الدعم السريع تفكِّك خلية إرهابية وتضبط متفجرات
الخرطوم- فاطمة علي
مرة أخرى، عادت سيرة الإرهاب والتخريب والتفجير تلامس أسماع السودانيين، الذين لم يعتادوا على هكذا أنباء، ولا يعرفها مجتمعهم، ولا يسمع عنها إلا لماماً، وخلال فترات متباعدة، إذ أعلنت السلطات الأمنية المختصة أمس، عن وضع يدها على متفجرات تشكل خطورة أمنية على مستوى السودان، وتوقيف عناصرها، وضبط كميات من المتفجرات.
وكشف النائب العام تاج السر علي الحبر في مؤتمر صحفي بمقر النيابة، عن إحباط عملية تخريبية إرهابية وضبط متفجرات يمكن أن تنسف العاصمة الخرطوم، وتشكل خطراً أمنياً على مستوى السودان، ووصلت المعلومات إلى قوات الدعم السريع تفيد بوصول مواد متفجرة، وبعد متابعة أمنية استخباراتية ونصب كمائن بلغ عددها (12) كمينا، أسفرت العملية عن ضبط كميات من المتفجرات و”مادة نترات الأمونيوم”، وتم القبض على المجموعة وتضم (43) شخصا.
وأوضح الحبر أن المواد التي ضبطت تماثل التي استخدمت في تفجير “مرفأ بيروت”، وأن التحاليل الجنائية أكدت أنه يمكنها أن تنسف الخرطوم، ووصف ظاهرة الخلايا بالمقلقة وظهرت في مناطق مختلفة بالعاصمة السودانية مثل خلية شرق النيل في الحاج يوسف ولابد من تفكيكها، وأكد الجدية في ذلك، ونوه إلى أن النيابة تتابع وتحقق في كل الأحداث وتم تقديم متهمين إلى المحاكم بعد استكمال البلاغات.
وناشد الحبر المواطنين برفع درجة الوعي، لكنه أكد عدم وجود ما يثير الشبهة، رغم انزعاجهم تجاه القوة التي باشرت المداهمة، وأوضح أن المضبوطات بحوزة الدعم السريع.
من جانبه، أكد الناطق باسم قوات الدعم السريع العميد ركن جمال جمعة، أن الكمية التي ضبطت تشكل خطورة ويمكن أن تتنقل لدول الجوار والعالم الخارجي، ويمكن أن تحدث مشكلة اقليمية ودولية، وأضاف بأن العقلية التفجيرية التي تستهدف الشخصيات المهمة اصبحت مؤشرا خطير ونوه إلى ما حدث لموكب رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك.
وأوضح أن المعلومات توفرت من مواطنين وعلى إثرها تم نصب كمين أسفر عن ضبط (43) إرهابيا ومواد متفجرة في مناطق متفرقة داخل الخرطوم، وبعد رصد الأنشطة والمتابعة منذ 19 أغسطس تم تنفيذ المداهمة وقبض الاشخاص في 13 سبتمبر وضبط مواد متفجرة (850) لوح tnt و(3594) كبسولة تفجيرية و(3) آلاف سلك و(4) جوالات بودرة نترات امونيوم، وتم استجواب أشخاص يتبعون للتعدين الأهلي.
وأضاف جمعة أن هناك جزءا منهم خرج من الخرطوم مما يسبب تهديدا للأمن القومي، وأكد متابعة وتفكيك تلك الخلايا، وذكر أن جزءا من المواد المتفجرة استخدمت في تفجير موكب حمدوك وهي موجودة بطرف الدعم السريع، وأشار إلى أن هناك شركات وصفها بالكبيرة ضالعة في بيع المتفجرات، ونوَّه إلى جهة رسمية – لم يسمها- هي من تصدر تصاريح وتصاديق.
ودعا جمعة إلى التعامل بالقوانين واللوئح، وقال إن الأمن مسؤولية الجميع ولابد من تبليغ الجهات المسؤولة “الشرطة، الدعم السريع، القوات المسلحة والنيابة العامة”.
بدوره، قال مدير الإدارة العامة للأدلة الجنائية العميد شرطة علاء الدين محمد عبد الجليل، إنه جرى ضبط كمية من المتفجرات، من بينها شحنة مهمة من “نترات الأمونيوم”، وأن خطورتها بها تجهيزات في إعداد وتحفيز للتفجير وهي تجارية تصل للمواطن بسهولة.
ونوه إلى خطورة هذه المواد “نترات الأمونيوم” الموجودة في السوق المحلي لكن إذا أسيئ استخدامها تصبح خطيرة جدا، مثل ما حدث في انفجار بيروت، واكد ان المتفجيرات الموجودات عبارة عن قيطان، كبسولات كهربائية من 1- 8 جرام، أصابع مكبرات، وأشرطة تفجيرية ومادة مشتعلة وقال: “الإرهابيون يستغلون نترات الأمونيوم كمادة متفجرة أساسية”.
وأكد أن المتفجرات الموجودة تحتاج لإخضاعها إلى تجارب وتحليل وهي في غاية الخطورة، وأضاف بأن تكلفة تلك المواد عالية، تقدر بملايين الدولار، ونوه إلى أن التحريات والإجراءات مستمرة والتحقيق الجنائي لمعرفة الخلايا الإرهابية، وتم تحويل الضبطيات للأدلة الجنائية.
وأشاد بالقوة التي نفذت العملية من ضباط الصف والجنود الذين سهروا الليالي، ووصف العمليات بأنها تمت بمنتهى المهنية.