صالة كبار الزوار لم تكن تحت السيطرة في العهد البائد
اتجاه لعمل بوابة إلكترونية لتطال الإجراءات الجمركية الجميع
(90%) من محاولات التهريب تم اكتشافها وندخل حتى الصالة الرئاسية
بطء التنفيذ بسبب الظروف التي فرضتها جائحة كورونا
مجابهة التهريب والجرائم المنظمة بالتدريب المستمر للكادر البشري ووتهيأة البيئة
العنصر البشري يحتاج مزيداً من التأهيل
في لقاء استثنائي اتسم بتدفق المعلومات الدقيقة المسنودة بالخبرة والمهنية، والذي تم كذلك في وقت أصبح فيه مطار الخرطوم مثار اتهامات كونه منفذاً لتهريب الذهب والمخدرات والبشر والحديث عن سرقات الأمتعة وغيرها، قبل أن يكون قبلة للمسافرين، تمكنت (الصيحة) من ضبط وإحضار لتفاصيل جميع هذه القضايا الشائكة وحقيقة ما يحدث بصالات مطار الخرطوم الدولي، عبر حوار تفصيلي مع مدير الصالات والتارمك بإدارة جمارك مطار الخرطوم، وهي صالات المغادرة والوصول ومخزن الأمتعة المتأخرة عن رحلات الركاب والتارمك الخاص بمهبط ورقابة الطائرات الواصلة إلى البلاد والمغادرة. تنشر الصحيفة جزءاً من تفاصيل اللقاء اليوم والأجزاء الثلاثة الأخرى عبر تحقيقات الأيام المقبلة.
حوار- منال عبد الله
* أولاً، ما هي طبيعة عمل إدارة الجمارك بالمطار؟
الجمارك تعمل مع عدد من الشركاء على تكملة الإجراءات الجمركية على كل حركة البضائع عبر المطار، وهي حركة الركاب المسافرين والمغادرين والذين تشملهم جميع الإجراءات الجمركية وفقاً للقوانين واللوائح والتعليمات الجمركية.
* هناك حديث عن تشديد في إجراءات الركاب عن التي كانت متبعة قبل سقوط الإنقاذ؟
نعم، بعد أمر الطوارئ والثورة تم تعديل الأوزان المسموح بتصديرها من الذهب للحد من ارتفاع العملة والذهب، تمت إجازة أمر طوارئ جديد (3)، للذهب (150) جراماً من الحلي الذهبية والعملة (3) آلاف دولار، من خلال هذا الوضع تحدث المخالفات والجرائم، وبموجب هذه التوجيهات والضوابط الجديدة للدولة يتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال أي مسافر غير ملتزم بالضوابط الجديدة.
* كيف يتم التعامل مع المعلومات الخاصة بوجود شبهة حول أمتعة راكب معين؟
الراكب مفترض ألا يمضي أكثر من (5) دقائق في الإجراءات الجمركية، لأنه بالتأكيد هناك طائرة أخرى تهبط بالمطار، 80% من الركاب بيأخذون أمتعتهم ويغادرون المطار، 20% أو أقل من ذلك لديهم إجراءات أخرى رسوم جمركية أو تقييد امتعة تتطلب تصاريح من جهات أخرى، الكلاب الشرطية خارج الصالة عند إنزال الأمتعة من الطائرة، جميع الإجراءات تتم في المطار من قبل ضباط الجمارك بكل سهولة ويسر، المعلومات التي تصل حول وجود شبهة في أمتعة راكب بعينه يُزوّد بها الضباط العاملون في الخدمة، وإذا كانت معلومة دقيقة حول ارتكاب مسافر مخالفة محددة، يتم ضبطه ويبدأ التحري حول كونها مخالفة أو جريمة ترقى إلى احتجاز المسافر وإحالته لنيابة مكافحة التهريب بصورة سريعة.
* مؤخراً كثر الحديث عن جرائم تهريب الذهب والعملات عبر الصالات الهامة؟
90% من محاولات التهريب تم اكتشافها، والصالة الرئاسية (الما كنا بندخلها الآن بندخلها وبتفتيش)، منذ العام 2019 الصالة الرئاسية عندنا فيها وجود وبنفتش مرتاديها، والأكثر من ذلك في اتجاه لعمل بوابة إلكترونية وذلك لرفع الالتزام من كل الجهات بالقانون لأن حضارة الدول بالقانون، الصالة التشريفية على مستوى الوزراء فيها تفتيش جمركي، وكذلك صالة القضائية فيها تفتيش على مستوى القضاة وأسرهم، والإجراءات الجمركية تطال الكل.
* طالما الأمر كذلك، فما هي المنافذ التي تؤدي إلى اكتمال عمليات التهريب؟
طالما هناك بوابات كثيرة هناك تهريب قد تشكل ثغرات بالمطار اما من ناحية تنفيذ الإجراءات الجمركية فهس تتم على أكمل وجه.
