لم يخطرنا حمدوك بلقاء الحلو ولكننا باركناه
وفد الشعبية قدم خطاباً لمغادرته جوبا لمقابلة الحلو بأديس
حميدتي فارس التفاوض وكباشي والتعايشي أبطال الملفات
ما جاء في أديس لا يشغلنا وجوبا وقعت في حضور رئيس مجلس السيادة
ليس هنالك تأجيل للتفاوض ونجهز لاستقبال رؤساء الدول
لم يكن الجلوس معه سهلاً، إذ كان الرجل نحلة متحركة وكتلة من النشاط لارتباط المنبر والمناسبة به فهو من يقف على رأسها ومدبرها ومديرها، اغتنمت فرصة وجوده في احتفائية أقيمت على شرف الضيوف وأدرت معه حواراً جاء بطعم مختلف من الحوار الذي أجريته معه سابقاً فكان ذلك عن الآمال، أما هذا فهو عن إمكانية إنفاذ الحلم الذي طالما سهر لأجله وقد أوكل إليه رئيس بلاده هذه المسؤولية والمهمة الصعبة. توت قلواك الوسيط الجنوبي للتفاوض يكشف خلال هذا الحوار الكثير جداً من الخبايا التي جرت ورؤاه لمستقبل السلام والعلاقات بين البلدين. فإلى نص اللقاء:
* اتفاق الحلو – حمدوك في أديس أبابا ما رأيك في تلك الخطوة؟
نحن في إطار السلام ليست لدينا مشكلة في تلك الخطوة، لأننا نحتاج لأي خطوة توصلنا إلى السلام. وإذا الاتفاق الذي تم بينهما يحل القضايا المعلقة والتي قد توصلنا إلى السلام فلا يوجد هنالك مانع.
* هل اللقاء تم بتنسيق مع الوساطة في جوبا؟
لا يوجد تنسيق، ولكن عرفنا في اليوم الثاني من كبير مفاوصي الحركة الشعبية الموجود معنا في جوبا وبطرفه خطاب، وقال لنا نحن الآن مغادرون من جوبا إلى أديس أبابا لحضور لقاء سوف يتم بين القائد ورئيس مجلس الوزراء قلت له جميل وربنا يسهل الأمور.
*إذن تم إخطاركم وإعلامكم بالخطوة بطريقة ما؟
نعم
* برأيك هل ما تم في لقاء أديس أبابا يجهض ما تم التوقيع عليه في جوبا؟
لا، نحن بدأنا المشوار الكبير ووقعنا على القضايا مع أكثر الفصائل وتبقت مجموعة واحدة، وإذا مجموعة الحلو تريد أن ترفع من ثقتها وتطمئن على أن ما يتم في جوبا موثوق من طرف الحكومة السودانية، كان موجوداً معنا النائب الأول لمجلس السيادة وهو أكبر سلطة في السودان وأعضاء مجلس السيادة، وأن القطاع مسؤول عنه عضو مجلس السيادة ومفصول من المنطقتين، وأن المسألة تعتبر تفاهماً وإذا رئيس مجلس الوزراء يستطيع أن يحل التفاهم ويوصلنا إلى السلام فلا يوجد مانع، فالسلام هدفنا.
* وماذا يحدث إذا ما رفض الحلو العودة إلى جوبا في ظل وجود مالك عقار وياسر عرمان؟
الحلو التفاوض معه لوحده وياسر وعقار لوحدهما لكن كلهم ممثلون للمنطقتين.
كل شخص يتفاوض في الإطار الذي هو موجود فيه. مالك يتفاوض بشأن المنطقتين والحلو حركة شعبية والمنطقتين أيضاً.
* الاتفاق الذي تم بين الحلو وحمدوك أقر العلمانية وتقرير المصير؟
نحن لا نفتي في أمور وقضايا ليست في أجندة التفاوض. وإن الحركة الشعبية رفعت بنودها وكانت مقبولة، عدا شيء واحد إذا حل خلاص، ونحن لسنا دعاة حق تقرير المصير للمنطقتين.
