*/ اتفاق جوبا شامل، خاطب قضايا الحروب و الهامش السوداني
*/ الاتفاقية وضعت حداً لأي اختلافات أو تمييز بين مكونات الشعب السوداني
الكل اليوم هناك مبتهج بقطف ثمار ماراثون المفاوضات الذي انطلق بجوبا لأكثر من تسعة أشهر، تخللتها الكثير من المطبات والمواقف الحرجة، بتوقيع الاتفاق الذي يشهده العالم أجمع ومحيطنا الاقليمي والمحلي ليضع بذلك نهاية لحرب لعينة أكلت أخضر ويابس السودان منذ إنطلاقها وجرفت الكثير من صور حياتنا وملامح بوادينا بينما يطمح الموقعون على الإتفاق العودة السريعة لخارطة النماء والاستقرار والسلام.وتعتبر الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال من الفصائل الهامة فى العملية السياسية السودانية والقوى السياسية، لها بصماتها الواضحة فى الحياة السياسية والسودان الجديد الذى ظلت تبشر به لأكثر من ثلاثة عقود من الزمان إلى أن توج باتفاق السلام المزمع توقيعه اليوم بجوبا ..
الأستاذ أحمد عبدالله سعيد تاتير، عرفته منابر الجامعات مدافعاً عن مبادئه التى يؤمن بها ومعرفته الكاملة ببواطن وأضابير شئون الحركة، فهو مقاتلا فى ميادين الحروب والمناطق المحررة وأحد أبرز المؤسسين للحركة الشعبية قطاع دارفور وهو عضو مجلسها القيادى وعضو وفدها المفاوض بجوبا وخبير فى التفاوض والجوديات.. استنطقته (الصيحة) وهو يعيش هذه الأجواء عن روح الاتفاق وكيفية معالجته للقضايا والملفات الصعبة وإمكانية تنزيله لأرض الواقع، وعن الترتيبات لهذا اليوم المشهود وما موقف ودور الممانعين والمقاطعين الذين لم يشملهم الاتفاق؟ وغيره الكثير من الإفادات عبر هذا الحوار:-
حوار/ الغالي شقيفات
*/ اليوم سوف يتم توقيع اتفاق السلام بينكم والحكومة كيف تنظر إلى هذا الاتفاق؟
اولاً نبارك للشعب السوداني بشكل عام وشعوب مناطق النزاعات في أطراف الوطن هذه الخطوة المهمه في مسيرة مواصلة تحقيق مطلوبات الثورة وشعاراتها .. صناعة السلام هي خطوة مهمه وهي واحدة من الركائز الأساسية لإكمال أهداف الثورة حتى نضمن التغيير الذي نناضل من أجله، لذا بالتأكيد فإن نظرتنا له نظرة عميقة ونسعى عبر هذا السلام لاستقرار السودان كله.
*/ كيف جرى التحضير لهذا اليوم؟
هذا الدور هو من ضمن الأدوار الكبيرة والمشهودة الذي بذل وما زال يبذله الرفاق في دولة جنوب السودان من أجل إخراج هذه اليوم التاريخي بالشكل الذي يعكس أهميته . وأرى إنها خطوات جبارة وكبيرة تستحق الثناء، والشكر للوساطة ولكل شركاء السلام.
*/ إلى أى مدى يمكن أن يكون هذا السلام نهائيا؟
هذا السؤال مهم، ونستطيع أن نقول إن نهاية إيقاف الحرب، وصناعة السلام المستدام تحتاج منا جميعاً لارادة وطنية صادقة لتنفيذ ما جاء في الاتفاق، من كل القوى السياسية حكومة وحركات، الموقعة على السلام حتى نضمن عدم تكرار الأسباب التى أدت إلى حمل السلاح، ويكون تلقائياً هو السلام الحقيقي الذي أنهى الحروب وخاطب القضايا المسببة للحروب في الهامش السوداني إلى الأبد.
