تؤدي يوم بعد غدا الاحد لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو ١٩٨٩م واسترداد الأموال المنهوبة بولاية نهر النيل القسم بالأمانة العامة بالدامر وذلك بعد إعادة تشكيلها من قبل اللجنة الاتحادية. وجاء على رأس اللجنة المرأة الحديدية دكتورة آمنة أحمد المكي، والي الولاية، وهذا القرار بمثابة الهزيمة الثانية لزواحف نهر النيل من دعاة الإسلام السياسي بعد هزيمتهم الأولى في حشودهم ضد تولي المرأة أمر الولاية ومحاولتهم لتعبئة الشارع التي باءت بالفشل الذريع لأن المجتمع واعٍ ويعلم أن الإسلام كرم الإنسان ولم يعتبر المرأة مكروهة أو مُهانة كما كانت في عهد الجاهلية وساواها مع الرجل في أهلية الوجوب والأداء وأثبت لها حقها في التصرف، كحق البيع والشراء والتملك وغيره، فولاية نهر النيل ولاية مفتاحية وقائدة ورائدة ولكنها تعاني نقصا في الخدمات وقد زرتها قبل أكثر من عشر سنوات ومعروف أن مساحات كبيرة من الأراضي منحت للمستثمرين الأجانب ومطلوب من لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة مراجعة الأمر بدقة عالية والمواطنين في انتظار قرارات شجاعة من حكومة والي نهر النيل التي يقف إلى جانبها كل الشعب السوداني باستثناء الزواحف والمنتفعين من النظام البائد، والآن مواطن ولاية نهر النيل مفجر الثورة في وضع جديد مفعم بالحرية ومدنه خالية من الحراس كالحي الوجوه ولحى الدجل، المستترة بأردية الدين المزيفة وحاملي الهراوات.
كل الأمنيات أن تعود عطبرة إلى سابق عهدها قائدة للنقابات وملهمة للشعب السوداني كما خرجت ضد آلة القمع في ديسمبر ومارس وأبريل وأكتوبر وساهمت في إخراج الشعب السوداني من أطول دكتاتورية عرفها في تاريخه وعرف الشعب معنى السلمية والحرية. نظام كان يحكمه بالقهر والتعذيب وتزوير الوقائع والتاريخ وعمل على تحويل المواطن السوداني إلى السجون والحروب والحياة البائسة.
إن العمل الذي تقوم به الدكتورة آمنة المكي، والي نهر النيل، تجاه المواطن وتوفير السلع الاستراتيجية، الدقيق والوقود ورقابة المصانع والمخازن لهو عمل ممتاز ويستحق الإشادة خاصة مصادرة المواد الغذائية منتهية الصلاحية وكنس منسوبي النظام البائد من المواقع الخدمية والمجتمعية والاقتصادية وسحب التوكيلات لأن وجودهم في هذه المواقع خطر على المواطن وخطر على الثورة وهم كوادر حزبية تربت على القمع والولاء الأعمى وإخراس صوت الآخر ولا يعرفون أن الحرية هي أسمى قيم الإنسان وان الحب أعظم واجمل من الكراهية.
الآن المطلوب من والي نهر النيل محاصرة الزواحف الذين تملكهم العجز الكامل ولكنهم يحلمون بموسيقى عسكرية صادحة عبر إذاعة امدرمان أو التلفزيون القومي يعيدون بها حكمهم المقتلع بأمر الشعب، فذهابهم إلى مزابل التاريخ لا يحتاج لشئ غير قرار شجاع فقط.