* تعني أنه لا توجد أي أشكاليات أخرى تحد من المكافحة؟
يوجد أمر آخر مهم جداً، هو مسألة الالتزام بالقوانين لأنه مظهر من مظاهر الحضارة. وفي الواقع العملي تبرز بعض الإشكاليات، مثلاً المسافر عبر صالة الـ(في آي بي) يتم تفتيشه بطرق معينة…
* مقاطعة: هل صحيح هذه الصالة والرئاسية هناك حديث كثير حول إجراء عمليات تهريب عبرها في العهد البائد؟
الكلام عما سبق كثير جداً، فيه المثبت وغير الصحيح، وفي كلام يطلق على عواهنه دون إثبات وأسانيد، ولازالت هنالك أصوات تتحدث، ولكن بين الماضي والحاضر هناك حقائق، فيما يتعلق بالصالات أنا عندي صالات كتيرة جداً وفي الماضي كانت صالة الـ”في آي بي” لكل الناس، ولكنها الآن أصبحت للمسافر الذي يدفع مالاً مقابل السفر عبرها، لتاجر موظف أي شخص لديه القدرة على سداد رسومها لكي يسافر في وقت وجيز، فيها خدمة ممتازة.
* ماذا عن الإجراءات الجمركية بها؟
بالنسبة لي كجمارك صالة الـ”في آي بي” ليست بالمقلقة، وعندنا عليها كونترول، وأصبحت تحت السيطرة، لأن بها فحص “xry” للداخلين والخارجين، ولا يمكن أن تتم عبرها عمليات تهريب، في العهد البائد الصالة لم تكن تحت السيطرة كان الوضع فيه خلل.
* هل هنالك إشكاليات في الصالات العادية أو صالتي المسافرين؟
لا توجد لدينا إشكاليات في الصالة (1 و2) من حيث الإجراءات الجمركية والسلامة، لأنها مزودة بأجهزة الكشف اللازمة وجميع المحاولات التي تتم للتهريب يتم ضبطتها، الرقابة كاملة فيها، كما أن الأجهزة التي تخضع الأمتعة لتفتيش بها تحقق نسبة كبيرة من عملية المكافحة والتقتيش وفقاً للمعايير الدولية.
* العملة لديها سقف أيضا مسموح به؟
في السابق كان المسموح به من العملات الأجنبية (10) آلاف دولار، ولكن حالياً نزل إلى (3) آلاف، وفي مدن عالمية مسموح بالسفر إليها (10) مرات في الشهر ومثال لذلك دبي.
* ما هي المعايير العامة التي تجنب الراكب الخوض في إشكاليات بسبب الأمتعة؟
أنا كمدير صالات وتارمك إعفاء الأمتعة في حدود الاستعمال الشخصي، مثلاً الملكية الفكرية لا تطبق عليها ولكن الكميات التجارية غير مسموح بها، خاصة في المنتجات التي بها شعار لشركة معينة، لأن المسافر في هذه الحالة وكيل لشركة وعمل تجاري، في حالة الكميات التجارية يتم حجزها خاصة إذا كانت الكميات تحمل شعار جهة محددة في هذه الحالة الراكب مطالب بإثبات تفويضه من قبل المنظمة، الراكب عنده الاستحقاقات العادية من حيث الوزن وقيمة الأمتعة، ومثال لذلك إذا حضر مسافر وبحوزته (10) هواتف ذكية قيمة الواحد منها (200) ألف جنيه، وبالتالي تنطبق عليه الإجراءات الجمركية حيال الكميات التجارية.
* ماذا بشأن جرائم تهريب البشر وإحكام السيطرة عليها؟
تهريب البشر مشكلة إذا كان عبر مطار الخرطوم أو مطارات أخرى أصبح مشكلة تؤرق العالم، وليس السودان فحسب، لأن البشر الذين يتم تهريبهم ليسوا قادمين إلى السودان فحسب، لكن نحن قدرنا (أننا السنتر في أفريقيا) لأنه لكي يعبر أي شخص لأوربا لابد أن يعبر بالسودان، نحن واضعون يدنا على مثل هذه الجرائم والشاهد على ذلك أنه هناك إنجازات، ولكن مطلوب الأكثر من الإجراءات الاحترازية والدعم الدولي لأنه الذي يخرج من السودان يقصد دول أخرى ويتسبب لها في إشكاليات، ودعمهم لنا ليس من أجلنا ولكن المهددات عليهم أكبر، وتتم عمليات التهريب عبر السودان لأن المهربين يأتون من دول حبيسة ليس لها منفذ ولا مطارات دولية.
