جنوب دارفور.. الإعلام في مواجهة خطاب الكراهية
تقرير: حسن حامد
ظل خطاب الكراهية والأخبار المضللة والكاذبة تشكلان تحدياً كبيرا وتهديداً للمجتمعات وحتى على أهل الصحافة والإعلام في ظل التطور التكنولجي والفضاء الرقمي المفتوح الذي أصبح بموجبه المواطن العادي المتلقي للرسالة أن يكون هو المرسل وغابت على إثره عناصر الاتصال المعروفة التي تدرس في كليات الإعلام، فتنامى خطاب الكراهية واتسعت دائرة الأخبار المضللة والكاذبة والمزيفة والتي سيكون لها المردود السلبي على المجتمع وتظل العقبة التي تهدد الديمقراطية.
ولعل الورش التدريبية للصحفيين والإعلاميين بالولاية التي أقامتها وزارة الإعلام ومنظمة اليونسكو مكتب الخرطوم بالإضافة لشبكة الصحفيين السودانيين والمركز السوداني للتربية الإعلامية والمعلوماتية والسفارة البريطانية بالخرطوم على مدى أربعة أيام بنيالا لحوالي خمسين دارساً حول مكافحة التطرف وخطاب الكراهية بالإضافة لمكافحة الأخبار المضللة والكاذبة والمزيفة في إطار مشروع مراجعة سياسات قوانين قطاع الإعلام بالسودان، أتت في وقتها نظراً لتنامي ظاهرة خطاب الكراهية وعودة الاحتراب القبلي بهذه الولاية، فالفضاء الإعلامي الذي أصبح مفتوحا بات يشكل تحدياً للسلطة الرابعة لكي تعيد ثقتها في المواطن الذي أصبح يقوم بهذا الدور من خلال نشره للأخبار التي يغلب على طابعها التضليل والكراهية وكان ذلك حاضرا فى موجة الاقتتال القبلي الذي شهدته عدد من مناطق جنوب دارفور وحتى بعض المثقفين كانت لهم مساهمات سالبة في تأجيج الصراع.
وخلال مخاطبته ختام الورشتين قال والي جنوب دارفور موسى مهدى اسحق إن المنظمين للورشة وفقوا في اختيار هذه المواضيع لتدريب الصحفيين عليها في ولايته التي تعاظمت فيها لغة الكراهية وظهرت الإثنية والقبلية بصورة مخيفة آملاً أن ينزل المشاركون فى الورشة ما تلقوه على أرض الواقع حتى يتسامى الجميع على الكراهية والجهوية والعنف اللفظي وأضاف أن الصحافة لها رسالة سامية وهي الموجه للرأي العام والرقيب على السلطة التنفيذية وتلعب دورا كبيراً في توجيه الرأي العام ليكون هنالك مجتمع معافى.
وأكد موسى اهتمام حكومته بأمر الإعلام والتدريب وتسخير الإمكانات التي تمكن من أداء الرسالة الإعلامية التي تسهم في إعلاء قيم التسامح وبناء النسيج الاجتماعي بين المكونات السكانية.
فيما أعرب ممثل شبكة الصحفيين السودانيين عادل إبراهيم كلر عن سعادتهم بانطلاقة المشروع التدريبي لمراجعة سياسات وقوانين الإعلام من ولاية جنوب دارفور في مستهل العمل الاعلامي الجاد لتأسيس إعلام مستقل يسهم في النهوض بالعمل الإعلامي في ظل ثورة ديسمبر وحراسة مكتسباتها، وقال إن عنوان التنمية البشرية الأسمى هو بناء قدرات الفرد، وزاد (ليست هناك ممارسة ديمقراطية تقوم دون إعلام حر وهادف ومستقل ومهني).
مستشار اليونسكو مكتب الخرطوم سارة ضيف الله قالت إن اختيار شبكة الصحفيين في هذا المشروع باعتبارها الجهة التي تعلم بما يريده الصحفيون خاصة بعد قيام الثورة، مشيرة إلى أن اليونسكو واحدة من موجهاتها في الفترة الانتقالية الاهتمام بالإعلام وترقيته، لذلك كان تدريب المدربين في يوليو الماضي لـ(٢٥) صحفياً بالخرطوم ليتولوا مهمة التدريب بدلاً من الاستعانة كل مرة بمدربين من الخارج.
فيما قال ممثل المركز السوداني للتربية الإعلامية والمعلوماتية محمد المختار، إن مشروع مراجعة سياسات قوانين قطاع الإعلام بالسودان إذا وجد التطبيق على الأرض سيحدث نقلة كبيرة، منادياً والي جنوب دارفور بالاهتمام بهذا المشروع. وأضاف أن هناك كما هائلاً من المعلومات الكاذبة والمضللة التي أصبحت تهدد المجتمعات والديمقراطية وتسببت في وقوع كوارث كبيرة حول العالم، وأضاف إن جنوب دارفور من الولايات المهمة التي تحتاج لعمل كبير في مجال خطاب الكراهية والتطرف والعنف، وكذلك الأخبار الكاذبة، فهذه الدورة أحسب أنها جاءت متوافقة مع احتياجات هذه الولاية. وتابع السيد الوالي: (الذراع الوحيد لهذه الولاية هو الإعلام فلابد من الاهتمام بالصحفيين بالتدريب المستمر حتى ينعكس ايجاباً على الحياة العامة والسلم الاجتماعي).
وقال مختار إنهم في المركز عازمون على فتح أفرع للمركز بالولايات آملاً أن تكون جنوب دارفور نواة لهذه الخطوة.
وقالت ممثل الدارسين الإذاعية تقوى أحمد بيضة إن الورشة جاءت في ظروف قبلية مستعصية تمر بها البلاد وكأنها رد عملي لنبذ القبلية مطالبة بمزيد من الورش التدريبية بالداخل والخارج للإعلاميين والصحفيين بالولاية.