(الصيحة) تتلمّس القضية ميدانياً .. إرجاع الماشية.. أسباب غامضة “3-3”
تحذيرات من توقّف تام لصادر الماشية
مُصدّرون يناشدون مجلس الوزراء للتدخل
بيطريون يدعون لمراجعة نسب المناعة والتحصين
كسلا- القضارف: جمعة عبد الله
تواصل “الصيحة” التقصي حول معوقات صادر الثروة الحيوانية، خاصة بولايات الشرق بحسبانها أبرز ولايات الصادر، علاوة على أنها تحتضن الموانئ الرئيسية للصادر كما تحتضن المحاجر النهائية كما في بورتسودان وكسلا التي يعتبر محجرها نهائياً لصادرات الثروة الحيوانية لمصر ودول الخليج، ومحجر وسيط للصادر نحو السعودية.
وبحسب المصدرين والمسؤولين، تعتبر معوقات المحاجر من الأسباب الرئيسية التي عرقلت انسياب الصادر مؤخراً، وهنا سنجيب علي سؤال، ما هي عقبات صادر الماشية؟ ومن يعرقله؟!!
رسوم عالية
وحذر علي عوض الباري، وكيل أعمال علي ترب، من توقف صادر الماشية كلياً خلال شهرين حال عدم معالجة المعوقات، وكشف عن تراجع نسب التصدير بما يفوق 90% من المعدلات المعتادة.
وكشف علي، عن معاناة المصدرين من كثرة وتعدد الرسوم والجبايات الحكومية.
مشيرًا إلى أن المصدرين مواجهون بسداد 10 جنيهات رسوم ديباجة، 13.5 جنيه رسوم تحقين وتفتيش، 8 جنيهات للزكاة، 5 جنيهات للبروسيلا، جنيه ونصف رسوم ضريبة، 8 جنيهات رسوم ثروة حيوانية، 4 جنيهات رسوم محجر بيطري، 15 جنيها رسوم محلية، 120 جنيهاً رسوم ترحيل، 7 جنيهات رسوم منفستو، 7 جنيهات قيمة مضافة.
إضافة إلى رسوم الموانئ التي تبلغ 80 جنيهاً، كما يكلف شحن الماشية بالباخرة 5 دولارات للرأس الواحد.
ويبلغ إجمالي الرسوم المفروضة على صادر الماشية نحو 300 جنيه لكل رأس، وبافتراض شحنة صادر مكونة من 10 ألف رأس يسدد عليها المصدر 3 ملايين جنيه رسوم فقط، غير تكلفة الأعلاف والماء لمدة قد تصل إلى شهر بالمحاجر ودون تكلفة ترحيلها إلى سواكن وأجرة العمال التي تبلغ 2 ألف جنيه للعامل يومياً، كما توجد تكلفة الشحن 5 دولارات للرأس الواحد، وبعد التصدير وانزال الشحنة يسدد 10% من حصيلة الصادر للبنك المركزي، أما في حالة إرجاع الشحنات فيتحمل المصدر لوحده كل هذه المنصرفات، مضافاً إليها تكلفة رجوع الباخرة 5 دولارات للرأس، كما يتحمل إعادة الإجراءات بنفس التفاصيل أعلاه ويدفعها للمرة الثانية.
توقف الصادر في كسلا
في الدخول في عقبات الصادر بكسلا، لا بد من الإشارة إلى حديث مصدري الولاية بوجود “113” ألف رأس من الماشية بمحجر كسلا، في انتظار التصدير الذي لم يكتمل لنحو شهرين ولم يتم تصديرها بسبب عدم وصول كواشف لفحص المناعة.
شكاوى المصدرين
وقال سلمان علي رئيس شركة “دوبا” لتصدير الماشية، إن عينات الفحص تم إرسالها للمعمل البيطري بالخرطوم منذ 27 يوماً دون أن تصل النتيجة حتى الآن، موضحاً أن هذا التأخير أدخل المصدرين في خسائر مليونية ما كان ينبغي لهم تكبدها في حال تم إرسال نتائج فحص العينات وإعطاء تأكيد بالتصدير، وأشار إلى أن تكلفة العلف يومياً 3 ملايين جنيه، منوهاً إلى أن الماشية أصبح وزنها أكثر من 60 كيلو جرام وكل يوم الوزن زائد.
