جنوب كردفان.. (البشير) بين الرفض والقبول
تقرير: عبد الوهاب أزرق
منذ تعيين الولاة المدنيين لولايات السودان، وأدائهم القسم ذهب جميعهم واستلموا مهامهم بالولايات عدا والي جنوب كردفان د. حامد البشير إبراهيم الذي تريث قليلاً في الوصول إلى ولايته المأزومة بالخلافات القبلية والسياسية، وكثيرة هي التحديات والمتاريس التي تنتظره في السلام والتعايش السلمي والأمن والاستقرار والتنمية.
وصل البشير يوم الإثنين المنصرم إلى كادقلي ووجدها بين مؤيد له ورافض لتوليه حكم الولاية التي تمثل “ثيرمومتر” لقياس درجة حرارة الطقس السياسي السوداني، حيث منها انطلقت المهدية وتفجرت الإنقاذ، وتظل منبعاً ومهداً للأحداث، تستقبل الحاكم بالترحاب والبشر ويختار طريقة المغادرة بطلًا مرفوع الرأس، أو منبوذاً مكروهاً.
وصل البشير برفقة الوالي السابق اللواء ركن رشاد عبد الحميد ومدير الشركة السودانية للموارد المعدنية المهندس مبارك عبد الرحمن أردول، ووفد من الحكم الاتحادي. وبدأ مهامه بعملية التسليم والتسلم من الوالي السابق رشاد الذي قدم عددا من النصائح مؤكداً الوقوف مع الوالي في كل صغيرة ووصف الاختيار بالدقيق وصادف أهله.
وفي لقاء الفعاليات الذي أقيم بقاعة الشهيد دكتور فيصل بشير بأمانة الحكومة، رسم د. حامد البشير إبراهيم، ملامح من خارطته للمرحلة المقبلة التي ترتكز على إحدى عشرة نقطة أولوياتها الأمن والسلام ومعاش الناس وقضايا الشباب والمرأة وملف التعدين، وإزالة التمكين، لافتاً أنه جاء رغبة في خدمة المواطن ورفع المعاناة، واستجابة للوضع المأساوي، وأضاف اليوم أريد أن أحدثكم حديث القلب للقلب، أتينا خداماً لا حكاماً، كاشفاً عن مقابلته للسيد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقالك أخذنا الضمانات والمهام، واعتذر البشير عن التأخير للوصول إلى الولاية، وأرجعه لسببين، كسر التقليد السوداني وعدم الحضور ضيفاً وخزينة الولاية فارغة مبشراً بحمله موارد لتنفيذ خطة إسعافية لتنمية الولاية ومواجهة الضروريات العاجلة.
وأكد البشير وقوفه على مسافة واحدة من الجميع ولا يفرق على أساس الحزب أو القبيلة أو الدين أو المنطقة والنوع والعمر، وتابع: قبيلتي هي الإنسانية، خشم بيتي سوداني، وجنوب كردفان هي حزبي السياسي، وبرنامج الحزب هو آمالكم، وأردف: سوف أكون ديمقراطياً وشفافاً وتشاركياً في الحكم وأهتدي ببرنامج الثورة.
وكشف الوالي عن إحصائيات مخيفة بالولاية بأنها الأعلى نسبة في سوء التغذية في السودان والأكثر انيميا للنساء الحوامل، والأعلى نسبة للشباب المحكوم عليهم بالإعدام.
وقدم الوالي رسالة إلى الذين اعترضوا على تعيينه بقوله “أنا احترمكم واحبكم .. اخذتكم على صدق مافي عقولكم ..وأردف فهمت الرسالة في إطار ديمقراطي.. أدعوكم لحوار عقلي مفتوح.. وقال: دعونا نستمع لبعضنا البعض.. ولا تحكموا علي بأقوال غيري. من الأوجب أن نضنع المستقبل مع بعض، ونريد أن نورث الوطن أرضاً خضراء لا أرضاً يباباً عليها أشلاء، وننقل المنطقة إلى مربع السلام والوحدة والتآخي والبناء.
وأكد الوالي تنزيل مخرجات وقف العدائيات بين مكونات كادقلي الكبرى الذي وقع بكادقلي والخرطوم على أرض الواقع مع استكمال النواقص، معلناً إنشاء مجلس الجودية والسلم الأهلي في الولاية يوفر الإمكانيات المناسبة، مشيداً بالإدارة الأهلية ودورها، واختص بالذكر أمير إمارة البرام العقيد ركن كافي طيار، وأمير الرواوقة عثمان بلال. ونبّه الوالي إلى إن الفترة محددة والتنمية فيها ليست كما يتخيل البعض الأولوية للأمن . وزاد: نريد تعدينا نظيفاً بلا إزهاق نفس بشرية واحدة، عايزين نهضة اقتصادية ما على صحة الإنسان، طالباً النصح إذا أخطأ، وعدم الشكر إذا نجح لأنه الواجب.
خطاب حوى برنامج العمل للمرحلة المقبلة لولاية تتكئ على إرث من التراكمات نتيجة الحرب، والصراعات القبلية، وفقدان التنمية، ويجابه الوالي بأصوات تعارض حكمه لجهة أنه المنتمي لحزب الأمة، ويدور همس تاريخي تجاه الحزب، وتعالت الأصوات في ساحة أمانة الحكومة قبل حضور الوالي من المطار حزب الأمة مرفوض الوالي مرفوض، وهتافات أخرى مرحباً حامد البشير، وشكراً حمدوك.