شيخ الأزرق: إراقة الدماء بسبب ضعف الوازع الديني
ترك: الحكومة تتحمل مسؤولية عدم تنفيذ القلد ورفض مسار الشرق أس المشكل
دقلل: “نحنا من إيدكم اليمين للشمال للوصول لحل”
مذكرة من المبادرة لنشر ثقافة التسامح وتحقيق التعاون بين مجتمعات الولاية
وجدت مبادرة أهل القضارف لإصلاح ذات البين لولاية كسلا برئاسة الشيخ عثمان عبد الرحمن الأزرق قبول و رضى الشارع وتفاعلت معها مكونات الولاية جميعها وأجهزتها التنفيذية والإدارات الأهلية بتفاؤل وأمل كبير بأن تلطف الأجواء بين المتخاصمين، وينتظر أن تحدث اختراقاً لإنهاء المشكلة، ورافق شيخ الأزرق علماء الولاية والإدارات الأهلية والمزارعون والتجار وشباب منظمة التعايش السلمي وقادة المجتمع للصلح بين طرفي الخلاف الذي نشب بين قبيلتي (الهدندوة والبني عامر) على خلفية اختيار الحكومة الانتقالية بالمركز للوالي المدني مؤخراً، وتطورت الأحداث ما بين التأييد والرفض من أهل كسلا إلي أن أفضت إلى اشتباكات راح ضحيتها نفر كريم.
ولدرء الفتن ورتق النسيج الاجتماعي ونشر السلم المجتمعي، جلست المبادرة إلى طرفي الصراع وحثت على ضرورة إحكام صوت العقل وعدم الانجراف للنزاعات وسلمت مذكرة للطرفين والوالي المكلف .
القضارف: كسلا: أنس: بامنت
الصلح خير
حث الشيخ عثمان الأزرق الطرفين بهدالية مقر ناظر عموم الهدندوة (ترك) والختمية مقر نظارة البني عامر (دقلل) على ضرورة الالتزام بنهج الدين والتعاليم السمحة التي تكفل قيم التعايش واحترام الآخر وبناء السلام بدواخل المجتمع وأرجع الأزرق إراقة الدماء لسبب ضعف الوازع الديني، وقال إن كسلا لم تعرف القبلية من قبل فقد حكمها داؤد عبد اللطيف الحلفاوي زمن المديرية، وعثمان عبد الله من شندي، وحامد علي شاش من الهدندوة، وإبراهيم محمود بني عامر، و لم ينظر الناس بكسلا لا للون ولا قبيلة وتعاونوا معهم للإصلاح وألمح الى افتقاد هذه الروح الآن وذكر أن كسلا حاضنة الشرق من حلايب إلى بانديغيو، وتابع: آلمنا وهزنا ما حدث بكسلا من إراقة الدماء ونهب للأموال، مطالباً أهل الولاية بالنظر لمستقبل كسلا، ودعا الأزرق أجهزة الدولة بضرورة فرض هيبة الدولة واليقظة.
واستطرد القول: لو تم الجلوس مع جميع الأطراف بالولاية لاختيار الوالي لضمان التعايش والسلم الاجتماعي وقطع بأن الانفراد بالرأى يضر البلاد في الظروف الحالية، وكثرة المشاكل التي تحيط باليلاد، وأشار إلى أنه لا مانع في عرض الآراء في حرية تامة دون انفعال ولا تشنج لنخدم السودان
لا ننفصل عن بعض.
أوضح ممثل منظمة التعايش السلمي ناصر إبراهيم الطيب (قرض) أن المبادرة ضمت في مكوناتها العلماء والتجار والمزارعين برئاسة شيخ الأزرق، وقال قرض إن المبادرة أتت من منطلق تعزيز التعايش السلمي والترابط المجتمعي. وأضاف: كلنا ثقة في أهل كسلا بالاستجابة للمخافظة على النسيج الاجتماعي من هدالية إلى الخياري، وأبعد من ذلك وعطف لا نقول حكومة ثورة ولا شبابها ولا التغيير، نحن لا ننفصل عن بعضنا كسودانيين.