وقال سلمان: “نخاطب رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك ووزير الثروة الحيوانية المكلف إننا تضررنا، وإن حوالي 113 ألف رأس في المحجر تنتظر التصدير بسبب عدم وصول كاشف المناعة”، منوهاً إلى أن الدولة تخسر بهذا التأخير جلب العملات الحرة لبنك السودان وفائدة الاقتصاد القومي، منوهًا إلى أن الماشية التي يملكها تعادل حوالي 20 مليون دولار يمكن أن تساهم في رفد الخزينة بالعملة الحرة.
وقال إن المحجر أقل ضرراً في رجوع الصادر، حيث رجعت أربع شركات فقط، ويعتبر من أميز المحاجر بالسودان، وبه تسوير وحظائر جديدة ومياه متوفرة.
وقال المُصدّر صالح سعيد صالح ـ أعمال صالح سعيد ـ إن الصادر يمثل معاشاً لكافة مواطني الولاية، مشيراً إلى الضرر الذي لحق بهم من التكلفة العالية للأعلاف، محملاَ المسئولية للحكومة الاتحادية.
وبشأن لجنة تنظيم البواخر قال إنها معوق للصادر لإجبارها للمصدرين بشحن بواخر غير مطابقة للمواصفات مطالباً بحلها فوراً، وشكا صالح من تأخير عقود الصادر من وزارة التجارة والصناعة.
ودعا محمد السليم مرشد لأعمال السليم، الحكومة أن تتفاوض مع السعوديين بشأن رجوع المواشي وحل مشاكله، مؤكداً أن المصدرين مستعدون لدفع قيمة كواشف المناعة، مشيرًا إلى أن صادر الماشية هو الوحيد الذي يرفع الاقتصاد.
وطالب المصدر سليمان محمد صالح بحل لجنة تنظيم البواخر وقال إنها لا تنظم بل تعيق المصدرين بإجبارهم على سفن غير مهيأة للماشية.
في محجر كسلا ..
ووصف نائب مدير محجر كسلا د. عمر التيجاني مليح، بأنه من أميز المحاجر بالسودان وبه تسوير كامل ومؤمن وبه بوابتان للدخول والخروج، ويحتوي على 16 حظيرة للضأن و8 للماعز سعة كل واحدة ألف رأس، بجانب 8 حظائر للأبقار و8 للأبل و3 حظائر للعزل ومعمل متكامل.
وقال د. عمر، إن المحجر به منصات للشحن والتنزيل ومرشحة للماشية من أي آفات خارجية، بجانب شبكة مياه من 3 آبار و4 صهاريج وميزان لوزن الماشية بالطن، مشيرًا إلى أن المحجر يعتبر نهائياً لصادر مصر والخليج ومحجر وسيط للسعودية.
وأوضح د. عمر أن وفداً سعودياً زار المحجر وطلب بعض الاشتراطات ليكون محجراً نهائيًا للصادر، تمثلت في مخازن كبيرة وزيادة الحظائر ومعمل فعال، وأكد على ضرورة أن يكون المحجر مسانداً لمحجر سواكن ونهائياً لصادر السعودية، مشيراً إلى أنه منذ استئناف الصادر في نهاية مارس وحتى يوليو لم ترجع ماشية منه عدا لأربعة مصدرين فقط، مؤكداً الالتزام بفترة الحجر.
وحول حل مشكلة رجوع الماشية بسبب نقص المناعة، قال د. التيجاني: يجب تكوين تيم فني من البياطرة من السودان والسعودية وتفحص العينة من كل الجانبين، وتكامل العمل وإنشاء مكتب فحص موحد، وتوحيد الكواشف.
من جانبه قال دكتور آدم أحمد آدم مدير معمل الأبحاث البيطرية بكسلا، إن المعمل يفحص الصادر خاصة مرض البورسيلا وتجهيز مرض الهجن وتجهيز عينات وترسل إلى المعمل المركزي بسوبا، مشيراً إلى أن المعمل تم فيه فحص مرض “كورونا”، وقال: نأمل أن يكون فحص حمي الوادي المتصدع بالمعمل، وأشار إلى أن المعمل يعاني من نقص في العمالة.
