ونعني يوم الأحد..
ففي المثل الشهير (قدم السبت لتجد الأحد)..
وزميل صبانا وهبة – والذي أشرنا له في كلمتنا بعنوان (ذات الصليب) – قد السبت كثيرا..
قدمه لمعشوقته القبطية – ماجدة – في هيئة خدمات مضحكة..
خدمات لا معنى لها…أو لا لزوم لها…أو لاداعي لها ؛ كأن يهديها ثمرة مانجو خلسة..
وذلك خلال حصة الفطور ؛ من حين إلى آخر..
وذلك بعد أن يضحي بزمن حصته هو – ووجبة فطوره – ويذهب إليها في مدرستها بالثمرة..
بعد أن يذهب أولاً – ومن قبل ذلك – إلى السوق..
ثم يشتري الثمرة بنصف قيمة إفطاره الخاص ؛ ليغدو النصف الآخر – من ثم – بلا قيمة..
بل و(يذهب) إلى ما هو أعجب من ذلك..
يذهب إلى حد أن يعرض عليها التنازل عن دينه لصالح دينها هي……لعلها ترضى..
ولكنها لم ترض أبداً ؛ ولم تعره التفاتا..
حتى في أيام صلواتها بالكنيسة – كل أحد – كانت أيام سبته التي قدمها لها تضيع سدى..
فلا ابتسامة كان يطمع فيها…ولا حتى نظرة عابرة..
بل كانت تعبره سريعاً عند انتهاء القداس…وهو باسطٌ ذراعيه بوصيد مدخل الكنيسة..
والآن تبدو حكومتنها وكأنها تفعل الشيء ذاته..
سواء تقديم سبت إثر سبت إلى أمريكا ؛ أو بسط الذراعين بوصيد صندوق النقد الدولي..
بل وبلغت – في آخر سبت – حد أن أرهقت من أمرها عسرا..
فتعهدت بأن تدفع ثمن وجبة فطورها – وفطور شعبها – كتعويض لضحايا المدمرة كول..
ثم لا ابتسامة – من تلقاء أمريكا – ولا حتى نظرة عابرة..
والآن ها هي تقدم ثمرة مانجو للصندوق متمثلة في رفع كامل للدعم عن السلع كافة..
وتكاد أن تتنازل عن دينها لصالح دينه ؛ وهو لا دين له..
أو لا قرار له ؛ لا هو ولا أخوه الآخر – من الرضاعة – البنك الدولي…فقرارهما بيد أمريكا..
وأمريكا دينها (البراجماتيزم) ؛ دينٌ كافر..
فحتى الله – وفقاً لهذه الفلسفة – هو موجود بقدر ما في الإيمان بوجوده هذا من (نفع)..
وتُعرض الحكومة عن نصائحنا كما فعل وهبة من قبل..
فقد كنا ننصحه بأن يعمل بحكمة (إن لم تستطع شيئاً فدعه… وجاوزه إلى ما تستطيع)..
وما يستطيعه قبطية أخرى جارته…إن كان لا بد من (ذات صليب)..
فهي كانت تستلطف وجوده…وجيرته…وحتى نزقه..
أو على الأقل تحتمل نزقه هذا…وإن كانت لا (تحمل) رأس الأخرى ذاته ؛ فهماً وجمالا..
وقيل إنه عمل بنصيحتنا هذه بعد أعوام طويلة..
وجزم آخرون بأنه صبر فنال ؛ وجنى ثمار أيام سبته المؤلمة – أخيراً – وحظي بالأحد..
أو بالتي كان ينتظرها عند باب الكنسية أيام الأحد..
وكان نصحنا للحكومة أن الخير بجوارها…جارٌ لها هنا…ويكاد يجري تحت قدميها..
بأنهاره… وثرواته… ومعادنه… وحيوانه… وإنسانه..
وهو لا يحتاج إلى أن تقدم له سبتاً…ولا ثمرة مانجو…ولا بسطاً للذراعين بوصيد الباب..
مثلما تفعل الآن لبعيد…ما هو بجار..
ثم لا (أحد) !!.