جنوب كردفان.. تحسُّس اتفاق السلام
تقرير: عبد الوهاب أزرق لازم
آمال شعب جبال النوبة معلقة على تحقيق سلام دائم يجنبهم دمار البلاد واقتتال إخوة دام أكثر من ثلاثين عاماً فيها خمس سنوات عمر اتفاق نيفاشا المشئوم الذي أنتج حرباً جديدة ما زالت مستعرة حتى الآن، لم تنفع معها كل المبادرات الحكومية والمجتمعية في إيقاف نارها.
أمس الأول وقعت حركات الكفاح المسلح مع الحكومة الانتقالية بجوبا على الأحرف الأولى على اتفاق سلام عبر مسارات دارفور، الشرق، الوسط، الشمال، والمنطقتين النيل الأزرق وجبال النوبة.
جاء التوقيع لجنوب كردفان من الحركة الشعبية جناح عقار التي لها بعض الأتباع لكنها على أرض الواقع لا تمتلك جيشاً، وسوف تواجه بتنافس من الحركة الشعبية جناح الحلو التي لها أنصار كُثر مما قد يُصعّب تنفيذ الاتفاق.
المواطن إبراهيم أحمد إبراهيم “قرنق” قال لـ”الصيحة”: هذا الاتفاق ربما وقع لدارفور ويحل جزءاً من مشاكلهم على أرض الواقع، كما يكون إيجابياً للسودان وولاية النيل الأزرق، ويساهم في استقرار المنطقة، مؤكداً أن الاتفاق لا يمس الواقع بجنوب كردفان بشيء لجهة أن من يتفاوض ليس له جيش على الأرض، وزاد: الاتفاق لا يحقق شيئاً في الولاية، وهذا رأي الشارع، وأضاف قرنق: اتفاق بدون الحلو لا يغير من الواقع، مطالباً الحكومة بالتفاوض مع الحلو، وتابع: اتفاق جوبا ليس فيه ما يؤكد الوصول لسلام، لأن هناك من هم خارج دائرته وهذا في حد ذاته منقصة تتطلب مزيداً من الجهد لبلوغ المرام حتى لا يكون الحديث دون فائدة.
ويرى مراقبون أن اتفاق جوبا أعطى الحركة الشعبية جناح عقار حكما ذاتياً، ومنصب نائب حاكم لجنوب كردفان، مبدين مقارنة أن هذه نفس قسمة نيفاشا حيث حاربت الحركة الشعبية ثلاثين عاماً وعندما تجددت الحرب في (الكتمة) كانت تشغل منصب نائب الوالي، والآن بعد تسع سنوات أيضاً منحت نائباً، وقالوا إن الاتفاق جاء وبمعيته بنود قد تكون أسوأ من بنود نيفاشا التي حوت المشورة الشعبية فُسِّرت بمعان شتى، وهذا حوى حكماً ذاتياً قد يمهد لانفصال قادم، وهذا ما لا يرضاه المواطن.
وعلى جانب آخر، نظمت حركة العدل والمساواة السودانية إقليم كردفان احتفالاً بكادقلي بالتوقيع بالأحرف الأولى على السلام بين الجبهة الثورية وحكومة الانتقالية وذلك بمقرها بحي الدرجة الثالثة بكادقلي حضره ممثل لحكومة الولاية وجمع غفير من المواطنين، ومشاركة الفرق الشعبية والرقصات التراثية. أمين حركة العدل والمساواة بجنوب كردفان ضحية إبراهيم حمدي رحب بالضيوف معبراً عن ارتياحه بتوقيع السلام الذي يجنب الولاية الحرب. فيما خاطب الاحتفال بالهاتف أمين حركة العدل والمساواة إقليم كردفان التوم حامد توتو الذي طالب بضرورة ترتيب الصفوف والتحول لحزب سياسي، واصفاً اتفاق السلام بالحقيقي، ودعا توتو بقية الأطراف الاتفاق على السلام .