*/ هل خاطبت الملفات التى تم الاتفاق عليها متطلبات مواطني مناطق النزاعات؟
بالتأكيد هذه الاتفاق يختلف كلياً عن كل الاتفاقيات التى وقعت من قبل، في مسيرة البحث عن السلام، بمبرر واحد هو اننا كاطراف كنا نجلس في منصة التفاوض ونحن شركاء في التغيير ومع حكومة تمثل حكومة الثورة تحكمها وثيقة ثورية قد تراضى عليها جموع الشعب السوداني. وما كنا لنتفق عليها نحن الطرفين قبل الدخول لقاعة التفاوض، و هو البحث عن قضايا أزمة المشكل السوداني بشكل عام لكل السودان، ومخاطبة خصوصيات قضايا المناطق المتأثرة بالحرب ومعالجة كل مآلاته وكيفية إيجاد الحلول الجزرية والمستدامة لكل المظالم والمرارات التاريخية التي يعيشها المواطن جراء الحروب في كل المناطق المتأثرة بالحرب. لذلك سوف يجد كل مواطن سوداني حقوقه الأساسية التي حرمته من أن يكون مواطن سوداني له حقوق وواجبات يمارسها بشكل طبيعي وآمن دون النظر لأي اختلافات أو تمييز فيما بين مكونات الشعب السوداني.
*/ هنالك حركات خارج دائرة الاتفاق ماهو مصيرها؟
هذه الحركات لها دورها التاريخي النضالي في مسيرة الثورة السودانية لذلك هنالك ضرورة واهمية قصوى في وجودهم في عملية السلام. لكن عدم وجودهم لا ينتقص من دور الحركات التي سوف تكون طرفاً في هذا الاتفاق، بكل تأكيد سوف يكون مصيرها هو مصير نفس الخطوة التى اقدمنا عليها ونسعى جاهدين الدخول في عملية الحوار مع حكومة الثورة حتى نتمكن جميعاً من إيقاف معاناة شعبنا ونواصل النضال بوسائل مدنية حتى يفضي الى مبتغاه وهو تحقيق التغيير الشامل ونؤسس من بعد لدولة تسعنا جميعاً.
*/ هل بينكم اتصالات وكيف تظرون لموقفهم الرافض لاتفاق السلام ؟
نحترم وجهة نظرهم، ونظرتنا ودعوتنا لهم أن لا ينظروا لخطوة السلام بأنها خصماً من الأهداف المشتركة والتي من أجلها رفعنا السلاح. فلتكن هذه الخطوة و الانجاز حافزاً لهم ومدخلاً لتكملة ما فشلنا عنه من القضايا حتى تكتمل الصورة الكلية لمطلوبات أهداف ومبادي نضال شعبنا المستمر. ونقول لهم بنا وبكم سوف تكتمل الصورة إذا نظرنا للمشهد بشكل مشترك واننا شركاء في الأرض وحتى إذا اختلفنا في بعض الأوقات والمحطات في مسيرة النضال.
*/ كيف تقرأ موقف الحلو الرافض للمفاوضات؟
الرفيق الحلو يجمعنا معه مشروع السودان الجديد ومسيرة نضال طويل رغم تحويل حركته الى حركه مناطقيه تضع روية السودان في محك بموقفه من السلام ويغامر بمصير الضحايا ويجب أن يعود الى المنبر اشفاقا على الوضع الذي يعيشه المواطن هناك والحركة الشعبية قادت معارك كبيرة سياسية وعسكرية وكانت حاضرة في عملية البحث عن السودان الجديد عبر منابر تفاوضية مشهود لها تاريخياً دون أن يكون خصما على مبادئها ومشروعها الذي نؤمن به ولم تكن قضايا الشعوب التي يجب النضال حولها او الاتفاق عليها من كل أطياف الشعب السوداني عقبة في كيفية ايقاف الحرب وتحقيق قضايا المواطن البسيط الذي حرمته بسبب الحرب لذا نقول للحلو المعركة والنضال مازال مستمرا ويجب أن لا نحرم شعبنا الذي يعاني من ويلات الحرب بقضايا لا تهم المناطق الخاصة بالحرب دعوتنا لهم بمواصلة الحوار الجاد والمسؤول بشكل عاجل من أجل إيجاد سلام الذي يضمن ويعالج مسببات الحرب وانهاء معاناتهم.