الناطِق الرسمي باسم حركة العدل والمساواة معتصم أحمد صالح لـ(الصيحة)

الحلو لديه بعض التحفّظات يجب التفاوُض حولها

سنُشارك مع القوى السياسة والمشهد القادم لـ (التحالفات)

لا ننظر للحكومة كمُكِّون عسكرى ومدني بل حكومة انتقالية

لو كان خليل بين ظهرانينا ما وقّع اتفاقية أفضل من هذه

سنعمل ضمن الحرية والتغيير في الحكومة الانتقالية ولن نتماهى مع أحد

 

كشف أمين الإعلام والناطق الرسمي لحركة العدل والمساواة، مقرر التفاوض، معتصم أحمد صالح عن اجتماع وشيك لإعادة هيكلة قوى إعلان الحرية والتغيير من أجل إدماج مكونات الجبهة الثورية الموقعة على اتفاق سلام جوبا، مؤكداً وصولهم إلى تفاهمات تدمج بموجبها الجبهة الثورية في كافة الأعمال الخاصة بالحرية والتغيير كونها الحاضنة السياسية للحكومة. وأبان معتصم في حوار  مع (الصيحة)، أن المشهد السياسي القادم في السودان سيكون مشهد تحالفات، مبيناً أن الاتفاقية أقرت تشكيل قوة لحماية دارفور تتكون من ١٢ ألف فرد قابلة للزيادة. ونفى صالح رفض الحلو لاتفاق السلام، مؤكداً أن لديه ملاحظات سيتم التفاوض عليها قريباً لجهة أنه لا زال بمنبر التفاوض، نافياً أن تكون الاتفاقية أهملت نقاطاً تُشكل حاجزاً لانضمام عبد الواحد نور للسلام لجهة مناقشتها جميع القضايا، وقال إن  إحلال السلام أحد شروط رفع العقوبات الأمريكية لتوفيره المشاركة السياسية الواسعة ودرعاً ضد عودة النظام البائد.

معاً نطالع الحوار:

 

حاورته  إنصاف العوض

 

* كيف تنظر للأطراف التي لم توقع على السلام وما هي تحفظاتها؟

لا توجد أطراف لم توقع على السلام، فجميع مكونات الجبهة الثورية التسعة زائد حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي وقعت على اتفاق السلام وحتى الحركات الأخرى غير المنضوية تحت لواء الجبهة الثورية وقعت تحت لواء الحركات الأخرى، وبذلك تكون كل الحركات المسلحة باستثناء حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور والحركة شعبية شمال بقيادة الحلو وهو موجود في منبر التفاوض وستستانف التفاوض مع الحكومة في الفترة القريبة القادمة، والأخ عبد الواحد في الانتظار، لكننا نعتقد أن كل الأسباب التي أدّت لاندلاع الحرب في السودان خُوطِبت بشكل كافٍ.

* هل سيكون للراحل خليل إبراهيم رأي فى هذا الاتفاق لو كان حاضراً؟

الشهيد الدكتور خليل إبراهيم كان همه الأول والأخير أن يكون الحل بمخاطبة جذور الأزمة وإفرازاتها المتمثلة فى اختلال ميزان الثروة والسلطة وأوضاع اللاجئين والنازحين والمسائل المتعلقة بالعدالة والمساءلة والتعويضات وجبر الضرر، وكلها خوطبت ولو كان حيا لكان أول المباركين لهذا الاتفاق الشامل الذي خاطب جميع المشاكل.

* ما هي أكثر لحظة شعرت فيها  بالسعادة أثناء حفل التوقيع؟

صراحة دمعت عيناي عندما رأيت د. جبريل إبراهيم وهو يقدم الدكتورة إسراء خليل ابراهيم للتوقيع باسم الحركة نيابة عنه، كانت لفتة بارعة للوفاء للشهيد الراحل الذي مهر السلام بدمه، وهذا المشهد أثّر فيّ كثيراً، وتذكرت كل الرفاق الذين ضحوا  بأرواحهم الطاهرة من أجل  السلام أذكر منهم الدكتور خليل إبراهيم والشهيد جمالي حسن جمال الدين وأبو رنات والشهداء كُثر لا حصر لهم.

