مشاهدات من عُرس جوبا .. التوقيع بالأحرف الأولى وعبور السودان
البرهان: على الحلو وعبد الواحد الانضمام لمسيرة السلام الذي نلتزم به
حميدتي: الإمارات الداعم الرئيس وجوبا بلد السلام
حمدوك: التفاوض مع الحلو وعبد الواحد مستمر وسوف يلحقان بالتوقيع
توت: جنوب السودان دولة بسيطة لكنها أنجزت ما فشلت فيه دول أخرى
عقار: الجنوب قدّم هدية للدولتين
جبريل: سلفاكير أتى بمعجزة لأنه يمتلك منظاراً ليلياً للسلام
جوبا /عوضية سليمان
وقعت أطراف التفاوض من الحكومة السودانية والحركات المسلحة بمعية الوساطة الجنوبية أمس بجوبا على ثمانية مسارات للسلام، وناب عن الحركات كل من دكتور جبريل إبراهيم حركة العدل والمساواة، ومني اركو مناوي حركة تحرير السودان، ودكتور الهادي إدريس حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي، والتحالف السوداني خميس عبد الله أبكر، وقوى تحرير السودان عبد الله يحيى، فيما مثل الحكومة السودانية نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو بحضور رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت. كما تم التوقيع مع مالك عقار رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال، عن المنطقتين جبال النوبة والنيل الأزرق.
برتوكول:
دلف إلى المنصة نائب رئيس المجلس السيادي محمد حمدان دقلو وتبعه نائب رئيس سلفاكير، رياك مشار، ومن ثم رئيس الوساطة الجنوبية ومسووؤل الملف الأمني توت قلواك، ولحق بهم رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك فيما لحق برئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، رئيس المجلس الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان.
اكتمل شمل المنصة بكبار رجالات الدولة ورجال صناعة السلام… وعند الافتتاحية عزفت الفرقة الموسيقية النشيدان الوطني السوداني والجنوبي، وكان البرتكول ينص على أن يرفع حميدتي تحية التمام العسكري فيما وضع كل من توت وسلفاكير أيديهما على صدريهما واكتفى حمدوك والبرهان بالوقوف العسكري المستقيم على شكل انتباه تحية للسلام.
الحروب لا تقوم من فراغ:
الفريق أول محمد حمدان دقلو قال: طوال الحروب لم يكسب أحد إن توقيع السلام يمثل ميلاداً جديداً لبلادنا ولابد من أن نتخطى مرحلة الفشل ونعترف بالأخطاء من أجل الاستمرار فى السلام.. وقال: شركاؤنا في السلام، نؤكد لكم أننا نسير الكتف بالكتف من أجل أن نصل إلى سلام شامل بانضمام حركة الحلو وعبد الواحد. وقال: لابد من أن نعبر من الفقر والحرب. وقال أيضاً: نحن عاجزون عن الشكر لحكومة الجنوب وخص توت قلواك، مشيراً لدور إدريس دبي في إنجاح التفاوض بجانب دولة الإمارات العربية التي دعمت الجنوب ليكون حاضناً للحوار السوداني، وقال: هذا يجعلنا أن نكون مطمئنين، كما حيا دور وجهود المملكة السعودية في استقبالها لمؤتمر أصدقاء السودان، ومصر ولجنوب السودان عبر رئيسها سلفاكير وشعبه المضياف.
لحظة تاريخية:
وقال رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك بأن هذه اللحظة تعتبر لحظة تاريخية في مستقبل السودان، وقال إن استقرار السودان من استقرار دولة جنوب السودان، وإن الاستقرار بين البلدين يشكل قوة اقتصادية كبيرة. مشيراً إلى أن الاتفاق الذي تحقق يقود لمصالحة جميع المواطنين، وأشاد حمدوك بور جوبا حيث قال: جوبا خلقت جواً مميزاً من أجل السودان والسلام، وإن السلام، يعبر بنا جميعاً نحو مستقبل آمن، مشيراً إلى أن الاستقرار في البلدين يعني حل المشكلة كاملة.
ملامح احتفالية:
عند مشاركة الحاضرين في الوصلة الاحتفائية، بدأ الكل يحتفل بطريقته، أرسل حمدوك رسائل هتافية بقوله: (مدنية) فيما أمسك البرهان كفه لـ(التبشير) والاحتفاء، فيما شبّك رئيس وفد التفاوض الحكومي الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي يديه كشعار الوحدة والسلام. أما توت رئيس الوساطة الجنوبية فهو أيضاً قد احتفل مع الكل بالتبشير، ولكن الفريق سلفاكير ظل يتابع بالأنظار ما يدور في المنصة من رقص وفرح ومرح وتفاؤل فرحاً بالتوقيع بالأحرف الأولى على السلام في دولة جنوب السودان.
