كتبت: عائشة الزاكي
اتفاقية السلام التي وقعت مؤخراً فى منبر جوبا هل تعمل على إعادة المياه إلى مجاريها وينعم أهل الريف بالحياة الكريمة وخاصة في ولايات دارفور كردفان والنيل الازرق التي عاشت في ظروف صعبة جدا في ظل الحروبات التي شهدتها ونجم عنها نزوح كثير من الاهالي من قراهم الى المعسكرات والمدن المجاورة وعانوا في كسب سبل العيش وخاصة جلب المياه من مناطق تبعد كليوامترات عن القرى حيث تواجههم مشاكل في كيفية الحصول عليها وخاصة انتشالها من الآبار الجوفية التي يترواح عمقه (ما بين 30 إلى 40 متراً) أو أكثر إضافة إلى وعورة ومشقة الطريق الذي تعود عليها الحمار وحفظ الطريق وهو يسلكه يومياً ذهاباً وإياباً حتى لو كان صاحبه نائماً، ومن نماذج هذه المعاناة نموذج فتاة تنام على ظهر حمار بحثاً عن الماء وقد أضناها التعب والعنت من الركظ وراء الماء فعانت من والانهاك وربما من نشل الماء من البئر وطول المشوار وبُعد مناهل المياه في رحلة متكررة وعلى مدى سنين العمر فربما يقضي إنسان الريف ثلث عمره بحثا عن الماء. صورة هذه الفتاة التي تنام على ظهر الحمار تعكس إخفاقا للحكومة والمسؤولين في تقديم أبسط الخدمات للبسطاء من أهالي القرى والريف الذين يعانون من عدم توفير موارد مياه قربية من القرى مما أدى إلى قضائهم اليوم كاملاً بحثاً عن الماء، مقارنة بمصدر مياه بالمنزل (ماسورة) تعمل أربعة وعشرين ساعة.