وقعت الحكومة وحركات الكفاح المسلح اتفاقا للسلام بجوبا وقِّع بالحرف الأولى وسط حضور محلي وإقليمي شمل ثمانية برتكولات، وخاطب الاتفاق قضايا وأزمات السودان ووقع عن الجانب الحكومي الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس السيادي. عن جانب دولة الجنوب وقع رئيسها الفريق سلفاكير ميارديت ورؤساء الحركات المسلحة ووصف حميدتي الاتفاق بأنه ميلاد فجر جديد ووقوف في الاتجاه الصحيح. بعد تحيته للنازحين واللاجئين والنساء في مناطق الحروب. وخاطب الاحتفال كل من الرئيس عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي والدكتور عبد الله آدم حمدوك رئيس مجلس الوزراء والفريق سلفاكير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان وقادة الحركات المسلحة والوسطاء الدوليين، ومعلوم أن قضايا مناطق النزاعات تشعبت وتعقدت واحتوتها أطراف أخرى لها أجندات حتى أصبحت أحيانا تخضع للمزايدات والحركة والسكون كما حدث مع حركة الحلو التي جعلت ولاية جنوب كردفان مسرحا للأحداث وعرضة للدمار والتصدع خاصة في البنية التحتية والنسيج الاجتماعي ومواطن تلك المناطق الآن ينشد الاستقرار والبناء والتعمير ومعلوم أن بعض قضايا الهامش هي خلاصة تراكمات وتداخلات تاريخية قديمة وبعد توقيع اتفاق السلام الشامل بجوبا نأمل أن تلتزم كل الأطراف بالحل السلمي في أي نزاع وتسهل عمل المنظمات ومهامها وخاصة الإغاثية والخدمية والإنسانية منها وهذا الاتفاق يحتاج إلى تسليط المزيد من الضوء وبعد توقيع هذا الاتفاق ننتظر عودة قادة حركات الكفاح المسلح وخاصة أن بعضهم قد غاب طويلا عن الخرطوم خاصة الدكتور جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة والأمين العام للجبهة الثورية والرفاق قلق وحمزة إبراهيم وآخرون، عليه يجب على الجميع العمل من أجل السلام والاستقرار وتقديم المزيد من التنازلات لأن بلادنا الآن لا تتحمل الاستنزاف وهي قد دفعت فاتورة عالية في حروب الأطراف، وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي أدى إلى تأخر البلاد عن ركب التطور والتنمية والحضارة وفقدت آلاف الأنفس والأرواح والممتلكات ووسائل الإنتاج وتدهورت البنية التحتية للخدمات الأساسية في البلاد بالإضافة إلى النزوح واللجوء وتشويه صورة البلاد.
كل الأمنيات أن يُسكِت هذا الاتفاق صوت البندقية إلى الأبد وتذهب الدبابات إلى المتاحف ويعود المقاتلون إلى الإنتاج والأطفال إلى المدارس.