إسماعيل حسن يكتب: في ظل الاحترافية نمارس العصبية
ـ الأخ الحبيب صلاح سمعريت ناشط مريخي في الأسافير .. ومؤسس قروب “المريخ لؤلؤة أفريقيا” بالواتساب، الذي يضم في عضويته كوكبة من كبار مشجعي وأقطاب وإعلاميي وقدامى لاعبي المريخ.. وله الكثير من المقالات الموضوعية التي تستحق أن نفرد لها مساحات في أعمدتنا لتعم فائدتها.. وقد أعجبني مقاله الأخير بعنوان “في ظل العصبية نمارس العصبية” وكان لابد أن أفسح له المجال في زاوية اليوم.. وهذا نصه:
ـ الحقيقة المرة أن الأجواء الرياضية في السودان هذه الأيام أصبحت ملبدة بالغيوم.. وطاردة… خاصة أجواء نادي المريخ الذي تجتاح السيول والأعاصير كل أركانه.. وتكاد تقضي على الأخضر واليابس في دياره..
ـ لفتت انتباهي الأخبار المتداولة التي روجت لها بعض الأسافير بأن الكابتن محمد موسى في طريقه إلى التعاقد مع فريق شباب الهلال لرئاسة جهازه الفني.. وبعيداً عن مدى صحة هذه الأخبار أو عدم صحتها.. فقد تباينت التعليقات حولها..
ـ منهم من نفى الخبر جملة وتفصيلاً.. ومنهم من أقسم باستحالة ذلك مبرراً بأن لاعب المريخ الكابتن المهندس محمد موسى لم ولن يفعل ذلك..
ـ هنا يأتي السؤال.. من أي الأبواب أتى الاستغراب والاستنكار.. هل من باب التعصب والتحزب، أم أن هنالك أبواباً أخرى يجب علينا فتحها كأبواب العقلانية في ظل الاحترافية؟؟!!
ـ إلى متى الاحتكار للنجوم والنظر إليهم بنظرات الإجحاف في ظل ظروف معيشية صعبة ومعقدة؟؟!!
ـ يا ليتنا نرتقي بالمفاهيم ولا نظلم من خدم المريخ من نجوم سابقين، ويا ليتنا ننظر إليهم بعين الاعتبار ونمنحهم حقوقهم كاملة كما أعطونا طيلة وجودهم في المريخ..
ـ عن نفسي أسأل أين الاحترافية ونحن نلاحقهم ونحاسبهم ونمنعهم من تدريب الند إذا أتيحت لهم فرصة تدريب أشباله أو الفريق الأول؟؟!
ـ والسؤال الآخر.. لدينا الآن عشرات الكباتن، لعبوا وتألقوا في المريخ، ودخلوا مجال التدريب، ونجحوا فيه..
فهل هم ملزمون بتدريب المريخ فقط؟؟!!
ـ لماذا هذه النظرة المجحفة في حقهم؟!
ـ أقول بكل أمانة: إن لم نترك هذه العصبية والأفق الضيق، سيستمر الظلم والهمجية عبر الأجيال..
ـ ألا نشاهد نجوم العالم بعد اعتزالهم الركض، يعملون في المتاح لهم من فرص تدريب حتى لو كانت مع الفرق الند، ويسعون لهزيمة فرقهم السابقة احتراماً للعقود، وبعيداً عن التعصب؟؟!!
ـ للأسف نحن نقسو عليهم عندما يدربون فرقاً أخرى.. وبمجرد فوزهم علينا تقوم الأسافير عليهم، وتصفهم بأبشع العبارات، بدل الإشادة بهم وهم ينزلون أدب الـ (fair play)، على أرض الواقع ويطبقونه بحذافيره.
ـ للأسف ظللنا نتعامل معهم بغلظة، بحجة أنهم أبناء النادي.. خاصة عندما يتم استدعاؤهم للعمل في الجهاز الفني لفريقنا في ظروف استثنائية قاسية ومعقدة.. بسبب خلاف مع مدرب أجنبي أو عندما تكون ظروف الفريق المالية صعبة ومتعثرة.. فللأسف عندما يأتي وقت المطالبة بحقوقهم، نمن عليهم بأن النادي له الفضل في ظهورهم وشهرتهم.. وأكثرهم يتم استدعاؤهم وهم متعاقدون مع فرق أخرى منافسة لهم.. ويكون أول المطلوبات فسخ عقدهم مع النادي المنافس، فيفعلون، ومع ذلك يعانون في مطالباتهم بعد ذلك بحقوقهم المالية مع المريخ ..
ـ بصراحة تفكير فطير وعقيم ومرير!!
ـ رحمة بنجومنا أتركوهم يبنون مستقبل أبنائهم بعدما بذلوا الجهد، وأفنوا زهرة شبابهم في خدمة المريخ..
ـ ختاماً هي مناشدة للابتعاد عن التعصب الأعمى المضر، الذي لم نجن منه إلا الفشل والإحباط بسبب أننا ننظر لأنفسنا غير مبالين بضرر الآخرين.. وليعلم الجميع أن التدريب مهنة يمارسها المدرب مع أي فريق، إذا لم تتح له الفرصة مع فريقه..
ـ الكرة أصبحت صناعة واحترافاً.. فيا مارسوها
صاح، أو اتركوها..
ـ وكفى.