الخرطوم: إبتسام حسن
٣ أيام تفصلنا عن انطلاقة امتحانات الشهادة الثانوية العامة المحدد لها ١٣ من سبتمبر الجاري، وتأتي امتحانات هذا العام في ظروف استثنائية بدأت بجائحة كورونا وانتهت بفيضانات النيل التي اجتاحت ١٦ ولاية بالبلاد من أصل ١٨ ولاية، وهذا الظرف جعل عدداً كبيراً من الأسر والطلاب يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في ظرف أدى الى وضع نفسي شبيه بالانهيار التام لدى الأسر الذى كان بائناً في عرض الفضائيات، وهي تنقل أفراد الأسر يذرفون الدموع لفقدهم الأرواح والممتلكات، ومما فاقم الوضع استمرار ازدياد مناسيب المياه حتى لجأت الحكومة الى إعلان حالة الطوارئ لمدة ٣ أشهر، غير أن وزارة التربية والتعليم العام ظلت متمسكة بموقفها من قيام الامتحانات في موعدها المحدد بالرغم من انهيار عدد كبير من المدارس التي تستغل كمراكز للامتحانات فيما استغلت مدارس أخرى كمناطق إيواء .
مطالبات
في ظل هذا الوضع طالبت أحزاب سياسية وأسر بتأجيل امتحانات الشهادة، لعل ذلك يداوي جروحهم وخوفهم على مستقبل فلذات الأكباد، وأكدت أحزاب موقفها من قيام الامتحانات أن أوضاع السيول وإعلان حالة الطوارئ قد لا تساعد على عملية الامتحان متخوفة من عدم عدالة توزيع الفرص بين طلاب ليس لديهم معاناة من الظروف الراهنة وآخرين يكابدون.
واتضحت خطورة الوضع من استبيان أجرته إحدى الفضائيات حول الموقف من قيام الامتحانات في موعدها أو أرجائها إلى وقت آخر، وكانت النتيجة أن نسبة ٦٢% من الذين شاركوا في الاستبيان كانوا ضد إجراء الامتحانات في موعدها، فيما دعت نسبة 38% من المشاركين إلى قيام الامتحانات في موعدها مما يؤكد ازدياد المطالبة بتأجيل امتحانات الشهادة السودانية، وهذا يؤكد أن الطلاب وأولياء الأمور غير مهيأين نفسياً لامتحانات الشهادة السودانية نسبة لما يعيشه السودان من نكبة طبيعية.
وتعالت الأصوات المنادية بضرورة التأجيل خاصة للظروف التي تعاني منها الأسر في عدم الاستقرار النفسي، وأن العديد من الأسر تعيش في الخيام والبعض منهم في الخلاء بسبب انهيار منازلهم.
أضرار
لحقت أضرار السيول والفيضانات بمراكز حددت سلفًا لجلوس الطلاب لامتحانات الشهادة الثانوية منها مركز جبل أولياء مما اضطر وزارة التربية والتعليم العام الى تحويل المركز إلى مدرسة بديلة، وأقرت وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم على لسان الناطق الرسمي باسم الوزارة إبراهيم عمر، متحدثاً لـ(الصيحة) بتأثر مباشر لعدد من المدارس بمحليتي جبل أولياء وشرق النيل، منها 4 مدارس بمحلية شرق النيل و3 مدارس بمحلية جبل أولياء، هذا ولحق التأثير بحمامات تلك المدارس والأسوار وصنفت وزارة التربية تأثر 50 مدرسة بمحلية شرق النيل بالتأثر الخفيف، وأكد إبراهيم أن تلك المدارس محاطة بالمياه، منوهًا إلى أنه تمت معالجات بواسطة إدارة التعليم بالمحلية ولجان المقاومة ولجان الخدمات، وذلك بوضع ردميات ومتاريس.
أخطاء
اعتبر الأمين العام لاتحاد المدارس الخاصة السابق الشعراني الحاج، أن تحديد امتحانات الشهادة الثانوية في تاريخ ١٣ سبتمبر بأنه تصرف خاطئ سيما أن الفيضانات معروفة بأنها تأتي في هذا التاريخ، لكنه أكد بأن التراجع وتأجيل الامتحانات عن موعدها الذي حدد سلفاً له تأثيره النفسي على الطلاب، وقال في تصريحه لـ(الصيحة)، أن الاستعدادات لانطلاقة الامتحانات لم تكن بالشكل المطلوب، وكذلك للعام الدراسي، منوهاً الى غرق عدد كبير من المدارس، وأكد وجود عدد كبير من المشاكل لامتحانات هذا العام منها مشاركة عدد من الناشطين في تأمين الامتحانات وكأنهم دولة، مشيراً إلى أن تأمين الامتحانات يقع على عاتق الشرطة والأجهزة الأمنية باعتبار أن الامتحانات عمل سيادي، منوهاً إلى أنه لا توجد حلول لما نتج من تحديد مسبق للامتحانات إلا قيامها في موعدها، سيما أن العام الدراسي محدد سلفاً يوم ٢٧ سبتمبر، وأن العام على مشارف الانتهاء، وإذا تم تأجيل الامتحانات يسقط ذلك على تأجيل العام الدراسي، مما يقلل أيامه المحددة بـ ٧ أشهر، فضلًا عن أن أعمال الامتحانات من تصحيح وكنترول تحتاج إلى وقت .
استعدادات
وأكدت وزارة التربية والتعليم ولاية الخرطوم إكمال استعداداتها لانطلاق امتحان الشهاده الثانوية للعام 2019-2020م. وقال مدير الإدارة العامة للمرحلة الثانوية بالوزارة أحمد ياسين بخيت، إن جملة عدد الطلاب الممتحنين لهذا العام بلغ (154،960) طالباً وطالبه موزعين على (٨٨٠) مركزاً منها(٤١٠) للبنين و(٤٧٠) مركزاً للبنات.
وكشف (ياسين) عن تسليم الوزارة أوراق الامتحانات للمحليات بصورة كاملة، حيث تم تخزينها في (55) مخزناً على مستوى الولاية منها (11) مخزناً رئيسياً بمحلية الخرطوم و(٧) بمحلية جبل أولياء و(٥) بمحلية أمدرمان و(٥) بمحلية كرري و(٩) بمحلبة أمبدة و(٥) بمحلية بحري و(٨) بمحلية شرق النيل ومخازن فرعية (٤) بمحلية أمدرمان و(٨) بمحلية بحري و(٩) شرق النيل.
وقال (ياسين) أن عدد الطلاب الجالسين للامتحان من البنين بلغ (١٤،٥٦٦) والبنات (١٩،٦٤٩) على مستوى الطلاب النظامين، وبلغ عدد الطلاب من البنين الممتحنين في اتحاد المعلمين (١٩،٧٧٤) طالباً و(٢١،٦٨٧) طالبة. والممتحنين من البنين في المدارس الخاصة (٣٧،٢٦٠). والبنات (٤٢،٠٢٤) طالبة.
وامتدح (ياسين) جهود كافة الشركاء في المجتمع المدني من لجان المقاومة ولجان التسيير ووزارة الداخلية في إنجاح وإكمال الترتيبات في هذه المرحلة من أعمال الامتحان، وأكد أن المراكز جاهزه لاستقبال الطلاب مع الالتزام الكامل والاشتراطات الصحية الخاصة بجائحة كورونا.