الخبز.. أزمة بلا حلول
الخرطوم: جمعة عبد الله
تواصلت مصاعب المواطنين في الحصول على رغيف الخبز، حيث تجددت الصفوف أمام المخابز، في وقتٍ تنفى فيه وزارة الصناعة والتجارة والاستثمار بولاية الخرطوم نقصاً في الدقيق، بعد تَوافُر كميات كافية من الدقيق وتسليم المحليات الحصص المُقرّرة، فيما قلّل بعض أصحاب المخابز من حجم الأزمة، مشيرين إلى أنها ترجع لتذبذب التيار الكهربائي ونقص العَمَالة وارتفاع أجورهم.
وطوال العامين الأخيرين لم تغِب أزمة الخبز عن المشهد الاقتصادي كلياً، فما إن تخبو حتى تظهر للسطح مجدداً وبصورة أوسع من سابقتها، بالرغم من المجهودات التي تُبذل واتباع السلطات إجراءات للسيطرة على سوق إمداد الدقيق في البلاد، إلا أن استمرار ظاهرة صفوف الخبز في الخرطوم ومدن أخرى ما زالت مستمرة.
وبحسب مصدر مسؤول بوزارة الصناعة والتجارة والاستثمار بولاية الخرطوم، قال: إن دقيق القمح ليس به نقص، وأوضح أنّ المخابز على مُستوى ولاية الخرطوم تعمل بشكل طبيعي، مشيراً لتوفّر قمح محلي سوداني من عمليات حصاد القمح الذي تم توزيعه على المطاحن العاملة في البلاد، خاصةً المطاحن التي تعمل بالدقيق المدعوم، وأقر المصدر بوجود بعض الإشكالات التي تعوق عمليات الإنتاج والتي من بينها تذبذب وانقطاع التيار الكهربائي في بعض الأحيان، بجانب عدم توافُر الغاز والجازولين الذي تعمل به بعض المخايز، وأكّد أنّ المحليات تتسلّم حصتها المُقرّرة، وقطع بأنّ أيِّ تكدُّس وصفوف حول المخابز لا علاقة لها بحصة الدقيق، مُوضِّحاً أنّ غالب المُشكلات تتعلّق بمطالبة العمالة بزيادة أجورهم في الصيف مع الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي هذه الأيام.
ورصدت مُتابعات (الصيحة)، تجدُّد صفوف الخُبز بالمخابز في مناطق مُتفرِّقة من العاصمة، فيما أكد عدد من أصحاب المخابز انسياب حصص الدقيق للمخابز دون انقطاعٍ، لكن عدداً من أصحاب المخابز، كشفوا عن عددٍ من المشاكل التي تُواجه المخابز، خَاصّةً زيادة تكلفة العَمَالة، وارتفاع مُدخلات صناعة الخبز، مُؤكِّدين أنّ الحصص مُستمرة والدقيق مُتوفِّر.
وبرّر عاملٌ بمخبز بالكلاكلة جنوبي الخرطوم، عودة الصُّفوف لارتفاع الاستهلاك، فَضْلاً عن القرار الذي صدر بعدم توزيع الخبز على المحلات التجارية التي كانت الوسيط في توزيع الخُبز ويقلل الضغط على المخابز، مُستحسناً في ذات الوقت حصر بيع الخبز على المخابز دُون المحلات، وحذّر من استغلال بعض أصحاب المخابز للأزمة بالتّلاعُب في حصص المَخابز من الدقيق ببيعها للأسواق أو تهريبها، مُؤكِّدين أن المرحلة حرجة وتتطلّب مجهودات تكثيف الرقابة، مشيراً لأهمية المُتابعة اللصيقة للمخابز والتأكُّد من استغلال كل الحصة في صناعة الخُبز.
وشكا مواطنون بمناطق مختلفة من تقليل الوزن بشكل ملحوظ، مشيرين إلى أن المواطن مجبر على الشراء لانعدام البدائل، وقالوا إن كل شكواهم ذهبت أدراج الرياح لعدم وجود جهة رقابية على المخابز، حيث تتحجج الأخيرة بعدم وجود عمالة وارتفاع تكاليف التشغيل خاصة عند انقطاع التيار الكهربائي، بالإضافة لتذبذب حصص الدقيق.