* أكثر المواقف التي شدتك أثناء التفاوض؟

عندما كنا نناقش حقوق  النازحين واللاجئين وطرق عودتهم، تذكرت القرى التي دًمرت تماماً ومُسحت آثارها، مناطق اختفت عن الوجود تماماً تحتاج كافة أسباب الحياة ليعود إليها هؤلاء اللاجئون والنازحون، وكيف يستطيعون العودة إلى الحياة السابقة وهم يعودون من معسكرات اللجوء لا يملكون شيئاً سوى ما توفره لهم هذه الاتفاقية من حقوق المسائل المتعلقة بالعدالة، تذكرت آلاف الناس الذين قُتلوا ظلماً وجورًا وبهتاناً وحقوقهم ضائعة، وآلاف الناس نُهبت أموالهم وممتلكاتهم وعُذّبوا وهُجّروا، كيف لهؤلاء الناس أن يستعيدوا حقوقهم بشكل كامل، هي مواقف صعبة لا يمكن أن تخيُّلها. حقيقة جو التفاوض كان ودياً لأننا شاركنا في كل جولات التفاوض السابقة منذ العام ٢٠٠٤ وحتى سقوط النظام البائد،  وما اختلف، أن الجو كان أخوياً وودياً حتى إنك لا تحس أن التفاوض بين خصمين .

*/ متى ستحضرون إلى الخرطوم؟

توجد بعض القضايا المُتعلّقة بجداول التنفيذ، أي ما يُعرف بالمصفوفة وهناك عدد من آليات تنفيذ الاتفاق ومواقيت إنفاذها لم يحن وقتها بعد. لكننا نرى أن الحاجة ملحة لنعود للخرطوم والسلام فعلاً تحقق وتبقّى التنفيذ. بعض الأشخاص سيعودون مباشرة للخرطوم والبعض الآخر في جوبا سيبقى لتكملة ما تبقى من جدول الأعمال وبعدها سيعود الجميع للخرطوم بعد ١٧ عاماً من الغياب المستمر، وسنلتقي بالأهل والأحباب أجيال غادرت هذه الفانية، وأجيال جاءت إلى هذه الدنيا لم نرها، وأسأل الله للبلاد السلام والأمن والاستقرار.

* من هم شركاء الإنجاز الذين ساعدوا في ميلاده؟

هذا الإنجاز شاركت فيه جماهير الشعب السوداني وخصوصاً جماهير الهامش والنازحين واللاجئين والشهداء الذين رووا بدمائهم الطريق للحرية والعدالة والمساواة، وكذلك القوات المسلحة لعبت دوراً بارزاً في تحقيق هذا الحلم الذي ظل شعبنا ينتظره منذ سنين طويلة.

* كيف تخطّيتم الخلافات مع الحلو وما هي التنازلات من الطرفين؟

الحلو في حواره في الندوة التي نظمها المجلس الأطلنطي في الولايات المتحدة الأمريكية، أوضح أنه لم ينسحب من المفاوضات، وأكد أنه سجل صوت احتجاج، وأنه سيعود للتفاوض، وأكد الوسيط الدولي عودته قريبًا، ولكن في الأصل نحن كنا نخاطب جذور الأزمة والأسباب التي أدت لنشوب الحرب سواء كان ذلك في دارفور أو في المنطقتين، وأعتقد أننا أوجدنا حلولاً ناجعة لكل هذه المشكلات، ونعتقد أن المعالجات كافية لوضع حدٍّ لهذه المظالم المتراكمة عبر السنين وطوال الحكم الوطني في السودان، ولم تكن هناك خلافات تتعلق بموقفنا كطرف مفاوض وتخطينا التباينات في الرؤى من خلال توقيع اتفاق سلام شامل تراضينا عليه جميعاً.

* الثورية تضم مكونات متعددة هل كلها مستعدة للسلام وستلتزم به؟

الأصل في المفاوضات القضايا وليس المواقف السياسية أو الأيدلوجيات ونحن  تفاوضنا حول قضايا محددة متعلقة باختلال ميزان السلطة والثروة في ميزان الدولة وتقاسمها ومعالجة إفرازات الحرب، وفى هذا الأمر نحن متحدون ومتفقون ولدينا موقف تفاوضى واحد ومشترك.

