المرأة المُعنفة هي الأكثر عُرضةً للأمراض العقلية والنفسية
الخرطوم- الصيحة
ناقش المُنتدى الثقافي الاجتماعي الشهري لجامعة الجزيرة، قضية العُنف الأسري وأثره على المُجتمع.
وحذّر د. أبو عبيدة محمد عثمان اختصاصي علم النفس من الآثار الكارثية للعُنف الأسري على المرأة والطفل والمُجتمع بأسره، لافتاً لتعرُّض المرأة لعنف وصفه بالمُمنهج والمدروس، مبيناً أن مفهوم العنف: (سلوكٌ مُمارسٌ ضد المرأة، مدفوعٌ بالعصبية القائمة على النوع)، ويتخذ أشكالاً مُختلفة، من بينها الجسدي واللفظي والنفسي والجنسي والقانوني والتعليمي والاجتماعي والروحي، بجانب الإساءة الثقافية والمُعاناة في الحصول على العمل والإهمال وختان الإناث وزواج القُصّر والتحرُّش والاغتصاب، واعتبر عثمان العنف ظاهرة واضحة في المُجتمع السوداني وعدّه مؤشراً خطيراً على تغيير السلوك الإنساني ما يتطلب دراسات علمية مُتعمِّقة، مشيراً لانتشار ظاهرة اغتصاب الفتيات القُصّر، وأكد صعوبة حصر الآثار المُترتِّبة على العنف ضد المرأة نظراً لتعدُّد مظاهره وكثرتها، موضحاً أنّ المرأة المُعنفة هي الأكثر عُرضة للأمراض العقلية والنفسية والإصابة باضطرابات ما بعد الصدمة الذي قد تؤدي لنوبات قوية تتبعها حالات عصبية تنعكس على سلوكها تجاه الأطفال والأدوات المنزلية، فضلاً عن الانكفاء على النفس الذي يقود في النهاية إلى قرار إنهاء الحياة، ولفت إلى تأثُّر الأطفال بالعُنف الواقع على المرأة من عدّة جوانب وذلك من حَيث التنشئة والصّحة النفسية واكتساب صفات العدوانية وضعف الأداء الأكاديمي وتدني المُؤشِّرات النفسية السليمة، بجانب الانحراف والتفكك الأسري وظهور السلوكيات العنيفة وغير الاجتماعية واضطرابات التعليم.
من جانبها، أرجعت الأستاذة صفية آدم مسؤولة الرعاية الاجتماعية بالولاية، الأسباب المؤدية للعنف داخل الأسرة لعوامل نفسية وأفكار ومفاهيم خاطئة تستدعي التصحيح منعاً لاستمرار العنف، هذا بجانب الفقر وتعاطي المُخدّرات والكحول، وعنف من قِبل الدولة يتمثل في شكل القوانين والتمييز وفرص العمل، يُضاف إلى ذلك الحروب التي تُعرِّض المرأة للاغتصاب والتحرش والنزوح، وتناولت، جُملةً من الآثار المُترتِّبة على العنف، وفي مُقدِّمتها التشوهات النفسية والجسدية التي تحد من دور الأم كأساس في تنشئة المجتمع والأسرة، إضافةً للتفكك الأسري والطلاق وهروب الزوج ومشاكل التّشرُّد التي تُعرِّض الأطفال في وضعية الشارع للاغتصاب وتعاطي المُخدّرات والإتجار فيها، عَلاوةً على مشاكل الطلاق التي يترتّب عليها فقد مُكوِّنٍ أساسي من مكونات التنمية وإنشاء المجتمع السليم، وقالت إنّ العنف تَتَرتّب عليه آثار تتمثل في انتشار الجريمة وضعف فرص تعليم البنات والتفكك الأسري الناجم عن بتر وتشويه الأعضاء التناسلية للمرأة، بجانب أطفال الشوارع كأخطر الآثار الاجتماعية، مؤكدة إمكانية تخطي المشكلة برفع الوعي المُجتمعي والمفاهيم الخاطئة حول وضع المرأة والبنت في الأسرة والاهتمام بتعليم البنات ورفع وعيهن وإحياء مراكز الإرشاد والتوجيه الأسري وحل المشاكل الاقتصادية بإيجاد فُرص عمل.
وكان المُنتدى الذي أُقيم بالقاعة الدولية بمجمع الرازي في ود مدني قد شهد مُشاركة واسعة من مختلف قطاعات المُجتمع وتخلّلته فقراتٌ مُوسيقيةٌ ومعرضٌ مُصاحبٌ.