رأي حكومي ..
وأكد المهندس الأرباب محمد فضل والي كسلا بالإنابة أمين عام الحكومة، إن الولاية أعفت الصادر من أي رسوم ولائية أو محلية حتى لا تؤثر في الأعداد التي يتم تصديرها إضافة إلى التسهيلات التي تقوم بها.
وقال الأرباب إن حكومة الولاية مهتمة بتسهيل كل ما يتعلق بصادرات الثروة الحيوانية، وأشار إلى أهمية مساندة المصدرين ليجنوا ثمار جهدهم، وأكد وقوفه ودعمهم مع توفير كافة متطلبات رفع الصادر لتعود الحصيلة بالنفع على السودان والمواطن.
من يعيق الصادر؟
واتهم رئيس شعبة تجار ومصدري الماشية بمحلية الفشقة بالقضارف، صديق محمد علي التوم، جهات لم يسمها بإعاقة صادر الماشية والضلوع في تخريب محجر الشواك البيطري، موضحاً أن منظمة الإيفاد أنشأت قبل عامين حظائر للإبل وإنشاء خزان أرضي للمياه سعته 500 برميل لمحجر الشواك.
وقال إن المنظمة تعهدت بعمل حظائر ومظلات للضأن والماعز والأبقار، شريطة إكمال سور المحجر، مشيراً إلى أن الوالي السابق صدق ميزانية لإكمال السور، وتوقع أن تصل المنظمة لتنفيذ عمل الحظائر والمظلات للمحجر وفق ما التزمت به.
واتهم التوم، جهات بتدمير محجر الشواك وضلوع أيادٍ خفية في تكسير الحظائر، وقال إن المحجر تم تحويله إلى القضارف بمؤامرة عزاها لأسباب شخصية، مشيراً إلى أن المحجر الآن به أربع حظائر للإبل فقط، وإذا تم تأهيله ستكون فيه حظائر للضأن والماعز والأبقار.
وطالب الدولة بالإسراع في تأهيل المحجر وصيانته، وذكر أن محجر الشواك تأسس في 1994 كأول محجر بالشرق، على مساحة 700 متر في 300 متر.
وأرجع مشاكل الصادر لتأخير لقاح التحقين والكواشف لمناعة الماشية ما أدى لتضرر المصدرين، وشدد على أهمية وجود التزامات وتعاقدات تُؤمّن حقوق المصدرين تحسباً لخسارتهم، منوهاً لعدم وجود جهة تؤمن تعويض خسارة المصدرين التي فاقت ملايين الجنيهات.
نسب الفحص والمناعة..
وكشف مدير محجر القضارف، د. آدم إسماعيل أحمد، أن تجربة قياس المناعة للماشية السودانية ضد حمى الوادي المتصدع تعتبر أول تجربة في العالم طُبّقت بالسودان وفقاً لبرتوكول بين السودان والسعودية قبل 6 أشهر، وفيه أن تكون نسبة مناعة الماشية 30%.
واقترح حل مشكلة إرجاع البواخر من جدة بسبب المناعة بإرسال أتيام فنية لمراجعة الاتفاق وتخفيف نسبة المناعة إلى أقل من 30% مع زيادة نسبة العينة العشوائية التي تفحص من 2% إلى 10% وطالب بزيادتها لتعطي نتائج جيدة.
وقال إن ولاية القضارف تحوز نسبة 40% من صادر الماشية السنوي والذي يبلغ في المتوسط 5 ملايين رأس، بفضل الإنتاج وتوفر المراعي ومخلفات الزراعة الآلية والمطرية، إضافة لقربها من ميناء الصادر بسواكن، وتوفر رأس المال.
وأوضح د. أحمد أن أول باخرة نزلت بعد عيد الأضحى في 11 أغسطس بعد إجازة نسبة المناعة بميناء جدة كانت من محجر القضارف وفاقت نسبة مناعة الماشية 40% بجدة.