده لاستئناف المفاوضات، قائلاً: “نحن الآن جاهزون في انتظار وفد للحكومة لاستئناف التفاوض”. كاشفاً عن اتفاق بأن يتم عقد ورش عمل غير رسمية وغير مشتركة حال ظهرت نقاط خلافية، ومن ثم تكون العودة للمفاوضات بترتيبات جديدة ومنهجية للتفاوض.
قاطرة السلام
بينما أشارت مصادر إلى أن لقاء الحلو برئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت توصل لتفاهمات عديدة ستفضي إلى استئناف التفاوض بين الحكومة والحركة الشعبية. وتفاءل المصدر بلحاق حركة الحلو بركب السلام المتوقع بداية أكتوبر القادم خاصة في ظل حرص رئيس جمهورية جنوب السودان الفريق أول سلفاكير ميارديت على أن يسلم وثيقة السلام كاملة للحكومة الانتقالية بلا نقائص.
فرصة تاريخية
المراقب للعملية السلمية والمحلل د. مجدي مانيس قال لـ(الصيحة): أرى أن أمام الحلو فرصة تاريخية ليكون جزءاً من اتفاق السلام، وأن ينهي حروباً وقطيعة امتدت عقوداً. وأردف: لا أرى أي عراقيل الآن أمام الحركة الشعبية، وأشار مانيس إلى أنه في حال تخلف الحلو للمرة الثانية بركب السلام بلا شك العملية السلمية ستظل مستمرة، لكن سيترك رفض الحلو أثراً سلبياً وخيبة أمل في نفوس مواطني جنوب كردفان خاصة وقد شاهدنا الفرحة في الوجوه لدى اتفاق الحلو مع حمدوك.
خيارات الحلو:
في السياق، قال: اللواء عبد الرحمن السعودي العضو المنشق عن العائدين من الحركة الشعبية قطاع الشمال: إن سلفاكير يمثل القيادة الأم للحركة الشعبية وظل يساند ويدعم خيارات الحركة حتى بعد انفصال الجنوب. وأردف: كنا جزءاً لا يتجزأ عن القيادة الشعبية بالجنوب.. وقال لـ(الصيحة) إن عبد العزيز إذا رفض خيارات سلفا فإن ذلك قد يعرض حركته لفقدان حاضنتها. وسندها حكومة جنوب السودان. وتوقع أن يذعن الحلو لوساطة سلفا ويجلس مع وفد الحكومة لأن لا خيار آخر أمامه الآن.
ماذا يريد الحلو؟
وقطع المحلل السياسي والأكادبمي بجامعة بحري د. عمر عبد العزيز لـ(الصيحة )، إلى أن الحلو لا يريد سلاماً.. نسبة إلى أن التمرد في جبال النوبة لم يبدأ في عهد الإنقاذ فقط، وإنما بدأ مع المرحوم يوسف كوة في بداية الثمانينات، وعبد العزيز الحلو الجيل الثاني للحركة.. ويمثل ذراعاً لليسار الذي يلعب الآن دور الحكومة والمعارضة والأعلى صوتاً، منتقداً حكومة حمدوك أنها الآن من اليسار ــ حسب وصفه.
وقال: بغض النظر عن كون حركة الحلو عسكرية لكن لم يحدث في سابقة اشتراط المفاوص على ممثل الوفد بصفة شخصية، وكان يمكن أن يكون في حدود المعقول وضع شروط موضوعية.. وتساءل ماذا يريد الحلو.. أرى أن الشرط الذي بدا مستحيلاً في السابق.. تمت تسويته مع حمدوك.. ليخرج مجدداً بشروط تعجيزية اخرى أرى أن لا تتنازل الحكومة الانتقالية عن سيادتها لأن الحلو ربما يخرج مجدداً بشرط تعجيزي يسد به طريق السلام.