تقرير: مالك دهب
أبدى عدد من المواطنين بولاية شمال دارفور مخاوفهم من ظهور وبائيات بسبب ركود المياه التي تهدد حياتهم لا سيما بعد الكشف عن إصابة عشرات الأشخاص بمرض اللشمانيا الجلدي في منطقة (تبسا) التابعة لمحلية طويلة على الشريط الحدودي ما بين ولايتي شمال ووسط وجنوب دارفور، علاوة على مدينة الفاشر وعدد من مخيمات النزوح حول مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وقال مصدر طبي لـ”الصيحة”، إن المرض ظهر لأول مرة في عدد من قرى شرق جبل مرة، ومن ثم تمدد إلى ولاية شمال دارفورـ وذكر أنها بدأت في الانتشار بصورة كبيرة بين المواطنين، حيث بلغ عدد الحالات المسجلة في مركز صحي قرية تبسا أكثر من 45 حالة إصابة مع تزايد الحالات التي لم تسجل في القرى المجاورة.
وأبان أن وزارة الصحة بولاية شمال دارفور أرسلت فريقاً صحياً للتقصي عن المرض إلى المنطقة، حيث تم أخذ ما لا يقل عن17 عينة أكدت الفحوصات إصابتهم باللشمانيا الجلدية.
ويسبب المرض ذبابة رملية صفراء اللون صغيرة الحجم، تترك لدغتها ندوباً حمراء، ثم تتحول إلى تقيحات تتسع على الجلد سريعاً يصعب علاجها، ودائمًا ما يلجا المصابون إلى البحث عن علاجات بلدية بديلة.
فيما قال والي شمال دارفور محمد حسن عربي في تغريدة له عبر صفحته الرسمية بالفيس بوك، إن تقارير مقلقة وصلتهم عن انتشار حمى الملاريا بمدينة الكومة، ووجه مدير عام الصحة بالولاية بالتوجه فوراً للمدينة والوقوف ميدانياً على الوضع واتخاذ التدابير اللازمة لضمان علاج المرضى، والعمل على محاربة الناقل في أطواره المختلفة.
وأضاف عربي أنه تحدث إلى مدير عام الوزارة بشأن جروح اللشمانيا، ووقف على حقيقة الوضع وسيتجه فريق متخصص من الوزارة إلى محلية طويلة خلال يومين بعد أن عاد فريق الاستقصاء من هناك.
كما أشار الوالي إلى أنه وقف قبل يومين عقب هطول أمطار كثيفة بالفاشر مع لجنة أمن الولاية على آثار تلك الامطار، وتأسف لحدوث وفاة طفلة بسبب انهيار منزلهم وأنه وجه الدفاع المدني بمعالجة ثلاثة مواقع بالشفط تمهيدًا لأعمال الردميات، علاوة على توجيهه للوحدة الهندسية بالعمل على ربط البرك والمجاري بالأحياء الشمالية وتصريف المياه للوادي مع التزام الولاية بعدم تعرض أي منزل للهدم.
وحث عربي بحسب حديثه للمواطنين ولجان المقاومة ببذل الجهود الشعبية في الأحياء لمحاربة الناقل عن طريق تجفيف البرك والتزييت، وأن لديهم استعداداً لتمليك لجان المقاومة مضخات الرش والدواء لأنهم يعانون من عجزاً كبيراً في العمالة.
فيما أطلقت وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية بشمال دارفور حملة كبرى لدرء آثار الخريف وإصحاح البيئة في الأحياء الجنوبية من مدينة الفاشر بتوجيه من مدير عام الصحة دكتور مجتبى التجاني يوسف لكافة العاملين في الإدارات والأقسام المختلفة بالوزارة، وأشار مجتبى إلى أن الحملة تأتي في إطار مكافحة نواقل الأمراض وإزالة آثار الخريف، ولفت إلى أنها ستشمل عمليات الرش وصب الزيت وردم البرك بجانب سحب المياه الراكدة، وتجفيف المنازل من الذباب والبعوض.
وشهدت مدينة الفاشر بشمال دارفور الأيام الماضية هطول أمطار غزيرة مصحوبة برياح أدت إلى مصرع طفله نتيجة انهيار مبنى، كما تسببت بإحداث أضرار في عدد من منازل المواطنين.
ويتخوف الأهالي بشمال دارفور من ظهور أمراض الملاريا التي بدأت مع تكاثر كثيف للبعوض الناقل للأمراض، علاوة على الذباب المنتشر في كل مكان.
وكانت الولاية قد شهدت العام الماضي حميات “الضنك” ومرض “الكنكشة” التي أودت بحياة المئات، ولم تتدخل الصحة الاتحادية في الوقت المناسب إلا بعد وقوع الفأس في الرأس وموت الكثير من المرضى، الأمر الذي جعل النشطاء يطلقون “هاشتاقات” لإغاثة الولاية من مرض “الكنكشة” وحمى “الضنك”، ما اضطر الوزير السابق دكتور أكرم لزيارة مدينة الفاشر والوقوف على حقيقة تلك المأساة التي ألمت بالأهالي، وما زال الخوف يتملك المواطنين وخوفهم من تكرار تلك المآسي.