الطفرة الهائلة التي احدثتها ثورة المعلومات فهنالك معلومات تنهال علينا بغزارة شديدة رغم انفنا وفجاة وجد مجتمعنا السوداني الزراعي الرعوي محاصر بهذا الغزو الثقافي والاجتماعي الخطير الذي حول العقول الى عقول خاملة لاتفكر .. ومجتمعنا بصراحة لم يكن له استعداد لتحمل هذا الغزو الفضائي ووجد الانسان السوداني فجاة انه يجب ان يقتني موبايل فاخر وعربة فخيمة ويتعامل وفق قواعد التكنولوجيا
والسؤال المطروح هل صاحب هذا التطور التقني تطور عقلي والاجابة لا فقد حدث العكس فهنالك تخلف عقلي رغم انف التكنولوجيا فلازلنا نعيش كما كنا في الماضي الذي كان افضل فخريج الوسطى سابقا افضل من خريجي الجامعات الحالية .. اما خريج الثانوي الزمان الذي مان يدرس كافة المواد باللغة الانجليزية ماعدا التربية الاسلامية واللغة العربية
ولنضرب مثلا الاخر برجاحة العقل في السابق فصاحب الدكان في الحلة كان يرفض ان يبيع السجائر لطفل صغير أرسله احد اقاربه وكان يتعامل معه بصرامة ويحدث اهله ويوبخهم.. والاساتذة كانوا هيبة وجبرة الطالب يفارق دافوري الحلة عندما يلمح من بعيد بان استاذه في طريقه اليهم
واذا دلفنا لمجال الطب فكان الاطباء المخضرمين واركانحربهم فنجد المساعد الطبي او الحكيم كما يقولو اهلنا الطيبين والممرضين والممرضات يؤدون ادوارهم باخلاص وتفان وموظفي الخدمة المدنية عقليات راجحة واخلاص وامانة
انظر لانسان التكنولوجيا يحمل اخر ماتوصل اليه العلم في مجال الهواتف السيارة ولكنه غير متطور سلوكيا فيمكنه ان يكذب ويطلق الاشاعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويمكن لقائد العربة الفارهة ان يتخطي الاخرين ويتشاكس معهم.
اما اذا اخذت الجيل الجديد من طلاب الجامعات فالتكنولوجيا جاءت اليهم تمشي على قدمين في كافة المجالات وللاسف لم يستفيدوا منها الا في مجال الونسات واللغة العجيبة التي يتداولونها مثل الموضوع.. ظابط.. والموضوع مستحمي.. والليلة الجبنات كيف نساهر ياعمك ولم يقم اي واحد منهم بفتح النت لقراءة مادة في تخصصه وكل الامر الذي يهمهم الفيس وما ادراك ما الفيس
في اعتقادي ان التكنولوجيا غزتنا ولكن عقلياتنا كماهي بل في السابق لاتوجد تكنولوجيا لكن تجد عقول واعية ومثقفة ومعظم كتابنا الشامخين لم يعاصروا عصر التكنولوجيا ولكنهم كانوا مستنيرين ومثقفين
واخيرا غزتنا التكنولوجيا وحجرت عقولنا وناس الزمن الجميل بقولوا ياحليل ايام زمان وفعلا ليهم حق
في مجال الموسيقي انظروا للموسيقي التقليدية الحان تحمل مدلولات نفسية واجتماعية مع شعر رصين واداء جاد ومسئول ولجنة نصوص تغربل النص ولاتسمح بتداوله الابعد الفحص والمرور.. انظروا للالات الموسيقية الصاخبة جوطة في جوطة ورقص ونطيط ولاكلمات ولا الحان… الم اقل لكم ان التكنولوجيا لم تغير في سلوكنا وافكارنا مازالت بدائية وعقلياتنا متحجرة
والله من وراء القصد
آخر الاشتات
تعجبني رائعة الراحل المقيم الفنان سيد خليفة التي تقول
اعلى الجمال تغار منا
ماذا عليك اذا نظرنا
هي نظرة تنسي الوقار وتسعد الروح المعني
دنياي انت وفرحتي ومنى الفؤاد اذا تمني
انت السماء بدت لنا واستصمت بالبعد عنا