* هناك ظاهرة تسول منظم تتم داخل الصالات من قبل عمال وسط المسافرين؟
نعم في تسول قبيح يحدث مرات وسط المسافرين، ولكن حالياً التسول الداخلي قلّ كثيراً جداً وعندناعليه متابعة دقيقة، ولكن لدينا عمال نشيد بهم لأنهم يمارسون عملهم بأخلاق ووطنية عالية.
* يعني أنه أصبح هنالك تفعيل للرقابة الداخلية؟
الرقابة موجودة في الأساس والضبط الأخير من فوائد الرقابة الواسعة، وأصبح ليس هناك عامل يتسول إلا نادراً، والبيئة حالياً معافاة من السلوكيات التي تثير نعرات الناس وتجعلهم يصبون جام غضبهم على المطار، (المقابضة البرة منظر ما جميل) لكن في عمالة مشرفة ويعملون بنزاهة وأمانة وقناعة بما عندهم.
* من خلال تحليلكم للظاهرة وإيجاد المعالجات، ما هي أسبابها؟
السبب الرئيسي عندما يكون العامل ليس لديه احساس بالانتماء للجهة التي يعمل بها مما يفرز مثل هذه الظواهر، إلى جانب عدم القناعة لدى البعض بسبب أن رواتبهم الشهرية ضعيفة، واحدة من القضايا المهمة الرضا الوظيفي وتعزيز الانتماء لدى الفرد في أي مكان يعمل به، وأنا أعتز جداً بأني جمركي، وأهم التوجيهات التي أكررها للعاملين معي احترام مهنتي…
* المشاكل في المطار كثيرة؟
أنا شغال في المطار، أجزم بأن أي مشكلة ولها حل، هناك كثير من السهام مسلطة على المطار، أي زول يفهم ما يتكلم من غير إدراك والكلمة كالسيف، والكثيرون يتناسون الظروف التي يعمل فيها الناس بالمطار وهناك إنجازات وضبطيات ورضا، في ظل ظروف بالغة التعقيد، ومن الأشياء التي أهتم بها أنه يأتي مسافر وعنده مشكلة والحل غالباً ما يكون عنده وبعد جلوسه معي بأريحية يتم الحل لأن 50% من الحل بالاستماع.
* كيف تجاوزتم (كورونا) بالمطار، وما هي إنجازاتكم في هذا التوقيت؟
كنا مواجهين بالكورونا لكوننا في حاجز الصد الأول، ولكن الناس عبرت الحمد لله، وتم العمل في ظل ظروف الجائحة في ترتيبات لتطوير الأجهزة بالمطار وتحديث البوابات الإلكترونية وإنفاذ موجهات لجنة مكافحة تهريب الذهب، ولكن العمل لم يكتمل بعد بسبب أن المهندسين خارج البلاد في تركيب في البوابة الإلكترونية للمطار والبوابات الداخلية والكاميرات، ويتم هذا العمل بأشراف الجمارك لأنه في النهاية الاختصاص الكامل لها وكل ما يتعلق بحركة البضائع والركاب.
* هل أنتم مواجهون بأي عقبات في سبيل التنفيذ؟
في إطار التحديث والتطوير مازالت الجهود مبذولة والجميع مهتم بالتغيير والتحسين، وبالنسبة لنا كجمارك لا توجد عقبات تذكر في العمل، ولكن هناك بطء في التنفيذ بسبب الظروف التي فرضتها الجائحة.
* هل من شأن التحديثات التي تنتظم المطار مواجهة التحديات الإقليمية للبلاد؟
الاختراقات والمعلومات والمناخ في القارة الأفريقية مزعج جداً، كما أن الاختلالات في الدول التي حولنا تفرض علينا في السودان أن نكون أكثر حرصاً، والتحديثات في كافة الجوانب من شأنها الحد من الاختراقات بالاستعداد من أجل المواكبة وتحديث إمكانياتنا ومقدراتنا، ولكوننا مطلين على العالم الخارجي لمواجهة جرائم التهريب والجرائم العابرة بطرق كثيرة.
* ماذا بشأن مهارات الكادر البشرى بالمطار ومواكبته لتطور الجريمة؟
العنصر البشري والبيئة بالمطار محتاجة لمزيد من التهيئة، بجانب المواكبة بواسطة الأجهزة والتقنيات المختلفة، من الأهمية إعداد الكوادر البشرية الفاعلة بالتأهيل والتدريب المستمر، وضرورة إلمامهم التام بالجرائم المستحدثة وتنمية مهاراتهم في هذا الجانب، والعناية أكثر والتحفيز مهم، إذا تم قياس المخاطر والمهددات التي يمكن أن تحدث على الدولة، في حال وجدت أي من البضائع المهربة طريقها إليها وخاصة المخدرات وهي واحدة من المشاكل، الكادر محتاج للرعاية لأنه حتى الماء في المطار غير متاح تشترى بالمال لأن الماء الموجود أثبت الفحص انه غير صالح للشرب.