لجنة مساعٍ حميدة
تأسف ناظر الضبانية على الأحداث التي دارت بكسلا والتي عرف عنها الآلفة والجمال، وأشار إلى أنهم جلسوا مع الأطراف واستمعوا لهم ووعد بصيغة مخرجات وتوصيات بمشاورة الأئمة والحكماء من الإدارات الأهلية بغية الوصول لتسوية مرضية توقف الاحتقان بكسلا.
واعتبر مك البوادرة أن الصراعات والاقتتال مهدد ومشكلة خطيرة تهدد البلاد في هذه المرحلة، وقال: معظم المشكلة نتاج لسوء فهم، مهمتنا نكون وسطاء بينهم وأردف المك أن اهتمام الدولة للمشكل بكسلا جاء متأخراً، داعياً لضرورة فرض هيبة الدولة والاعتبار من القضية حتى لا تنتشر في بقية الولايات الأخرى.
مذكرة السلم
سلمت المبادرة مذكرة للوالي المكلف وناظر الهدندوة والبني عامر حاثة جميع الأطراف ومكونات الولاية على ضرورة نشر ثقافة التسامح وتحقيق التعاون بين مجتمعات الولاية ودرء الفتنة والالتزام بتعاليم والابتعاد عن كل ما يدعو للقبلية والتعصب ووصفته بدعوى الجاهلية، ودعت أهالي كسلا للإلفة والوحدة كالبنيان يشد بعضه بعضاً بجانب دعوة أجهزة الدولة ببسط الأمن وهيبة الدولة والمشورة مع أهل الرأي والحكمة في شؤون البلاد دون الانفراد برأي أحادي.
نبذ الاقتتال
أكدت قيادات القبيلتين خلال حديثهم حرصهم على التعايش السلمي ونبذ الاقتتال والتزامهم بمبادئ السلم المجتمعي ونشر التسامح بين مكونات الولاية في جو خال من التعصب والتوتر.
لم نجبر على القلد
ناظر الهدندوة محمد الأمين ترك أعرب عن حرصه على السلم المجتمعي وحرية التعبير عن الآراء وفق موجهات الثورة حرية سلام عدالة، وقال إن المجلس السيادي دفع بموسى محمد أحمد كوسيط لتقريب وجهات النظر، وأردف: استطعنا الوصول لاتفاق (القلد) من غير أية ضغوطات من أي جهة وكانت الحكومة شاهدة عليه، إلا أنه استطرد: الحكومة لم تساعد في تنفيذه، وانتقد اتفاق مسار الشرق، وقال إنه أس القضية، ولا يمكن أن يوقع مكون واحد نيابة عن بقية مكونات الشرق دون تفويض، وأضاف: نريد أن نحفظ الدولة وأمنها وحريصون على ذلك (لكن حصل شغل سياسة) لم يقدر الظرف الأمني بالبلاد، ولا أسر الشهداء الذين سقطوا ولا ما تؤول إليه الأمور إلى أن صار الحال على ما هو عليه اليوم بكسلا، والآن فهمنا اللعبة فالمبادئ تبقى وتذهب الحكومات و(تروح) ويبقى الشعب، فالإنقاذ مكثت 30 سنة، وذهبت وقال ترك: أملنا كبير في قادة المجتمع والفريق أول البرهان كقائد للجيش في المحافظة على حقوق الناس، واتهم جهات لم يسمها بمحاصرة رئيس الوزراء، داعياً إياهم لتركه ليعمل بأفكاره وكلنا نتفق باختياره وأناشده بأدبه المعهود فهو رجل مهذب أن يجعل الأمن مسؤوليته الأولى كما ذكر لنا في منزله.
سيادة القانون
وفي معرض حديثه، أكد ناظر البني عامر علي عثمان دقلل ضرورة أن ينال كل متفلت حظه من العقاب بالقانون، وأقول لإخواننا النظار (إذا ساعدنا في الفتنة والدم حقوا نشوف لينا شغلة)، وتابع: نسعى ليل نهار لرتق النسيج الاجتماعي وحفظ الأمن، ونحن (من إيدكم اليمين للشمال للوصول للحل)، وأردف دقلل: كنا بالمركز لدرء فتنة البحر الأحمر مع النظار لإيقاف نزيف الدم عندما اشتعلت كسلا داعياً إلى ضرورة الالتزام بالتعايش السلمي ورتق النسيج المجتمعي بالولاية وأمن البلاد.