التزام تام بالاشتراطات الصحية وغياب وسط الطلاب
مراكز دون دورات مياه ووالي الخرطوم يَعِد…
والي الخرطوم: الحكومة والطلاب يمرُّون بمعركة شرسة
مدير عام التعليم: نجاح الامتحانات نجاح للمرحلة الانتقالية
الخرطوم ــ أم بلة النور ــ تصوير محمد نور محكر
كانت لحظة قرع الجرس إيذاناً ببدء الجلسة الأولى لامتحانات الشهادة السودانية أمس، لحظة مهمة للطلاب الذين انتظروا أكثر من أربعة أشهر انتهاء جائحة كورونا، قبل أن تهدد فيضانات هذا العام تلك اللحظة بالحديث الذي تكرر كثيراً عن تأجيل الامتحانات، إلا أن وزارة التربية حسمت الجدل وأكدت أن الامتحانات في موعدها.
من داخل مدرسة “العبيدان” الثانوية بنات ووسط حضور كبير من قِبل حكومة ولاية الخرطوم على رأسها والي الولاية ومدير عام التعليم بالولاية تم قرع جرس الجلسة الأولى لامتحانات الشهادة السودانية.
ولاحظت “الصيحة” التزام الطلاب بالاشتراطات الصحية من لبس الكمامة والتباعد الاجتماعي، كما أن التأمين من قبل القوات النظامية كان واضحاً، من خلال منع أي شخص من الدخول أو الاقتراب من المركز.
وقالت مديرة مركز مدرسة “العبيدان” بمحلية جبل أولياء، حيث تم قرع الجرس، إن المركز مجهز تماماً من حيث التباعد الاجتماعي وتوفير المعقمات والكمامات للطالبات من قبل قوات الجيش والدعم السريع، وأضافت أن المركز يضم 310 طالبات.
وقالت مديرة مركز “سيف القرير” الثانوية بنات بمنطقة مايو بالخرطوم جنوب، أن مركزها يضم 306 طالبات مع عدم وجود أي نوع من الحالات الخاصة بالمركز، وإن هناك جهوداً متضافرة لسير عملية الامتحانات بصورة سلسة دون معوقات.
جملة الطلاب
بلغت جملة عدد الطلاب بولاية الخرطوم 160385 طالباً وطالبة، فيما بلغ عدد المراكز 934 مركزاً، توزعت على محليات الخرطوم المختلفة، فكان نصيب محلية الخرطوم 22813 طالباً وطالبة على 132 مركزاً، فيما بلغ عدد طلاب محلية جبل الأولياء 2584 طالباً وطالبة، على 135 مركزاً وطلاب محلية أمدرمان 22061 طالباً وطالبة، وعدد المركز 105 مراكز، أما محلية كرري فكان عدد طلابها 20374 طالباً وطالبة بـ 111 مركزاً، أما عدد طلاب محلية أمبدة 28356 طالباً وطالبة و169 مركزاً، محلية بحري كان عدد طلابها 17287 طالباً وطالبة 133 مركزاً، أما محلية شرق النيل عدد الطلاب فيها 23610 طالباً وطالبة وعدد المراكز 149 مركزاً.
حالة نفسية
في حديثها “للصيحة ” قالت الطالبة شادية، إن التأجيل انعكس عليهم بصورة سالبة، حيث يعيشون حالة نفسية سيئة نسبة لضياع كل المجهود الذي بُذل خلال العام الدراسي، ولم تعد الهمة كما كانت في السابق، ويتوقعون أن تكون الامتحانات سهلة نسبة للظروف التي مروا بها خلال هذا العام.
واتفقت معها لينة أحمد، والتي قالت إن هناك نوعاً من الاستياء والخوف، وإحساس بعدم الاستعداد نتيجة لتوقع تأجيل الامتحان حتى آخر لحظة، وأضافت أن الفترة كانت طويلة جداً، الأمر الذي جعل كثيراً من الطلاب يشعرون بصعوبة استذكار الدروس بعد الظروف التي مرت بهم خلال العام الماضي والذي أعتبرته أطول عام دراسي مرّ عليهم، وتمنّت الخروج من المرحلة الثانوية بنجاح حتى لا تعيد التجربة مرة أخرى وأردفت (لأنو ظروف البلد بقت ما معروفة).
