ورطة !!
صلاح الدين عووضة يكتب :
ومنها ورطتنا هذي..
ورطتنا حتى بعد أن تخلصنا من ورطة (طويل العمر) نظام الإنقاذ..
ولكن عزاءنا أننا نعمنا بالحرية؛ وموعودن بانتخابات..
انتخابات حرة نزيهة؛ لاشق فيها….. ولا طق….. ولا (خج)..
وكلمتنا هذه نخلط فيها بين ما هو داخلي… وما هو خارجي؛ والقاسم المشترك (ورطة)..
وانتماؤنا للقاسم العروبي المشترك هو في حد ذاته ورطة..
فمالنا وعرب لا يأتي من ورائهم خير- أبداً – في زماننا هذا؛ بل ورطة تتبعها أختها..
وقديماً قال الشاعر العربي:
لو كان هماً واحداً لكُفيته…… ولكنه همٌ وثانٍ وثالثُ
والآن نحن نعيش ورطة من تلقاء بعضهم؛ تتخفى بثوب حرصٍ دافعه التشارك العربي..
حرص ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب..
وسوريا تعيش في ورطة الآن؛ بعضها من صنع الداخل… والآخر من صنع الخارج..
وورطة الداخل سببها الأسد نفسه..
والذي يشبه – في أفعاله – أسدنا الذي قيل أنه (نتر)…ويقبع في (القفص) الآن..
وورطة الخارج سببها روسيا… وإيران… وحزب الله..
فقد (خربوها وقعدوا على تلها) – سوريا – ثم تطلعوا إلى الغرب ليعيد إعمار ما دمروه..
فقال الغرب: لا مانع لدينا… ولكن بشرط ذهاب الأسد..
ورطة…..!!.
ثم هنالك ورطة لبنان الآن؛ بعد أن دمره حزب الله (الإيراني)..
دمره وطناً… واقتصاداً… وليرةً… وإنساناً… وحاضراً… ومستقبلاً… و(مرفأً)..
ودمار المرفأ هذا تسبب في تدمير نصف بيروت..
فصاحت الحكومة – والتي تخضع لحزب الله – في العالم الغربي مناشدةً إياه بإعادة الإعمار..
صاحت فيه بمنتهى الوقاحة: أغثنا..
فقال الغرب و(الشيطان الأكبر) أمريكا – كما يصفها الملالي ومشايعوهم الشيعة: لا مانع.. ولكن بشرط ذهاب نصر الله… وحزب الله.. ورطة…….!!.
وهي أيضاً مثل ورطة نزع البزازات – المملوءة بالحليب الحرام – من أفواه مدمري السودان..
فقد ذاقوا – بعد عقود ثلاثة – ما كان يعانيه الناس تحت وطأة حكمهم..
فطفقوا يصرخون كما الأطفال حديثي الفطامة.. ففضلاً عن حرمانهم من بريق السلطة حُرموا – كذلك – من بريق الذهب… ووهج الدنيا..
والآن يتعجلون الانتخابات علها تعيدهم إليها تارة أخرى..
تعيدهم إليها – السلطة هذه – فيعيدونها سيرتها الأولى؛ ظلماً… وفساداً… وتمكيناً… وتقتيلا..
ولكنهم لا يدرون أن ذلك حلمٌ بعيد المنال..
فكل فساد يتكشف من قبل قادتهم – وكبرائهم – كل يوم يزيد من مقت الناس لهم أكثر فأكثر..
وهو فسادٌ – لسوء حظهم – ما سبقهم به من أحدٍ من العالمين.. من الحاكمين؛ على مر تاريخ السودان..
ورطة……!!.