* ما المتوقع من مشاركة هذه الخلطة الجديدة في الحكومة الانتقالية؟

هذه الأطراف التي شاركت في مفاوضات جوبا تمثل تحالف الجبهة الثورية،  سندخل ونحن تحالف واحد ولدينا تحالفات أخرى ننضوي تحتها منها تحالف قوى نداء السودان. الفترة القادمة سيكون المشهد عبارة عن تحالفات، ونحن جزء من قوى الحرية والتغيير، كل هذه المكونات ستنضم تحت لواء الحرية والتغيير بعد أن عالجت الثورية والحرية والتغيير الخلافات بينهما وتوصلا إلى تفاهم مشترك، ستُدمَج الجبهة الثورية بموجب هذا التفاهم في كل الأعمال الخاصة بقوى الحرية والتغيير، وستشارك كذلك في المؤتمر الذي سينعقد قريباً بهدف إعادة هيكلة قوى الحرية والتغيير، ولذلك عندما ندخل إلى الداخل فبجانب أننا قوى سياسية لها كامل الاستقلالية، ستكون مشاركتنا في عدة مستويات، سنشارك مع قوى الحرية والتغيير كونها الحاضنة السياسية بالنسبة للحكومة الانتقالية، وسنعمل مع حلفائنا في نداء السودان كحلف لنا برنامج عمل مشترك، وسنظل متمسكين كجبهة ثورية تجمعنا عدة قضايا أهمها تنفيذ اتفاق السلام الموقع، وكذلك على مستوى مسار دارفور لنا قواسم مشتركة على رأسها تنفيذ اتفاق السلام على مستوى دارفور، وعليه نستطيع القول إن هنالك عدة مستويات وتحالفات ستعمل بتناغم وانسجام على مستوى الحرية والتغيير ومستوى نداء السودان والجبهة الثورية ومستوى المكونات الأولية للحبهة الثورية، ولا أعتقد أن هناك تعارُضاً على مستوى المشاركات أو تعارُضاً فيما نريد أن نفعله عندما نعود للداخل، نحن سنأتي  بقلوب منشرحة ومنفتحين على كل الشركاء وسنصل إلى توليفة ندير بها المرحلة الانتقالية دون عوائق ودون عناء.

* ما الآليات التي مكنت جوبا  من النجاح في توقيع السلام؟

نجحت جوبا في تحقيق السلام لأن الإخوة فى الجنوب جزء من الشعب السوداني يعرفونه معرفة تامة ويعرفون مشاكل السودان وكذلك الصراحة والانسجام والإحساس بالانتماء والعوامل المشتركة ساهمت في أن تلعب جوبا دوراً بارزاً في عملية السلام، ونحن لم نحس طوال فترة المفاوضات التي دامت قرابة العام أبدًا أننا فى بلد آخر أو أننا نتفاوض في جو غير طبيعي، فالوسيط وقف على مسافة متساوية من كل الأطراف، ولذلك أفلحت جوبا في أن تُقرّب بين وجهات النظر، ولم تكن هناك أي ضغوط خارجية من أي طرف كان، ولم تكن هناك أي تداخلات سياسية بين المفاوضين وأطراف التفاوض وبين المنبر. ونجحت جوبا لأنهم استفادوا من تجاربهم في المفاوضات التي جرت بين حكومة السودان البائدة والحركة الشعبية في ذلك الوقت.

* نجاح السودان هل يقود لنجاح الآلية الأفريقية في حل النزاعات؟

أنا لا أومن بأن المشكلات في أفريقيا يجب أن يحلها الأفارقة لوحدهم، وهذه السيمفونية يعزفها القادة الأفارقة لأنهم لا يسعون للحلول الموضوعية ويسعون  لهضم حقوق الناس والاستمرار بالسلطة والبقاء فيها لأطول فترة ممكنة. لم يستطع القادة الأفارقة بذل حلول موضوعية في السودان طوال فترة الحكم البائد، الاتفاق تم بجهد سوداني أصيل وحتى دولة جنوب السودان أنا اعتبرها جزءاً من السودان وأنا أشك بأنه لو تمت استضافة هذه المفاوضات في أي بلد آخر غير جوبا أن يتحقق هذا النجاح.

