صلاح ودأحمد يكتب :
هنالك العديد من المصطلحات المتداولة في مجتمعنا السوداني وهي كثيرة ومتعددة أتت إلينا من الموروث الثقافي المجتمعي القديم الذي توارثناه عبر الأجيال، والحديث الذي جاء بالتزامن مع دخول العولمة
نستعرض اليوم مصطلحي النفاج والشريحة ويلاحظ أنهما يحملان معنيين مختلفين تماماً عن بعضهما البعض، فالنفاج موروث ثقافي قديم ورثناه من أجدادنا القدامى، والنفاج هو عدم وجود حيطة بينك وبين الجيران أي أن الأبواب مفتوحة بين الجيران وهذا يوضح تماماً قوة العلاقات الاجتماعية والتواصل والتحابب والثقة المتبادلة بين الجيران فجارتك هي في مقام شقيقتك وجارك هو أخاك الذي لم تلده أمك، ويحكي لي أحد أعمامنا القدام من مواليد أمدرمان أن الأراضي كانت واسعة فكان الشخص يقتطع جزءاً من أرضه بمثابة قطعة أرض كاملة ويهديها لقريبه او صديقه بدون إجراءات رسمية وتتقادم السنين وتصبح ملكاً لهذا الشخص ولا يسأله الوراث الأصليون أصحاب القطعة وفاء لوالدهم المتوفى، نعم هكذا كان تعامل الناس مع بعضهم البعض وانقلبت الأوضاع فاختلف الأشقاء حول الميرات وذهبوا للتقاضي أمام المحاكم واختفى النفاج تماماً وأصبح الجيران يتقاضون أمام المحاكم بسبب مشاجرة بسيطة بين الأطفال.
نأتي للمصطلح الثاني وهو الشريحة وهي أتتنا بعد دخول العربات الجديدة التي صنعنا لها أسماء من بنات أفكارنا وأهلها الذين صنعوها يقفون محتارين، وهي أسماء كثيرة ومتعددة منها الدبدوب والشريحة وغيرها, فالشريحة عربة تقل 14 راكباً، وهي تمتاز بالسرعة الفائقة وكثيرًا ما تتعرض لحوادث سير.
ولكننا كأصحاب فهم.. بنعرفو برانا.. تفتقت عبقريتنا في استخدام هذا المصطلح كناية عن المقالب، ويقول لك أحدهم فلان داير يركب فيني شريحة، أي يمقلبني ويخدعني ولا أدري ما هي العلاقة بين المقالب والشريحة، يبدو أنهم اقتبسوها من سرعة بديهة الشخص صاحب المقالب وسرعته في زرع المقالب بسرعة تماثل تماماً سرعة الشريحة التي تطير طيراناً في طرق المرور السريع في سفرها للولايات، وأعتقد أنه تفسير أقرب للواقع وهكذا لا نصنع السيارات وننتقدها ونطلق عليها الألقاب فأي واحد من تجار العربات لا علاقة له بعلم الميكانيكا من الممكن أن ينتقد ببساطة الصناعة اليابانية في السيارات وينتقد المرسيدس الألمانية وهو جالس في عنقريبه ومشلق طاقيتو وعجبي. والناس يصدقون حديثه تماماً، وكان الله في عوننا
آخر الآشتات
تعجبني رائعة الراحل المقيم خضر بشير التي تقول
بالبدر أو بالزهر ما أنصفوك يا الأوصفوك
كوكب منزه في علوك شكلك غريب وشخصك بعيد لوكان قريب أنوارو اخدة بدون سلوك
يبرق سناك في غيهب ليل حلوك
أدبك هبة وفيك موهبة وحسن الظبا وطبع الملوك.