تجربة مختلفة
وللبنين كانت لهم تجربة مختلفة، فبعد الغياب الطويل عن مقاعد الدراسة دخل الكثيرون منهم سوق العمل وأهملوا الدراسة ومراجعة الكتب، وقال الطالب محمد، إنهم يختلفون عن البنات اللاتي يولين الدراسة اهتماماً أكبر بينما هم لا يميلون إلى البقاء في المنزل، وتوقع أن تكون نسبة نجاح الأولاد هذا العام أقل بكثير عن نسبة نجاح البنات.
بيئة مدرسية
فيما قالت مديرة مركز النصر الثانوية بنات بجنوب الحزام، إن مركزها يضم 291 طالبة، إلا أنها أوضحت لوالي ولاية الخرطوم أن مركزها يعاني من انهيار دورات المياه لأكثر من عامين، وهناك معلمات رفضن العمل بالمدرسة لذلك السبب كما تم نقل عدد كبير من الطالبات إلى مدارس أخرى لعدم وجود دورات مياه بالمدرسة، وقالت إنها الآن سوف تواجه مشكلة في حال أصيبت أي طالبة سوف يضطرون للذهاب معها إلى (حمامات) المركز المجاور، والذي تم فتح باب بين المدرستين لمعالجة تلك المشكلة، ووعدها والي الخرطوم ومدير عام التعليم بحلها خلال العام الدراسي القادم.
وبمحلية أمبدة بمركز ملوك السلام غرب سوق ليبيا رصدت الصيحة عدداً كبيراً من الغياب، وقال مدير المركز خالد إبرهيم إن مركزه يضم 234 طالبة وغياب أكثر من 10 طالبات نسبة لظروف السفر وعدم التمكن من الحضور بسبب الأمطار والطرق فضلاً عن توقعهم بتأجيل الامتحانات للمرة الثانية، وأضاف أن المحلية وفّرت المعقمات والكمامات للطالبات.
فيما قال كنترول مدرسة الزهراء بأمبدة يوسف يحيى إن هناك غياباً وسط الطالبات، حيث كان حضور 131 طالبة من جملة 135 طالبة مع توفير كافة أدوات الحماية الصحية لهن وتأمين شامل للامتحانات، مشيراً إلى عدم وجود حالات خاصة بالمركز .
نجاح مرحلة
ويرى مدير عام التعليم بولاية الخرطوم محمد إبراهيم علي، أن الغياب ظاهرة طبيبعة في الامتحانات نسبة لظروف كثيرة، وبيّن أن هناك استمارة غياب توضع من قبل الوزارة في كل عام، وتوقع عدم وجود غياب بسبب الظروف الطبيعية التي تمر بها البلاد، وعزا ذلك إلى تذليل كافة العقبات التي قد تواجه الطالب وتعوقه دون وصوله الى مركز الامتحان، وأشار إلى أن امتحانات هذا العام تأتي في ظروف بالغة التعقيد، وأن نجاحها يعتبر نجاحاً لحكومة الفترة الانتقالية والتي بدورها سعت جاهدة لتذليل كافة العقبات وتأمين الامتحانات في ظروف آمنة وصحية، لعبور هذه المرحلة المهمة في تاريخ المرحلة الانتقالية وتاريخ الطلاب الممتحنين.
معركة شرسة
واعتبر والي ولاية الخرطوم أيمن خالد نمر خلال قرع جرس الجلسة الأولى لامتحانات الشهادة السودانية أنها معركة شرسة نتيجة للأحداث التي مرت على البلاد، ودعا نمر كافة الأطراف المشاركة في عملية الامتحانات لتضافر الجهود والصبر حتى ظهور النتيجة، مؤكداً توفير الدعم الكامل من قبل حكومة ولاية الخرطوم حتى إتمام هذه العملية.
مرَّ اليوم الأول للامتحانات، رغم الظروف المعقدة، وتبقت أيام أخرى، التحدي الأكبر فيها للسلطات الأمنية التي تقوم بواجبها في حماية الامتحانات من أي عملية تسريب، وهو الأمر الذي يخشاه الطلاب وأسرهم، فضلاً عن الحكومة.