منظار سلفا:
الدكتور جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة قال: إننا وصلنا إلى سلام تاريخي شامل يحل جذور المشكلة وإنهاء الحرب إلى الأبد إن شاء الله، وإن سلفاكير أتى بمعجزة وأنجز ما عجز الكثيرون عن تحقيقه، وكان يعتبر ذلك من المستحيلات، وقال إن الكثيرين ظنوا أن تحقيق السلام في السودان “قفزة في الظلام” لكنه أثبت لهم عكس ذلك لأنه يمتلك مناظير ليلية خاصة، لذلك يعتبر رجل المهمات الصعبة. وأشار إلى وقوف ودعم رئيس دولة تشاد إدريس ديبي ودولة الإمارات العربية وما بذلته من دعم لتحقيق السلام. وقال إنهم كانوا عوناً لنا في المحطات الصعبة لدعم السلام، وإن مجلس السيادة بذل كل جهده من أجل الوصول إلى هذه اللحظة، حيث جعلوا السلام من أولوياتهم، وزاد: هذا يعتبر ثمار الحكومة الانتقالية وأن حضورهم لحفل توقيع السلام يؤكد حرصهم على عملية السلام، وأن العملية السلمية في جوبا هي التي دعمت السلام وكان لهم القدح المعلى، بانتهاء فترة الحرب.
حدث تاريخي:
مالك عقار رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال ومسؤول ملف المنطقتين النيل الأزرق وجبال النوبة، أعلن نهاية الحرب والعمل بالفريق الواحد من أجل السلام كما أعلن جاهزيته للذهاب للخرطوم في أي وقت. وقال إن الجنوب قدم أجمل هدية للشعب السوداني، وقال: نجتهد جميعًا جيشاً ودعماً سريعاً وحركات، من أجل المحافظة على الوطن وإن السودان يجب المحافظة عليه من أجل العيش وإن السلام أولوبة لكل النازحين والمواطنين، وقال إن السودانيين خرجوا من أجل قضية السلام، وإن هذا الاتفاق يعتبر من الفرص النادرة التي وجدها السودان وإن المجتمع الدولي والمانحين قاموا بدعم السلام من أجل الاستقرار في السودان. مؤكداً بقوله: لن ننسى الشهداء في المنطقتين، لذا يجب دعم وحدة السودان.
المملكة تبارك :
سفير المملكة العربية السعودية كان حضوراً وقال في كلمته: إن المملكة العربية السعودية تبارك هذه الخطوة وتبارك إنجاز السلام وإن إعلان الرياض الذي أعلن لأصدقاء السودان، كان بمثابة رسالة سياسية من المجتمع الدولي وكانت رسالة محبة لأخواننا المتفاوضين. وهنيئاً لنا وللجميع، وأن المملكة العربية السعودية ستظل عوناً ودعماً للسودان والسلام.
شعب واحد في دولتين:
توت قلواك الوسيط النشط أكد أن منبر جوبا سيظل سنداً لقضية السلام، وقال: اليوم المكان مكاننا والحديث حديثنا، ونحن الحمد لله أنجزنا ما عاهدنا عليه الشعب السوداني، فقط تبقت الحركة الشعبية برئاسة عبد العزيز الحلو وحركة عبد الواحد النور، ليطمئن الشعب السوداني بأن السلام قادم من الجنوب، وأن سلام السودان وسلام جنوب السودان مربوطان ببعضهما، شعب واحد وحكومة واحدة. وقال توت: هنالك أقاويل أن جنوب السودان بلد “تعبان” ولا يقدر على إكمال قضية السلام في السودان، لكن نحن أتينا بالسلام وجعلناه واقعاً وقد قبلنا التحدي في البداية عندما عُرض علينا.
لذلك اليوم السلام سلامنا، والإنجاز إنجازنا، والقضية قضيتنا، حيث كانت كل القيادة السياسية في جنوب السودان مجتهدة من أجل قضية السلام في السودان، واليوم الفريق سلفاكير هو رجل السلام الأول، لأنه أتى بالسلام وحل قضية دارفور.
وقال قلواك إن التعايشي وكباشي “شركاء السلام” فقد سهرا وتعبا وبذلا جهداً كبيراً مع كل الحركات محيياً بلاده بقوله: جنوب السودان البسيط استطاع الوصول للسلام الذي فشلت فيه دول أخرى لإيمانه بالسلام أولاً وأخيراً ولأننا شعب واحد في دولتين.