* الاتفاق الذي تم مع الحلو كان خارج بيت التفاوض ألا يؤدي ذلك إلى نتيجة عكسية ويرجعنا إلى مربع الحرب؟
لا توجد حرب ثاني مجدداً، وكل الموقعين ملتزمين بالسلام والآن الحركة الشعبية جناح الحلو سوف تلحق بالسلام، وكل شيء سوف يتم في منبر جوبا وليس في أديس. وإن شاء الله يطمئن الجميع بأن السلام قادم.
* هل يلحق الحلو بمنبر جوبا؟
نعم سيعود إلى جوبا.
* البعض يرى أن الحلو لا يريد السلام وأنه شوكة حوت في مفاوضات جوبا؟
لديه مقترحاته التي قد توصل إلى اتفاق مع الحكومة، ونحن غير مستعجلين، فقد وضعنا للتفاوض فترة قياسية قدرناها بشهرين، والآن تم التوقيع بعد ستة شهور.
*بعد السلام نوع العلاقة بين البلدين الخرطوم وجوبا؟
لا تحتاج فهي معروفة شعب واحد في دولتين.
* هنالك أشياء عالقة بيننا بما فيها النفط والحقول متنازع عليها؟
النفط مشترك بيننا، وكذلك البترول يمر عبر أرض السودان من جنوب السودان إلى البحر الأحمر. والعمل سوف يرجع مثلما كان سابقاً، وكل دولة تأخذ ضرائب هذا اتفاق موجود دون مغالطة.
*توقيع السلام سوف يحقق مطالب الدولتين؟
سوف يحدث الكثير جداً.
*وضّح؟
توقيع السلام الموجود من زمان كان هنالك في دولة الجنوب أساسيات ومهاترات ولا يوجد قبول له من الطرف في جوبا والقصة جاءت بسبب الحرب، والآن بعد مجيء السلام قلّ كثيراَ ومجيء السلام في جنوب السودان أزال كل المعيقات والآن نتحدث عن كيفية القيادة وكيفية التنقل لأي شخص يشتغل في أي مكان يعجبه، وأن السلام فتح منافذ كثيرة ورجع يساوي بين الناس مع بعض، غير زمن الحرب والكراهية، الآن رجع الحب الذي كان موجودًا للسودان ونحن الآن إخوان.
*هنالك حقول متنازع عليها؟
هناك اتفاق حولها بين وزراء النفط في الدولتين فهنالك اتفاق وليس خلافاً.
* هل تتوقّع الوحدة؟
كل الأشياء سوف توصلنا إلى حلول.
*حول ملف أبيي كيف يدار من الناحية السياسية أم الاقتصادية؟
بعد الانتهاء من البروتكولات وينتهي موضوع السلام في السودان، سوف نكون لجاناً لأجل السلام في منطقة أبيي وكيفية إدارتها، وهذا يعتبر المحور الوحيد المتبقي في قضية السلام بين الدولتين لكن سوف نصل فيه إلى سلام.
*الوساطة الجنوبية وجدت قبولاً وترحيباً على مستوى الدول الأفريقية؟
نعم وصلنا ذلك من بعض الدول..
* ما سر الشفرة والمفتاح الذي استخدم لإنهاء الصراع في دولة جنوب السودان؟
السر موجود عند الرئيس سلفاكير.
*قبل التوقيع النهائي هل هنالك أشياء عالقة وكيف نوع العلاقة بيننا؟
نحن الآن جاءنا وفد كبير جداً من الوزراء واتفقنا وجلسنا كل وزير مع نظيره، وتم تشكيل لجنة وزارية لرفع التقارير بين الدولتين وكل شيء سوف يرجع، العلاقات والطرق والتجارة ومطالبة إنهاء ديون السودان مع بعض والهدف واحد بيننا.
* لازالت هنالك عقبات أمام التوقيع النهائي للسلام؟
لا توجد أية عقبات.
* عبد الواحد محمد نور؟
عبد الواحد ما وقع معنا والحلو كذلك، فعبد الواحد إذا جاء قبل التوقيع (حبابو عشرة)، وإذا لم يحضر سوف نتواصل معه في التفاوض.. والآن الحلو موجود في جوبا . وموعد التوقيع الذي قطعته الوساطة سوف يكون.
* هل هنالك تأجيل للفترة الزمنية؟
نحن جاهزون، وحددنا جداول لحضور رؤساء الدول ونحن الآن نرتب لاستقبال ضيوفنا لأن الحدث كبير جدًا والوفود كبيرة تحتاج إلى جهد من المراسم وغيره.
