تقرير: رشا التوم
تعرض عدد من المشاريع الزراعية ومساحاتها إلى خسائر كبيرة لفيضانات والسيول لهذا العام، وتعرضت محاصيل مهمة مثل القطن والسمسم والفول لدمار كبير نتيجة الغرق بالمياه في وقت بذل فيه المزارعون جهداً واضحاً في عملهم الزراعي لإنتاج محاصيل زراعية تسند واقعهم البسيط وتسد الحاجة والعوز لهم وأسرهم، وفي المقابل توفر للبلاد مخزوناً استراتيجياً وعملة نقدية تدعم الخزينة العامة وتقوّي من موقف الاقتصاد الوطني، ولكن إرادة السماء كانت لها الكلمة العليا وماب ين السيول والفيضانات وتراجع المساحات وتوقعات بتراجع الإنتاج والإنتاجية، شكا عدد من المزارعين ورؤساء اتحادات مزارعين سابقين بالولايات من غلاء مدخلات الإنتاج للعمل الزراعي وارتفاع أجور العمالة والمبيدات والأسمدة الزراعية.
وأكد مدير عام وزارة الزراعة بولاية شمال كردفان د. محمد الحافظ في حديثه أمس لـ(الصيحة) تأثر مساحات معينة داخل وخارج مشروع أبو حبل الزراعي تقدر بواقع 8 آلاف فدان علاوة على بعض المناطق ببارا شمال الولاية وما عدا ذلك لا توجد أي اثار سالبة، وقال إن الموقف الزراعي مطمئن من كافة النواحي، ووصلت المحاصيل المزروعة مراحل ممتازة قابلة للحصاد في القريب العاجل، وهي الذرة والدخن والسمسم والكركدي والفول السوداني والعدسية واللوبيا والبطيخ الذي زرع في مساحات كبيرة بغرض الصادر، نافياً في حديثه وجود أي نوع من الآفات الزراعية، مشيراً إلى توفر كميات مقدرة من المبيدات وأتيام جاهزة للمكافحة، ووصف موقف الأمطار بالجيد مقارنة بالعام الماضي.
وأكد ظهور الحشائش الكثيفة والتي ربما تؤثر في عملية الإنتاج، بجانب ندرة في العمالة، وأرجع السبب إلى توجه غالبيتهم نحو المدن ومناطق تعدين الذهب وطمأن بتوفر الوقود معلناً عن وصول دفعتين من الجازولين لأغراض الكديب في مناطق البلدات والمشاريع المزروعة بالآلة والمشاريع المخططة مسبقًا، مبيناً حاجة الجنائن إلى كميات مقدرة من الوقود.
وأكد المزارع بسنار عبد العزيز البشير، تأثر عدد من المناطق الزراعية بالسيول والأمطار مما أضر بالمحاصيل المزروعة في القطاعين المروي والمطري، ومنها أقسام داخل مشروع السوكي الزراعي قسم مهلة، ولحقت بمحاصيل الذرة والقطن أضرار بالغة وقدر بـ 10 آلاف فدان من غجمالي المساحة 25 ألف فدان، بالإضافة إلى قسم سالمة وجزء من تكتوك، وأوضح أن غالبية المساحات المتضررة غرقاً هي المناطق الشمالية للمشروع، وفي الوقت نفسه أكد أن الموسم الزراعي يسير بصورة جيدة وتمت زراعة محاصيل الذرة والقطن والسمسم، وأقر بأن القطاع المطري لحق به ضرر كبير وتوقع تراجع إنتاجيته عن العام السابق نتيجة طبيعية للغرق، وشكا من غلاء مدخلات الإنتاج والأسمدة والمبيدات بواقع 4 آلاف جنيه بدلاً عن 2 ألف جنيه للجوال، ولفت أن أجور العمالة شهدت ارتفاعا كبيراً هذا الموسم، وخاصة العمالة الخاصة بالكديب وتجاوز أجر العامل مبلغ 500 جنيه لفترة ثلاث ساعات عمل.
وفي ولاية جنوب كردفان، قال المزارع غريق كمبال بمنطقة أبو جبيهة إن الموسم الزراعي تأثر بصورة كبيرة بالحشائش الكثيفة والتي انعدمت متابعتها من قبل الجهات المختصة مشيراً أن موقف الأمطار جيد.
وشكا من نقص حاد في الوقود الخاص بالمشاريع الزراعية وارتفاع أسعاره بواقع 20 ألفاً للبرميل الواحد، ولفت إلى تأثر مساحات محدودة بالسيول.
وأشار إلى مخاوفهم من انتشار آفة الطيور والتي باتت مهدداً كبيراً للمحاصيل الزراعية والتي شارفت على الحصاد، وقال إن المساحات المزروعة تتجاوز مليون فدان تمت زراعتها بمحاصيل الذرة والسمسم والدخن، وشكاً من غلاء أسعار كافة السلع والتي انعكست على مدخلات العمل الزراعي وتكلفة الإنتاج علاوة على ارتفاع أجور العمالة بصورة كبيرة في مناطق الإنتاج الزراعي.
وأكدت وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والري بولاية الخرطوم استمرار عمليات حصر وإحصاء خسائر الفيضانات بالجمعيات الزراعية وجروف النيل وفرز وتصنيف أنواع المزروعات وحصر المساحات المتضررة. وأشارت مساعد المدير العام لقطاع الشئون الزراعية د . ابتسام بشرى أن لجنة طوارئ الخريف بالوزارة تبذل جهوداً كبيرة في توفير الآليات والمعدات لحماية المشاريع الزراعية من فيضان النيل مؤكدة أن أكثر من 100 ألف فدان مزروعات تضررت من فيضان هذا العام، مما سيؤثر سلباً على واردات الولاية من الخضر والأعلاف والفاكهة ويلحق بالغ بالضرر بالمزارعين والمنتجين بالولاية، مشيرة إلى خطة الوزارة للتدخل لما بعد الفيضان وإسهامها في تقديم الدعم الفني واللوجستي للمزارعين
المنتجين بالجمعيات الزراعية على امتداد النيل، وأكد أن فيضان هذا العام فاق كل المعدلات مما عرضهم إلى خسائر کل المزروعات على ضفاف النيل داعين إلى ضرورة خلق شراكة مستقبلية في توفير مدخلات الإنتاج بأسعار میسرة والإسهام في عمليات تحضير الأراضي الزراعية وإيجاد منافذ تسويق للمنتجات الزراعية لتحقيق النفع للمنتجين والمستهلكين.