الفرّان الياس عطا المنان لـ(الصيحة)
التقته- عفراء الغالي
الفَرّان أو الخَبّاز، هو العامل الذي يُواجه حَرارة النار ولهيبها، مُقابل أن يصنع الخُبز للمُواطنين بالرغم من قِلّة أجره، هذه المهنة التي تُعتبر من المهن الشّاقّة والمُرهقة وتحتاج إلى صبرٍ وتَحمُّل الشدائد وقيام العامل مُبكِّراً للذهاب إلى مكان عمله، بالإضافة إلى اليقظة التّامّة، لأنّ عدم الانتباه يتسبّب في خسائر أو حريقٍ، خاصّةً الأفران التي تعمل بالغاز.. في هذا المساحة التقت (الصيحة) بالفرّان الياس عطا المنان الذي يعمل بمخبز حلفايا الملوك وخرجنا منه بالإفادات الآتية:-
*بدايةً حدِّثنا عن مهنتك؟
بدأت العمل كفرّان منذ سنواتٍ طويلةٍ في عددٍ من المخابز، وحالياً أعمل بمخبز الحلفايا اللا سلكي.. وكشف عطا المنان أنّ العمل بالمخبز يحتاج إلى صبرٍ وهو عملٌ شاقٌ ومُتعبٌ.. وأضاف: العمل بالمخبز في كل الفصول يكون حاراً سواء كان صيفاً أو شتاءً أو خريفاً.. وأشار إلى أنّه سعيدٌ جداً بهذه المهنة لأنّها تعتبر مصدر رزقه.
*متى تبدأ مواعيد العمل؟
دائماً العمل بالأفران يبدأ قبل صلاة الفجر وينتهي بعد صلاة الظهر أو بعد انتهاء حِصّة الخُبز المُقرّرة لأي فرن، وقال إنّ الحِصّة تتراوح ما بين عشرة إلى أحد عشر جوالاً، لافتاً إلى أن هذه الأيام يُوجد عَجزٌ في توفير الحِصّة الكافية، رغم أنّ الحال الآن أفضل من أيّام الحظر، والصُّفُوف شبه قلّت وتوفّر العيش بصورة أفضل، وأتمنى زيادة الحِصّة لزيادة الإنتاج لتغطية حوجة المُواطنين.
*كم عدد العُمّال بالمخبز؟
أيِّ مخبز يختلف عدد عُمّاله عن الآخر، ومعظم العُمّال الآن في إجازة وأغلبهم مُقيمون بالولايات نسبةً للحظر، وآخرون يعملون بالزراعه، وعادةً الفرن يعمل بخمسة عُمّال يتم تقسيمهم لعدة مهامٍ، على سبيل المثال، منهم مَن يعمل في العجن والتقطيع وإدخاله الفرن، وآخر في عملية بيع الخبز، ويتم العمل بنظام الوردية التي تكون يوماً بعد يوم بالنسبة للعامل بـواقع (700) جنيه.
*هل هناك جهة رقابية تشرف على سير العمل؟
نَعم هُناك جهة وهي تتمثل في لجان المُقاومة وهم يقومون بزيارتنا يومياً لقياس وزن الرغيفة والتي يتراوح ما بين (70 – 80) جراماً والإشراف على العمل بصورة عامة.
*كيف يتم التعامُل مع جدول قُطُوعات الكهرباء؟
يتم علاجها بتشغيل المُولِّد الذي خُصِّص له حصة من الجاز من أجل تسيير العمل وأي فرن يوجد به مولد للحالات الطارئة.
*من المواقف التي مرّت بك بالفرن؟
أحد المواقف التي ظلّت عَالقة بالذاكرة في أيام “كورونا” وأزمة العيش والصُّفوف الطويلة والباكرة، كانت هُناك فتاة في مُقتبل العمر تقف بجوار المُولِّد الذي كان يعمل في تلك اللحظة بسبب انقطاع التيار الكهربائي وأثناء وقوفها في الصف، سقط طرف ثوبها وجذبه سير المُولِّد، الأمر الذي أدّى إلى سُقُوطها والتفّ الثوب حول رقبتها، مِمّا أسقطها أرضاً وهذا سبّب هلعاً وخوفاً للحضور وأدّى إلى فرار الصفوف وتم إسعافها إلى المركز الصحي الذي يقع بالقرب من الفرن للاطمئنان على حالتها الصحية، ومن ثَمّ واصل الفرن العمل ورجعت الصفوف مَرّةً أُخرى.