* إحساسك والتوقيع تم في الجنوب؟
في الأول، نحن نشكر ربنا لأنه من غيره لا نستطيع أن نعمل شئ. وسعيد جداً ونشكر إخواننا في الحكومة وأقدم إشادة كبيرة بدور الفريق حميدتي الرجل الفاضل والفارس والشجاع وهو من حل هذه القضية التي أرهقت الكثيرين. وكلما جئنا إليه في شيء على طول يقول اذهبوا وافعلوا ولا يوجد سقف للسلام.. وهنالك أيضاً جهد من الإخوان في الملفات، التعايشي والكباشي فقد لعبا دوراً كبيراً جداً وهم أبطال السلام في جوبا. فعندما نتحدث عن المنطقتين تجدهم جاهزين فعلوا أشياء لا يمكن فعلها، ولكن الحمد لله وصلنا وتفوقنا ونحيي السيد الرئيس في مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان فلولا رضاه لما وصلنا إلى السلام ولو لا جهود رئيس مجلس الوزراء لم نصل إلى ما نحن فيه أيضاً. كل القيادة في الحكومة الانتقالية لعبوا دوراً كبيراً جداً.
* اختيار الجنوب لشخص توت قلواك لتولي ملف السلام؟
صمت…. ثم رفع يده إلى صدره وأخذ نفساً عقيقا جداً، وقال: هذا تكليف من السيد الرئيس سلفاكير ميارديت، وأنا دخلت عليه لأخبره بملف اتفاقية السلام في الجنوب سلمته وخرجت، وفي صباح اليوم الثاني اتصل علي مدير مكتب الرئيس وأخبرني أن الرئيس يود مقابلتي وقتها كنت داخلاً على قيادة الاركان المسلحة، غيرت مساري وذهبت إلى السيد الرئيس جلست معه فأوكل إلي ملف سلام السودان، وقال هذا تكليف وأنت أنسب في قيادة هذا الملف رفضت واعتذرت بحجة أني مشغول، لكن الرئيس رفض وسلمني الملف وقال لي اذهب وأبدأ بما في داخل الملف.
*وبعدها ؟
توكلت على الله وطلبت من ربي أن يوفقني في هذه المهام الصعبة، وقلت يا الله ساعدني أن أنجز هذا الملف لأن فشله سوف يؤدي إلى استمرار الحرب وسوف يكون هذا محسوباً علي.. توسلت إلى الله وقلت يا رب نجحني، وبدأت في الملف دون ملل، وكنت واثق أن السلام سيعود على يدي وفي جوبا وإن شاء الله أكون قدر ثقة الرئيس.
* نجاحك في الملف ها يعني أنك ابن السودان وتتمتع بعلاقات واسعة مع حكومة السودان؟
كنا جزءاً أساسياً من السودان ولسنا غرباء منه، ونحن أبناء السودان رغم انفصال السودان لدولتين اسم واحد جنوب وسودان، والرئيس أوكل لي ملفاً يخص السودان، وقال لي تفاءلت بك وسوف تنجح مثلما نجح ملف السلام.
*سلفاكير واثق في مقدراتك؟
حينما أتذكر ملف دارفور من أبوجا وأديس والدوحة وكل الدول جربته إلى أن وصل إلى الجنوب. قلت يا توت كيف أمسك ملف ثاني وأنا خارج من هذا الملف المرهق ومراحله الصعبة، قلت يا ربي يسهل علي استلمه وأنت مسهل الأمور وأنت العالم بقدراتي وفقني يا الله وقادر على كل شيء وأنا عندك صغير وليس لدي قدرات، وأنا في عرضك يا رب العالمين لا تنساني وفقني في ثقة رئيسي في. كنت مجتهداً لأن الثقة من الرئيس وطلب مني إضافة مساعدين، وذكرت له وتم ضمهم في عملية السلام وقلت له السيد الرئيس ادع لي ربك يوفقني والحمد لله توفقت وهذا من ربنا.
*توت رجل الجنوب في ملف السلام؟
من الله وأسأله أن يسهل لي كل شيء تم تكليفي به.