مُتاجرة الحلو
الغالي شقيفات يكتب :
أصدرت حركة عبد العزيز الحلو، بياناً أعلنت بمُوجبه انسحابها من التفاوض، وادعى عمار آمون السكرتير العام للحركة الشعبية أن قوات الدعم السريع ارتكبت انتهاكات، غير أنّ المُتابع لدور هذه القوات يعلم أنها أوقفت الاقتتال القبلي بين مكونات الشرق، ومن يدعي دلدوم تمثيلهم، وكذلك احتوت الصراع القبلي بين بعض الرعاة والحاضنة الاجتماعية للحلو في مستري وكردندق وقريضة، وكما ذكر بيان الحكومة أنّ أسانيد الحلو لا تمُت للواقع بصلة. وتمسّكت الحكومة برئاسة الفريق أول محمد حمدان دقلو لرئاسة المفاوضات الجارية بدولة الجنوب وحسم ملف الترتيبات الأمنية.
ووفقاً للأستاذ فيصل محمد صالح وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة، فإنّ اختيار “حميدتي” لرئاسة المُفاوضات بروتوكولٌ حكوميٌّ لا يجب الاعتراض عليه، لأنه يمثل الحكومة وخياراتها في مَن يمثلها من أشخاص ومُكوِّنات، وأدانت مُكوِّنات الحكم الانتقالي سلوك الحلو وحركته في المُماطلة واتّهام الأجهزة الأمنية بالتورُّط في المشاكل القبلية بالسودان، وأشاد البيان بمجهودات الدعم السريع في احتواء النزاعات والصراعات الدائرة بأطراف البلاد وخاصةً قائدها “حميدتي”، ومن هُنا تأكّد للجميع بأنّ الحلو معوقٌ للسَّلام، وأنّ أبناء جبال النوبة يدفعون ثمن الحروب الدائرة منذ عُقُودٍ، التي بلغت مَدَاها وأنهكت الجميع، والمُؤكّد أن أي انتصار أو إنجاز أو نصر حاسم هو خسارة للجميع مهما حاول المُنتصر تغيير منطق الأحداث على الأرض، وبسُلوك الحلو يُمكن القول إنّ جنوب كردفان ما زالت بعيدة عن التسوية السياسية التي يُمكن أن تقود إلى سلامٍ دائمٍ، فالحلو يقود جبال النوبة إلى مأزق بمواقفه المُتطرِّفة والمُوغلة في المطالب المحلية والأجندات الثانية المُسيّسة.
مفاوضات السلام قطعت شوطاً كبيراً وستكتمل بالترتبيات الأمنية والتوقيع النهائي، وبهذه المواقف المُتعنِّتة، تُريد الحركة الشعبية جناح الحلو قتل أحلام الشعب السوداني وتطلُّعاته نحو السلام العادل والمُستدام.
ومعلومٌ أنّ الجلوس للتفاوض يعني إقرار طرفي الصراع باستحالة الحل عن طريق القوة العسكرية ووجود “حميدتي” وقيادات الكفاح المُسلّح في جوبا يعني استعداد الأطراف للتسوية السياسية، ووجود الأطراف الدولية الفاعلة بجوبا يعني توفر رغبة المجتمع الدولي للوصول إلى سَلامٍ، وقد شهدت الوجود الدولي يوم توقيع الاتفاق الإطاري بين الحركة الشعبية شمال برئاسة الفريق مالك عقار والحكومة بقاعة الشهيد وليم نون بجوبا، وعلى حركة الحلو أن تعلم أن الرداء العلماني الذي تلبسه وهو قناعٌ تتخفّى وراءه رؤى لمُكوِّنات اجتماعية تصر من خلالها على تحديد مواقفها من السلام والتفاوُض، وواضحٌ أنّ مواقفهم تمليها اعتبارات محلية أكثر منها سِياسيّة، وأيضاً هُنالك مواقف ومصالح شخصية وأطماعٌ في الذهب واليورانيوم وخيرات جبال النوبة من الأراضي والمعادن والموارد البشرية!
وعليه، مَطلوبٌ من حركة الحلو العودة إلى طاولة المُفاوضات والقبول بالتسوية من أجل السودان وشعب جبال النوبة.