* كيف تقرأون شراكة المكون العسكري والمدني؟

صراحة لم ننظر إلى هذه الحكومة كما ينظر إليها الناس بالداخل، نحن ننظر إليها على أنها حكومة السودان الانتقالية بمختلف مكوناتها ولا ننظر على أن لها مكوناً مدنياً وعسكرياً وقوى الحرية والتغيير، والذين فاوضونا في جوبا ممثلوا الحكومة الانتقالية شملوا كافة الأطياف، وكان هناك  ممثلون من الوزراء وغيرهم شاركوا في المفاوضات.

* غياب عبد الواحد ومجموعته هل يشكل خطورة على الاتفاقية؟

طالما لازال هناك أشخاص يحملون البندقية، فإن ذلك سيكون مصدر قلق ومخاوف أمنية، نعتقد أن المفاوضات خاطبت بشكل أساسي جذور الأزمة وعلى ثقة  أن عبد الواحد لو اطلع على الاتفاقية سيلتحق بها حتى لو يعدل بعض البنود التي يرى أنها غير مكتملة، ونأمل أن يلحق بالسلام.

* برأيك ما الذي يؤخره في الانضمام للسلام؟

بذل الوسيط جهداً كبيرًا والحكومة  في إقناع عبد الواحد بالانضمام للسلام ومن بين تلك الجهود سفر رئس الوزراء إلى باريس ولقائه بعبد الواحد وتواصل حميدتي وهؤلاء النفر بذلوا جهوداً ضخمة لإقناعه، وأنا أعتقد أنه ليس له رأي في الانضمام للسلام بل له رؤية خاصة أتمنى أن يتفاوض عليها.

* ألا تجدون صعوبة في التحوّل من العمل العسكري للعمل المدني؟

نحن منذ البداية كنا تنظيماً  سياسياً ولنا  جناح عسكري، وأردنا أن نكون بديلاً يحقق العدل والمساواة والتنمية المستدامة ويزيل الغبن وغيرها من المشكلات التي يواجهها شعبنا، وشرعنا في وقت مبكر للتحوّل لتنظيم سياسي كامل الدسم، ولنا  كوادر مؤهلة جزء منها كان في الداخل وآخر في الخارج ولم نكن بعيدين عن السياسة ونمارسها ونتواصل مع القوى السياسية الأخرى وأنتجنا معا عدة وثائق أهمها وثيقة الجبهة الثورية ونداء السودان ووضع إعلان قوى الحرية والتغيير، ولا إشكال يواجهنا كحزب سياسي، وعقب إزاحة النظام فتحنا دوراً في مختلف أنحاء السودان. وعقب السلام  سيُدَمج شقنا العسكري في المؤسسات العسكرية ويمارس شقنا السياسي عمله السياسي.

*ما هي فرص استقرارالسلام وتماهي المكونات السياسية لضمان ديمومته؟

نحن لن نتماهى مع أحد، نحن تنظيم سيكون لنا وجودنا واستقلاليتنا وتنظيمنا يخاطب كافة مشكلات السودان بخطط وأفكار مطروحة، والسلام قد أنجز وخاطب كافة مشاكل السودان، والمحك  في التنفيذ، ويجب على الشعب السوداني بكافة أطيافه أن يتضافر لإنجازه خاصة فيما يختص بعودة النازحين واللاجئين ومعالجة الاختلال الأمني، هناك قوة قوامها ١٢ ألف فرد ستُشكِّل نواة القوة التي ستحفظ الأمن في دارفور في الفترة المقبلة وهي قابلة للزيادة، ولكنها غير قادرة على تحقيق الأمن إن لم تشارك الجماهير والقوى السياسية برغبة أكيدة من أجل السلام.

*ما هو رأيكم في التطبيع مع إسرائيل؟

أعتقد أن العلاقة بين السودان والدول الأخرى يجب أن  تكون مبنية على المصالح والعلاقات المشتركة، وألا تكون مبنية على المساعدات البتة، وعليه أي علاقات لا تجلب خسائر  للبلاد تكون مقبولة بغض النظر عن هوية الدولة، ويجب ألا تكون هناك اشتراطات للعلاقات أي دولة سوى المصلحة المشتركة، وفي نفس الوقت يجب ألا نقوم بإقامة علاقة مع السودان دون ذلك، وهذا ينطبق على العلاقة مع إسرائيل.

 

Related Articles

Back to top button