شمال دارفور.. “البصات”.. سخط شعبي لارتفاع التذاكر
تقرير: مالك دهب
بعد توقف استمر أكثر من ثلاثة أشهر بسبب الحظر الصحي لجائحة كورونا التي أثرت على جميع دول العالم، عادت الحياة للطرق القومية عبر استئناف الرحلات الى ولايات السودان المختلفة. فيما أبدى عدد من المواطنين بولاية شمال دارفور استياءهم البالغ من تسعيرة البصات الجديدة من الخرطوم الى حاضرة ولاية شمال دارفور.
ويرى عدد من المراقبين أن التعريفة الجديدة للبصات تعتبر مجحفة في حق المواطن وربحية بصورة كبيرة لأصحاب البصات، وأوضحوا أن التعريفة لم تراع الظروف الاقتصادية التي يمر بها عامة الشعب السوداني وأهل شمال دارفور على وجه الخصوص، فيما هدد أصحاب البصات بزيادة التعرفة في حال لم تلتزم الجهات المختصة بتوفير الجازولين المتفق عليه، وقالوا إنه في حال شراء الوقود بالسعر الحر سيؤدي ذلك لارتفاع تكلفة التذكرة بنسبة قد تصل 25% من السعر الحالي.
وكانت غُرفة البصات السفرية قد أجازت في منتصف هذا الشهر تعرفة تذاكر البصات السفرية بين الخرطوم وولايات السودان المختلفة بنظام الكيلو.
وأعلن ممثل تجمع سائقي الشاحنات والبصات واللواري السفرية السر حسن، رفضهم الزيادات التي أقرتها الغرفة القومية للبصات السفرية ووصفها بأنها غير قانونية.
واتهم السر – حسب صحيفة الجريدة ـ الغرفة بالجشع، وقال إن وزارة النقل وأصحاب العمل واتحاد غرف النقل تهمهم مصالحهم وليس المواطن، وتساءل كيف تتم زيادة التعرفة والدولة تعطي حصص وقود مدعوماً للبصات.
وجاءت التعرفة الجديدة حسب منشور الغرفة وفق الاتفاق بين وحدة النقل البري بوزارة النقل ونقابة البصات السفرية.
وتقرر أن يكون تسعير الكيلو متر الواحد للسفرية ثلاثة جنيهات ونصف الجنيه، وأن تحسب بناءً عليه قيمة التذكرة بواقع السعر التجاري للمحروقات.
فيما أبدى عدد من المواطنين بالفاشر سخطهم وتذمرهم من ارتفاع أسعار تذاكر البصات، وقال عدد منهم لـ(الصيحة)، إن هذا الأمر يعتبر فوضى دون وجود رقابة أو محاسبة، واعتبروا ما يحدث ابتزازاً للمسافرين لاسيما الذين يأتون من ولايات أخرى كغرب ووسطـ وجنوب دارفور مع عدم وجود بدائل وعدم اكتمال طريق الانقاذ الغربي.
وقال مدير إحدى شركات البصات بالخرطوم إبراهيم محمد ىدم خليل
لـ(الصيحة)، إن هذا الأمر مجحف جدًا للركاب في ظل البحث عن التغيير للأفضل.
وأضاف قائلاً : “لا يعقل أن تصبح تذكرة البص قيمتها من أم درمان إلى مدينة الفاشر بمبلغ 4500 جنيه، وتساءل أين التغيير المفترى عليه؟ وأوضح أنه مدير لمكاتب شركتين من البصات السياحية من أم درمان ــ الفاشر ما يجعلنا نعاني من استغلال المواطن البسيط، وهو يعاني من تردي الأوضاع الاقتصادية، مشيراً إلى أن السعر الحقيقي للتذكرة لا يتجاوز 2500 جنيه، فيما تباع الآن بـ 4500 جنيه.
وطالب إبراهيم بضرورة إعفاء مدير الميناء البري بالخرطوم وكل أعوانه علاوة على بقية جميع الولايات لأنه لا تهمهم مصلحة المواطن.
فيما أوضح عدد من المراقبين المعاناة الكبيرة التي يجدها مواطنو الجنينة ونيالا وزالنجي الذين يستخدمون الطريق عبر الفاشر في ظل عدم اكتمال طريق الإنقاذ الغربي.
وكانت قضية طريق الإنقاذ الغربي قد شهدت تطورات مهمة في منتصف العام 1999م، حينما تبودلت الاتهامات بين أطراف وإدارات الطريق التنفيذية المتعاقبة حول الإخفاقات التي حدثت في الطريق وأدت إلى توقف العمل فيه بصوره شبه كلية لسنوات،
بعد أن طالت شبهة فساد العمل في الطريق، الذي تعثر إكماله رغم جمع ملايين الجنيهات من المواطنين عن طريق اقتطاع جزء من المرتبات علاوة على التبرعات الذاتية، وتلك التي استقطعت من حصص توزيع السكر.
وبدأ العمل في الطريق بصورة متعثرة في قطاع الخوي ـ النهود، وكان العمل يسير بصوره بطيئة نسبياً رغم تدفق أموال النفط في ذلك الوقت، كما بدأ تنفيذ طريق الإنقاذ الغربي منذ العام 1993 ولم يكتمل عدا 50% منه، حيث وصل حتى الآن مدينة الفاشر رغم طوله الذي يفترض أن يمتد حتى مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وهو يعتبر من أهم الطرق الرئيسية التي تربط ولايات غرب السودان بشماله.